برنامج: المقابلة
مع رئيس رواندا بول كاغامي
يكشف سر تحول بلاده من "الإبادة" إلى أيقونة في التنمية
فقد تحدث كاغامي عن السياسات التي اتبعتها سلطات بلاده من أجل الانتقال من مرحلة الإبادة التي عاشتها البلاد عام 1994 إلى مرحلة العمل والنهوض في مجالات مختلفة، وقال إن السر يكمن في إشراك المواطنين وتركيز السياسيين على العمل بطريقة تكسبهم ثقة الشعب، فضلا عن القيام باستثمارات في البنى التحتية والتعاون مع بلدان المنطقة والعالم.
وعملت رواندا -كما يضيف رئيسها لحلقة (2021/11/7) من برنامج "المقابلة"- من أجل تحقيق الوحدة بين الشعب، ومن أجل إحداث التغيير في تفكير الشعب بصفة عامة، مشيرا إلى بعض مظاهر التحول في البلاد؛ ومنها انتشال الشعب من الفقر وعدم اعتماد المواطن على مساعدات تأتي للفقراء كما كان يحصل في السابق، وإعادة تشجير البلاد بعدما كانت معظمها متصحرة.
ولم يقدم الرئيس الرواندي إجابة واضحة بشأن إذا كان يعتمد البقاء في السلطة، واكتفى بالقول إن ما يفعله من أجل بلده وشعبه هو الأهم بالنسبة إليه، مؤكدا في تصريحات خاصة للجزيرة، وجود خطط مستقبلية ستستفيد منها البلاد، كما قدم تفسيره الخاص للمعارضة، وأوضح أن المعارضة هي التي تجتمع على ما فيه مصلحة الشعب واستقرار البلاد، مبينا أن بلاده عرفت أحزابا سياسية مختلفة عندما عاشت البلاد عدم الاستقرار السياسي، وأن هذه الأحزاب جميعها أسهمت في حالة عدم الاستقرار، ولم تبد موقفها بشأن الإبادة التي حصلت عام 1994.
وتطرق ضيف برنامج "المقابلة" أيضا إلى مجموعة من القضايا عن القارة الأفريقية ومشاكلها والتدخلات الخارجية في شؤونها، والأخطاء التي ارتكبها الآخرون في حقها، وقال إنه يرفض ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض القوى الغربية، ويرفض فرض النموذج الديمقراطي على الدول، باعتبار أن لكل دولة خصوصيتها وظروفها الخاصة، وأن القيم واحدة في كل مكان وليست حكرا على جهة دون غيرها، وأن الحقوق والديمقراطية لم تصنعا في معامل الغرب.
وعن أفريقيا، شددا كاغامي على أهمية أن تتوحد القارة وتتعاون في ما بينها لمواجهة التحديات والمشاكل المشتركة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
كما قال الرئيس الرواندي إن هناك بعض الملفات الخلافية التي ما تزال عالقة بين بلاده وأوغندا، وأعرب عن أمله في أن يصل البلدان إلى حل للمشكلات القائمة بينهما، وعلى رأسها إغلاق الحدود.
العلاقات مع إسرائيل
وردا على سؤال بشأن موقفه من قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي، أكد رئيس رواندا أن دولا عربية أقامت علاقات مع إسرائيل، وأن بلاده تعمل مع الشعوب على أساس المبادئ ولا تدعم الممارسات الخاطئة، ورأى أن موضوع فلسطين يحتاج إلى نقاش معمق، ويرفض إلقاء اللوم على طرف دون آخر في موضوع العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
كما تحدث رئيس رواندا عن سنوات اللجوء في أوغندا، الدولة المجاورة لبلاده، حيث هرب مع أسرته وهو في الرابعة من عمره، وواجه الفقر والحرمان، قبل أن يكبر ويخوض النضال في أوغندا ومُنح جنسيتها، وعُين رئيسا لجهازها الاستخباراتي، وخدم في جيشها.
ويقول كاغامي إن اسمه ارتبط بالسياسة والنضال من أجل بلاده عندما كان في أوغندا، وكان هو ورفاقه يعملون في السر لأنهم كانوا لاجئين.
يذكر أن كاغامي كان قد فاز في الانتخابات 3 مرات منذ عام 2003، وبعد التعديلات الدستورية من المحتمل أن يكون رئيسا حتى عام 2034. وشهدت بلاده في عهده نموا اقتصاديا ملاحظا، وأقامت علاقات مع محيطها الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية على حساب علاقاتها مع فرنسا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق