اعتذار واجب
سيادة البابا تواضرس الثاني،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أكتب إليكم كمواطنة مصرية مسلمة، آلمها ما بدر من أحد قساوستكم وسبّه الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،
حتى وإن كان التسجيل قديما أو منذ بضع سنوات.
إلا أن إعادة نشره هذه الأيام تحديدا، التي يسعي فيها الفاتيكان حثيثا لتنصير العالم، فهذا الموقف يأخذ معني يضعه في إطار مختلف تماما..
كما آلمني أكثر موقف ورد الكنيسة المصرية بهذه البساطة الاستهتارية، بأنها اكتفت بالإعلان عن «أن ذلك القس لم يعد يتّبع الكنيسة المصرية»،
ولم تدرك أبعاد أو رد فعل مثل هذا التصرف وانعكاسه على نفسية كافة المسلمين بل وعلى الأمناء من عقلاء المسيحيين.
«بيت العائلة»
وكان من باب الإنسانية والذوق والحفاظ على «بيت العائلة» المزعوم،
بمعني أننا عائلة إنسانية واحدة،
بكل ما تتضمنه هذه العائلة من اختلافات دينية جذرية،
فكان لزاما على الكنيسة المصرية وخاصة على رئيسها البابا تواضرس الثاني شخصيا،
الاعتذار عن ذلك الجُرم الذي يمس كافة المسلمين في مصر، وأولهم السيد رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، المسلم،
وأول رئيس لجمهورية مصر العربية يتكرم ويحضر شخصيا قداس عيد الميلاد لتهنئتكم وتهنئة كافة المسيحيين،
بدلا من الاكتفاء بإرسال مندوبا نيابة عنه مثلما كان يحدث سابقا. فمثل ذلك الإنسان، الذي أكرمكم،
لا يحق لكم إهانته وإهانة الرسول الكريم الذي يؤمن به ويتبع رسالته.
ولقد بدأت بالسيد رئيس الجمهورية بصفته الإنسانية أولا،
ثم تناولت صفة سيادته كمسلم ينتمي ويحترم هذا الدين ورسوله.
وللعلم، إن كنتم تجهلون سيادتكم، فإن هذا الدين وهذا الرسول الذي سبه أحد أتباعكم،
حتى وإن كان قد تم استبعاده، فهذا النبي، رسول الله،
الذي تم سبّه علناً وأعيد نشر السبّ والإهانة،
وأكررها: هذا الإنسان النبي والرسول بمعني الكلمة هو الذي برّأ السيدة مريم، عليها السلام، من تهمة الزنا التي ألصقها بها اليهود قائلين إنها حملت من الجندي بانتيرا.
وهي إحدى القصص الموجودة في التاريخ الكنسي وبأحد الأناجيل.
فلا يكون رد الكنيسة بمثل هذا الاستخفاف..
ولن استشهد بتصرف البابا فرانسيس، رئيس الفاتيكان ورئيس كافة الكنائس حتى المنشقة منها،
حين انحني على الأرض وقبّل حذاء الرئيس سيلفا كير رأبا للمجازر بين المسيحيين، حاشا الله..
لكن التصرف الإنساني له تأثيره وله معناه، خاصة وان النفوس مشحونة من كل ما يدور على الصعيد المحلي والعالمي في حق الإسلام والمسلمين ولا يسع المجال هنا للإشارة إليها.
فالاعتذار واجب يا سيادة البابا،
مع كل التقدير والاحترام الواجب لكم ولأشقائنا المسيحيين،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق