الحـاقـدون التـائـهـون..الكاتب/ يحيى بن حمد الناعبي
كثيرا ما تتردد في أذهاننا هذه العبارة المشهورة والتي تحدث عنها القرآن الكريم في وصف بني إسرائيل وهي سنوات التيه المشهورة حيث قال سبحانه وتعالى عنهم : (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين) سورة المائدة ؛ الآية ٢٦.
وكثيرا ما تتشابه الأحداث والمواقف التي تصدر عن بعض الناس الذين يشعرون بنقص في أنفسهم ويريدون إكمال ذلك النقص بالتشكيك في نوايا الناس وأعمالهم الطيبة، بل ويريدون إضفاء طابع ديني على أوصاف ذلك الإنسان الناجح بالاستدلال بآيات قرآنية لا يفهمون معناها ولا المناسبة التي قيلت فيها ولا ما قبلها أو بعدها من أحداث ، فقط يفسرونها على ظاهرها ليس إلّا.
والمتتبع لأحوال هؤلاء الناس أو هذه الفئة التي تعاني من مرض القلوب بسبب قلة الوازع الديني والتي جعلها تنسلخ من مبادئ وقيم الإسلام وكذلك العادات والتقاليد الأصيلة أو حتى من القيم الإنسانية التي تتحلى بها البشرية قاطبة.
وهذا كله بسبب الحقد الدفين الذي تَولَّد لدى أصحاب هذه النفوس المريضة، مما جعلها تستكثر أي نجاح ينجحه أي مخلص في هذه الحياة الدنيا.
وفي هذا المقال ومن مقامي المتواضع أسدي نصيحة قلبية لكل إنسان وصل إلى هذا المستوى بأن يعود إلى رشده ويتوب إلى ربه ويعتذر من كل إنسان آذاه بقول أو فعل ويبدأ فورا في خطى النجاح، لأن النجاح حق شرعي للجميع وليس محصورا لفرد بعينه والكون واسع ويتسع للجميع، انجح أنت وأنا وكل الناس ، وأنا منكم وفيكم أيها الناس وأمتلك قلبا يحب الناس أجمعين إلى يوم الدين.
قال تعالى : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) سورة الزمر ؛ الآية ٥٣.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق