الحركات الباطنية.. غلاة الشيعة «12» والأخيرةفاتن فاروق عبد المنعم
نشأة النصيرية:
نشأت على يد محمد بن نصير النميري (ويكنى بأبي شعيب) في القرن الثالث الهجري،
وهؤلاء يؤلهون علي بن أبي طالب (سبقهم المؤسس لهذا الإفك عبد الله بن سبأ اليهودي) فضلا عن اعتناقهم جملة انحرافات الشيعة.
هؤلاء يزعمون أن علي بن أبي طالب خلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسيدنا محمد خلق سلمان الفارسي، وسلمان الفارسي خلق المقداد، والمقداد قد خلق الناس لذلك يدعونه رب الناس،
والنصيرية لديهم تثليث مثل تثليث النصارى (ع، م، س) حرف العين يرمز لعلي بن أبي طالب، والميم هو سيدنا محمد، وحرف س هو رمز سلمان الفارسي،
وعقيدتهم هي مزيج من العناصر غير المتجانسة من الإسلام والنصرانية والوثنية (الكثير من الوثنيات لديهم عقيدة التثليث)
فهم يحتفظون بالوثنية الأسيوية القديمة ويتدثرون بالإسلام اسما فقط، ويحتفظون من النصرانية قداس الأطعمة والنبيذ،
ويحتفلون بأعيادهم وانتشار مفردات ذات معنى داخل النصيرية مثل القداس والقربان.
يقول الكاتب النصيري المعاصر محمد أمين غالب الطويل:
«حتى أصبح الشعب العلوي يملك سجايا وميزات بنيوية تقارب جميع الطوائف العربية والتركية من مسيحية ويهودية ورومية وغير ذلك»
ويقول كاتب نصيري آخر:
«ومن أظهر ما يعرف به العلويون عنايتهم بالفلسفة الروحية العالمية ومقابلتها بالأديان الإلهية وتوفيق ما يمكن توفيقه،
ويستنتجون من كل ذلك وحدة الأديان ووحدة غايتها..
هذه الظاهرة الفكرية التي يمتاز بها العلويون هي ما جعلت بعض الجهلاء وذوي الغايات الدنيوية يلصقون بهذه الطائفة تهمة الوثنية والكفر وينسبونهم إلى أديان أخرى غير الإسلام»
وكما أن للكنيسة أسرارها السبعة فهؤلاء أيضا لديهم أسرارا لا تعطى للمرأة مطلقا،
أما الرجل فإنه لا يعطى هذا السر إلا إذا بلغ الثامنة عشر
ويقوم أستاذه بتبليغه السر فيدخله ذلك في عدة اجتماعات سرية يحضرها مشايخ الطائفة
فيرتفع أثنائها من درجة إلى درجة حتى يلقن سر الديانة كاملا، تحت جملة من المؤثرات
التي بها يتم احتوائه مثل وضع أحذية المشايخ فوق رأس هذا الشاب وتدور في هذه الاجتماعات كؤوس الخمر
والذي يشاركهم احتسائها كي تتعطل إرادته فيصبح مهيئا لقبول هذا السر ويقسم أن لا يبوح بسر هذه الديانة ولو أريق دمه.
التناسخ
والتناسخ الذي يؤمنون به مثل بقية الشيعة يجعلهم يعتقدون أن الأرواح الصالحة تحل في النجوم،
لذا يطلقون على علي بن أبي طالب «أمير النجوم» أما الأرواح الشريرة فتحل في الحيوانات النجنسة كالخنازير والقرود،
وهم يختلفون فيما بينهم في مكان حلول علي بن أبي طالب،
فمنهم من يعتقد أنه حل في القمر وهؤلاء يسمون بالشمالية، ومن يعتقد بحلوله في الشمس لذا يسمون «الكلازية»
وهم يسكنون جبال اللازقية بسوريا وجنوب تركيا وأطراف لبنان الشمالي، وفارس وتركستان الروسية، وكردستان،
ولهم أسماء مميزة يعرفون بها مثل التختجية والحطابون في غربي الأناضول بتركيا،
والعلي الألهية في فارس وتركستان وكردستان (يكثر في هذه الطائفة الإلحاد، واللادينية بأشكال شتى، فهم من ضلال إلى ضلال)
يحللون المحارم واللواط
وهم يحللون المحارم واللواط (والمفعول به يعد هذا من التواضع والتذلل وكان محمد بن موسى بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده،
وعن محمد بن نصير أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان أنه رآه عيانا على ظهره غلام،
قال فلقيته وعاتبته في ذلك، فقال أن هذا من اللذات والتواضع لله وترك التجبر.
(من كتاب فرق الشيعة للنوبختي المتوفي عام 310 هـ)
هذه الفئة تعاونوا مع الصليبيين والتتار حيث نزلوا من جحورهم لمعاضدة الأعداء ضد المسلمين،
ولكن عندما انتصر المسلمون عادوا إلى الجحور في الجبال والأطراف (مكمن الخطر دائما)
عندما دخل قطز سوريا لمواجهة التتار،
سارعوا مع الدروز والنصارى بنفاقه وأبدوا استعدادهم للتعاون معه ولكنه قال لهم بالحرف الواحد «إدخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم»
لأن الأخبار التي أتته من هذه البلاد تنبيء أنهم يتعاونون مع العدو ولكن لا وقت لديه لفتح جبهة أخرى،
وتعاونهم مع التتار على وجه الخصوص لأن تيمور لنك زعيم التتار كان قد اعتنق المذهب الشيعي، فكانوا له ظهيرا،
وقد جاءت إليه فتاة نصيرية اسمها درة الصدف ومعها أربعون بنتا بكرا من النصيرية،
تبكي وتنوح وتطلب الانتقام لأهل البيت وبناتهم اللاتي جيء بهن سبايا للشام
والبنات النصيريات معها تبكين وتنحن وتنشدن الأناشيد الحاضة على أخذ الثأر،
فكان ذلك سببا لجملة من المصائب للشام لم ينجُ منها سوى عائلة نصرانية،
فقد كان يقتل المسلمين ويستثني العلويين ومن بعد الشام ذهب لبغداد فقتل منهم تسعين ألفا.
يقول الشيخ محمد أبو زهرة:
كانت النصيرية أثناء الهجمة الصليبية على العالم الإسلامي والوطن العربي عونا للصليبيين على المسلمين،
ولما استولى الصليبيون على بعض البلاد الإسلامية قربوهم وأدنوهم، وجعلوا لهم مكانا مرموقا،
وعندما تمكن المسلمون من طرد الصليبيين، اعتصم النصيريون بجبلهم، واقتصر عملهم على تدبير المكائد والفتن،
ولما أغار التتار بعد ذلك على الشام مالأهم أولئك كما مالأوا الصليبيين من قبل، فمكنوا للتتار من الرقاب،
حتى إذا انحسرت غارات التتار، قبعوا في جبالهم قبوع القواقع في أصدافها لينتهزوا فرصة أخرى. أهـ
ويقول الأستاذ أمين الريحاني:
والغريب العجيب أن يجمع الغرض بين هاتين الأقليتين، المارونية والعلوية،
وكلتاهما متمسكة بعقيدتها وبأوليائها أشد التمسك، فتسلكان مسلكا واحدا في الماضي والحاضر وتكونان مع السائدين من الأجانب على أهل البلاد الوطنيين. أهـ
وقد حاول كل من صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس بإصلاح هذه الطائفة وردها إلى صحيح الدين؛
فأنشأوا في كل قرية مسجدا ولكن الرحالة ابن بطوطة في القرن التاسع الهجري مر بالساحل السوري فروى ما رآه بقوله:
«وأكثر أهل هذه السواحل هم الطائفةالنصيرية الذين يعتقدون بأن علي بن أبي طالب إله،
وهم لا يصلون ولا يتطهرون ولا يصومون وكان الملك الظاهر قد ألزمهم ببناء المساجد بقراهم، فبنوا بكل قرية مسجدا بعيدا عن العمارة،
ولا يدخلونه ولا يعمرونه، وربما آوت إليه مواشيهم ودوابهم،
وربما وصل الغريب إليهم فينزل بالمسجد ويؤذن للصلاة فيقولون له : لا تنهق علفك يأتيك بعد قليل» أهـ
وعلى مر التاريخ قديما وحديثا إذا تمكن النصيرية من المسلمين أحدثوا فيهم القتل والاغتصاب،
فضلا عن كونهم يقولون له إن أردت أن تحقن دمك فلتقل لا إله إلا علي،
ففي سنة 717هـ دخلوا مدينة جبلة روعوا أهلها وأحدثوا فيهم القتل والتنكيل بهم،
وكانوا يقولون لا إله إلا علي، ولا حجاب إلا محمدا، ولا باب إلا سلمان، وسبوا الشيخين (أبو بكر وعمر) وخربوا المساجد واتخذوها خمارات.
فرنسا الصليبية:
من أكثر الأمم الحاقدة على الإسلام وآله قديما وحديثا، عندما احتلت سوريا عام 1920 اجتمع بلونديل رئيس مصلحة الاستخبارات باللاذقية بزعماء النصيرية،
والذي أوضح لهم مزايا الانفصال عن سوريا،
وبالفعل أعلنت هذه الدويلة الانفصال بزعامة سليمان مرشد والذي ادعى الألوهية بتأييد من الفرنسيين،
لدرجة أن المستشار الفرنسي كان يسجد له مع أنصاره (لتقويته وتشجيع العوام على ذات الفعل).
ولكن بعد جلاء الفرنسيون عن سوريا اعتقل سليمان مرشد وعادت الدويلة إلى الكتلة،
ولكن ما حدث بعد ذلك كان أبشع لأنهم ابتلعوا الحبيبة سوريا كاملة بمؤازرة ودعم فرنسا المجرمة نكاية في المسلمين،
ولنا أن نقرأ هذه الوثيقة من واقع سجلات وزارة الخارجية الفرنسية، والتي تحمل رقم 3547..
وهي عريضة رفعها زعماء النصيرية في سوريا إلى رئيس وزراء فرنسا بتاريخ 15/6/1936
وفيها يعبرون عن عدم رغبتهم في جلاء فرنسا عن سوريا، وتعاطفهم مع اليهود الذين جاءوا إلى فلسطين ويؤلبون فرنسا ضد المسلمين،
وهذا نص الوثيقة:
«دولة ليون بلوم رئيس الحكومة الفرنسية:
إن الشعب العلوي الذي حافظ سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس،
هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم (السني) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل.
إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين،
وأن هؤلاء اليهود الطيبيين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرخاء،
ولم يوقعوا الأذى بأحد، ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود انجلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا.
إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف، خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين.
ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة، نستصرخ حكومة فرنسا ضمانا لحريته واستقلاله،
ويضع بين يديها مصيره ومستقبله، وهو واثق أنه لابد واجد لديهم سندا قويا لشعب علوي صديق، قدم لفرنسا خدمات عظيمة. أهـ
وفي حرب 1967 ظهر عطف الطائفة النصيرية على اليهود عمليا،
وذلك بتسليمهم مرتفعات الجولان السورية بلا حرب بعد أن استولوا على السلطة في سوريا.
في كتاب «مجتمع الكراهية» لسعد جمعة رئيس وزراء الأردن عام 1967
والذي أورد بيانا سريا أصدره أحد مشايخ النصيرية المعاصرين تكلم فيه عن ما حدث في حرب 1967
وكيف أن النصيرية سلموا الجولان لـ«إسرائيل» نتيجة لمعتقدات خاصة اعتقدوها.
إنه التاريخ الذي يعلمنا أن كل الملل والنحل قديما وحديثا لا يتفقون إلا على عداء إسلام السنة، فهل تغيرت الصورة؟
وفي الختام
سلامة العقيدة توجب السلامة في كل شيء، تزييف الوعي الجمعي أوردنا موارد التهلكة،
إنه الاستعمار الذين استقووا به وهذا ناموس إلهي لا يتغير، كلما انتقصت من محتواك الإيماني ودرجة تمسكك به، كلما علا وتمكن العدو منك،
البداية دائما من اعتناق صحيح الدين وليس غيره، لم تكن الحروب يوما ما سوى حروبا دينية فإن استخفوا بك وألقوا في داخلك غير ذلك فلا تلمن إلا نفسك،
الشيعة الآن اقتطعوا أربع دولا إسلامية (العراق وسوريا واليمن ولبنان)
وقبلهم إيران أحدثوا فيهم أبشع أنواع القتل والاغتصاب والتهجير،
وفتنوا الناس في دينهم بمؤازرة الاستعمار قديما وحديثا والذي لم يتغير ولم يتلون يوما ما، بل على العكس واضح وضوح الشمس،
ويسفر عن خبيئته دائما وأبدا، لأنه يعلم أننا مصابون برقة في الدين،
والقضايا الكبرى لا يتبناها إلا الأشداء على الكفار الرحماء فيما بينهم،
المارد السني معتل والطفيليات تهاجمه من كل جانب، بكل أسف الشيعة يتطلعون ويطمحون بالفوز بمصر،
وينشرون التشيع بين الفقراء ومدخلهم هو حب آل البيت والزهد المفتعل والمساعدات بأنواعها،
نحن بطبيعتنا لا نستفيق إلا بعد حدوث الكارثة، وأخشى أن يعمنا الله بعذاب من عنده في ظل انتشار المنافقين والمرتدين في إعلام الرايات الحمر،
وفي المقابل صمت مطبق أو خطاب فاتر لا يكافئ الهجمة الشرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق