المسيح عليه السلام...والرسوم المسيئة..!
عندما حرم الإسلام التصاوير والتماثيل لذوات الأرواح؛ كان ذلك لعلة سد ذرائع الشرك والمضاهاة في الخلق ، وقد شهد التاريخ أن تصاوير الانبياء والصالحين كانت أكبر مدخل لانتشار الأديان الشركية، وشيوع الخرافة الوثنية ..
★ لم يكتف الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين بتصوير الصالحين والأنبياء لعبادتهم والغلو فيهم ؛ بل تعدت طوائف منهم ذلك إلى تصوير وتمثيل ماقالوا إنه الرب الذي تنزل او تنازل من منزلة اللاهوت إلى منزلة الناسوت ، ليولد ثم يرضع ويأكل ويشرب، ثم يضطهد ويقمع، ليساق إلى أداة إعدام من الأشواك والأخشاب ليقتل ويصلب ..!!
★ هذه الإساءة المصورة للرب الأعلى؛ جرى نشرها نحتا ورسما في ملايين التماثيل والرسوم المسيئة لمن قالوا إنه الرب (تعالى الله وتقدست أسماؤه وجل ثناؤه) وارتسمت معها في اذهان من ضلوا من الخلق أن خالقهم الذي ليس كمثله شئ..قد صار مثل كل شئ ، يسعى ويتعب ، بل يؤذى ويضرب، ثم ينصب فيصلب..
★ ألا أيها المسيئون للرب العظيم انتهوا..وإلى كلام الرب الجليل اسمعوا وعوا.. فقد قال لنبيه الخاتم أن يقول لكم.. ( قل: هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)..
و ليعلم كل مسلم أن هذا التصوير هو أكبر قضية تزوير في تاريخ البشر، ولن يسلم توحيد أحد شارك في فصولها احتفالا أو احتفاء ، لأن الله نزه عباد الرحمن من مجرد المشاركة في مثلها فقال : (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) (الفرقان/٧٢)..
★ وفي تلك الرسوم والصور والتصورات المسيئة ؛ قال ابن القيم رحمه الله في قصيدته النونية :
أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ
نُرِيدُ جَوَابَهُ مَّمِنْ وعَاهُ
إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قومٍ
أمَاتُوهُ فَما هذَا الإِلهُ
وَهَلْ أرضاه و ما نَالُوهُ مِنْهُ ؟
فبُشْرَاهمْ إذا نالُوا رِضَاهُ
وَإِنْ سَخِطَ الّذِى فَعَلُوهُ فيه
فَقُوَّتُهُمْ إِذًا أوْهَتْ قُوَاهُ
وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ
سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ ؟.
وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا
ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ وَقَدْ عَلاَهُ
وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ
يُدَبِّرهَا وَقَدْ سُمِرَتْ يَدَاهُ ؟
وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ
بِنَصْرِهِمُ وَقَدْ سَمِعُوا بُكاهُ ؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل
الإله الحق مشدودا قفاه ؟
وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْهِ حَتَّى
يُخَالِطَهُ ، وَيَلْحَقَهُ أذَاهُ ؟
وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِى عِدَاهُ
وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ
وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ
أَمَ المُحْيى لَهُ رَب سِوَاهُ ؟
وَيَا عَجَباً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا !!
وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق