أ. د. زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية
ما أكثر المهام التي أنجزها البابا هذا العام 2021، واستطاع اجتياز حصار كورونا ليقوم بثلاث رحلات رسولية. وعلي غير العادة، فتح أبواب الفاتيكان للحجاج والزوار والسياح. بل ما أكثر ما خططه للمستقبل التبشيري الذي يتم فرضه بإصرار أكمه. وأهم هذه الإنجازات بتواريخها هي:
1 ـ 14 يناير: تَلَقّي لقاح كورونا وأعلن عن إنشاء مركز للتطعيم، وتم حقن أكثر من خمس وعشرين ألف جرعة. كما جاهد لنشر التطعيم في العالم خاصة في الأحياء الفقيرة. وهو ما يوضح تضامنه مع التوجهات السياسية العليا لقادة هذا الوباء. ووصلت أرباح الحقن لمن صنّعوها عشرات المليارات..
2 ـ 6 فبراير: قام بتعيين السيدة ناتالي بيكار كأمين وزارة سينودس الأساقفة. وهي أول سيدة تغزو المؤسسة التي تجمع جميع أساقفة العالم لتبت في المسائل الحيوية.
3 ـ 5 مارس: سافر البابا إلي العراق، وهي أول مرة يطأ فيها أي رئيس للفاتيكان أرض العراق التي تم دكها طوال عقدين من الحروب الكاسحة، من جانب الولايات المتحدة وسياستها الرامية إلى تدمير العالم الإسلامي. وهو ما كان أعلنه بوش حين قال "أنها ستكون حرب صليبية طويلة المدي". وفوق هذه الأنقاض والدمار راح البابا يطلق نداء السلام لحماية مسيحيو العراق..
4 ـ أول يونيو: أطلق أوسع عملية تعديل في القانون الكنسي للصراع ضد الشذوذ الجنسي والفساد. وهي عملية إصلاحية للقوانين الكنسية الداخلية، إذ كانت جميعها لصالح الكيان الكنسي المشهور بفساده منذ أوائل بابواته، وقد طالت كافة تدرجات ذلك البنيان.
5 ـ 10 يونيو: استقالة الكردينال رينهارت ماركس، أحد الأوزان الثقيلة للكنيسة الكاثوليكية، بسبب عدم استطاعة الكنيسة وقف سيل الاغتصابات داخلها في ألمانيا. إلا إن البابا قد رفض استقالته في رسالة مفتوحة، قائلا: "كل الكنيسة في أزمة بسبب موضوع الاغتصابات"! لذلك دعي البابا كل المؤسسة الكنسية للاعتراف بأخطائها وخطيئتها قائلا: "ككنيسة، علينا أن نطلب العفو من هذا العار". ومام أخْيَب ذلك العفو عن فساد خُلُقي طال ودمر ملاين الشباب..
6 ـ أول يوليو : قام البابا بتنظيم قمة مسكونية من أجل لبنان. فبعد الانفجار المزدوج لميناء بيروت والذي أثبت الدخان الكثيف الشديد الاستدارة أنه ذرّي، تم التعتيم على الصهاينة الذين تسببوا فيه، وراح البابا يدعو من أجل سلامة لبنان، وقرر جمع أهم الرؤساء المسؤولين عن الفرق المسيحية "من أجل يوم للتأمل حول الموقف الصعب الذي يمر به لبنان"! وقد اجتمع تسعة أباطرة حول قبر بطرس الرسول مع البابا من أجل السلام والاستقرار والحفاظ على الوضع كما فرضه الاستعمار الفرنسي قبل مغادرته لبنان. أي أنه رغم الأغلبية الكاسحة للمسلمين والتي تصل إلى 65 % من السكان، يظل منصب رئيس الدولة قاصرا على أحد المسيحيين. لذلك بادر الرئيس الفرنسي ماكرون بزيارة لبنان واحتضان آلامها ليؤكد على عدم تغيير الوضع السياسي. بينما علق البابا قائلا: "أيها المواطنون لا تحبطوا، لا تضعفوا".
7 ـ 16 يوليو: البابا يلغي القداس القديم باللاتينية، الذي كان سائدا قبل مجمع الفاتيكان الثاني 1965، لأنه كان يسب اليهود "قتلة الرب" ويدعوهم إلى الدخول في المسيحية، وبالتالي فقد أصبح لا يتمشى مع تبرئتهم من دم المسيح. ويا لعجب لا يُطلق على كل هذا التلاعب تحريفاً في العقيدة!
8 ـ 27 يوليو: بداية أكبر قضية أو قضية العصر التي تورط فيها الفاتيكان، إذ جلس عشرة من كبار رجاله ومنهم الكاردينال أنچلو بتشو، وكان يشغل أعلي الوظائف. والمتهمون العشرة متورطون في شراء عمارة في لندن سنة 2013 وخسر فيها الكرسي الرسولي عشرات الملايين من اليوروهات. ولا تزال القضية تتراقص لإثبات كفاءة الفاتيكان في الحد من الفساد..
9 ـ 4 أكتوبر: نداء غير مسبوق من رؤساء الأديان من أجل المناخ! فقد جمعهم البابا فرانسيس قبل اجتماع COP26 بشهر للتوقيع على وثيقة متفردة لصالح احترام البيئة.. وهو ما يكشف كيفية تضامنه مع الاتجاهات السياسية لحفنة القادة المتحكمون في مصير العالم.
10 ـ 10 أكتوبر: الإعلان عن افتتاح مَجْمَع حول المَجْمَعية: فلمدة عامان كل كاثوليك العالم مدعوون للتفكير حول كيفية جعل الكنيسة واقع مجمعي، تتحكم في العالم. فبعد المرحلة الأولي للتأمل حول كافة ابرشيات العالم الكاثوليكي، هناك مرحلة ثانية على المستوي القاري، قبل المرحلة الأخيرة في روما سنة 2023. ويندرج هذا المجمع ضمن عملية الإصلاح الكبرى التي بدأها فرنسيس سنة 2013 لإلغاء مركزية إدارة الكنيسة الكاثوليكية توطئة لجعلها الكنيسة العالمية التي تقود وتسيطر على العالم وعلى كافة الكنائس ال 350 المنشقة عقائديا.
11 ـ 5 ديسمبر: عودة البابا إلي جزيرة ليزبوس بعد مرور خمسة أعوام على زيارته الأولي، وهي إحدى أهم الجزر التي تعاني من الهجرة. وكانت نقطة اهتمامه أثناء رحلته إلى قبرص واليونان. وقد أعرب عن خشيته من أن تصبح هذه الجزيرة بمثابة "غرق حضارة"، وأعرب عن هلعه من رؤية ما كان يُطلق عليه "بَحْرُنا" يتحول إلى "بحر الموتى".
وطوال هذه الرحلة على مشارف أوروبا الشرقية وثالث وآخر رحلة للبابا في سنة 2021، ذكّر القارة العجوز قائلا: "أنه لا يمكنها الاستمرار في تجاهل بحرا شاهد انتشار الإنجيل وتطور حضارات كبري". فبعد انحصار المسيحية في أوروبا، نتيجة لخديعة تبرئة اليهود من دم المسيح، بعد أن ظلت حوالي ألفا عام تلعنهم على أنهم قتلة الرب، برأتهم لتستقوي بهم وتتحالف معهم لاقتلاع الإسلام وتنصير العالم.. ولا أدل على ذلك من الصورة التالية عند زيارته لمتحف المحرقة وهو يقبل أيدي عائلة روتشيلد، والازدراء على نظراتهم وكأنهم يَتَوَعّدونه:
زينب عبد العزيز 23 ديسمبر 2021
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق