وحدة المسلمين.. “واجب” في ظل الخطر المحدق
أيوب صاغجان
يعيش العالم كلّه على وقع أزمات اقتصادية وسياسية وغذائية حادّة تعصف به من كل حدب وصوب، بجانب الأزمات العسكرية التي أصبحت على الأبواب في أماكن عدّة من العالم.
الأزمات الاقتصادية الحادّة ستتزايد في المرحلة المقبلة بسبب تداعيات فيروس كورونا، ونرى أن التضخم يتصاعد بنسب كبيرة في دول عديدة، حتى تلك التي تتمتع باقتصادات قوية، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات والنقص الحاد للمواد الغذائية على المستوى العالمي.
نُذر الحرب
وإلى جانب كل هذه الأزمات، هناك توترات عسكرية برزت على السطح تنذر بحروب واسعة وقاسية خاصة الآن، ونحن نرى الحشود العسكرية الضخمة بين روسيا من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى مدعومة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي ينذر بوقوع حرب سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم.
ولا ننسى أيضًا التوترات العسكرية في الملف الصيني التايواني، إذ إنه في حال حصل أي عمل عسكري هناك سيؤثر بالتأكيد على اقتصاد العالم، كذلك هناك توترات أمنية وعسكرية في دول عدة منها بلدان عربية وإسلامية، إذ نتابع الأوضاع المتوترة في السودان وإثيوبيا وتونس واليمن وسوريا وليبيا وغيرها.
وكذلك يجب الإشارة هنا إلى الأوضاع في أفغانستان، ومحاولات جهات عديدة إعادة هذا البلد إلى أجواء الحروب والقتال، بعد أن هدأت الأوضاع عقب انسحاب الاحتلال الأمريكي منه.
وأيضًا، نذكر ملف شرقي البحر المتوسط، وهو متوتر بسبب محاولات بعض الدول والفرقاء سلب المسلمين -في تركيا ومصر ولبنان وليبيا- حقوقهم من الثروات الطبيعية.
ناقوس الخطر
الملفات الساخنة في منطقتنا ومختلف أنحاء العالم كثيرة، لذلك لا بد من دق ناقوس الخطر للمسلمين، وإنذارهم بضرورة التغاضي عن خلافاتهم في هذه الظروف الصعبة، والانتقال من واقع التنازع إلى مرحلة الوحدة والتعاون والتعاضد، قبل أن يصل إلينا قطار الخراب.
الحروب والأزمات العالمية ستؤثر على جميع البشر، وخاصة في بلدان العالم الإسلامي، لذلك إن كنا نريد نحن -المسلمين- حماية دولنا من تداعيات الصراعات الكبرى المقبلة، فيجب علينا التفكير بعقلانية في هذه المرحلة، لعلّ التداعيات السياسية والاقتصادية والإنسانية والغذائية والمالية تكون بأقل تكلفة ممكنة على بلادنا.
كما أن تأثيرات أي أزمة في العالم على الدول ذات الأغلبية المسلمة، لن تقتصر فقط على التداعيات الاقتصادية، بل قد تتطور الأمور إلى تداعيات أمنية وعسكرية، فكُرة الثلج عندما تسقط من رأس الجبل لا أحد يعرف كم ومن ستأخذ معها وهي في طريقها نحو الوادي.
إن عالمنا لا ينقصه المزيد من الأزمات.. أظن أن الكلّ يعلمها، ولستُ بحاجة إلى ذكرها وتفصيلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق