الجمعة، 31 ديسمبر 2021

المتصهينون الأعراب

 المتصهينون الأعراب
أحمد الزرقان
 الأربعاء 15/أكتوبر/2014 


سرطان خبيث، ودمل ملئ بالقيح داخل جسم الأمة العربية كشفت عنه بوضوح وصراحة تجاوزت كل الحدود معركة (العصف المأكول) كان المتصهينون الأعراب يمارسون خبثهم ومؤامراتهم بشكل سري مع شيء من التقية والنفاق عبر عقود سابقة.
ويرى د. خليل العناني أستاذ العلوم السياسية بجامعة (جون هوبكنز) أن المتصهينين الأعراب –وكانوا ثمار عطنه لمسار أوسلو- مروا بثلاث مراحل:
مرحلة (كوبنهاجن) التي عقد فيها مؤتمر ضم ستين شخصية من الجانبين المصري والعربي والجانب اليهودي في 29-30 يناير 1997 تحت رعاية الاتحاد الأوروبي وكان أول رصاصة تطلق في جدار المقاطعة الشعبية العربية وتلاه زيارات ومؤتمرات ثقافية وسياسية بين هؤلاء المتصهينين اليهود والعرب.
المرحلة الثانية مرحلة وصول حماس على السلطة 2006 حيث راهن المتصهينون الأعراب على سقوط خيار المقاومة ودخول حماس المسار السياسي تحت سقف أوسلو وبشروا لذلك ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم.
المرحلة الثالثة جاءت بعد الانقلاب العسكري الفاشي الدموي في مصر على الرئيس الشرعي د. محمد مرسي وما تبعه من حركات تمرد وارتداد على الربيع العربي، فقد أخذ هؤلاء المتصهينون يجاهرون بعدائهم للمقاومة الإسلامية على أنها إرهاب بل جاهروا بعدائهم للإسلام وأهله، ودافعوا عن اليهود وعملائهم بكل وقاحة، وتجلت مواقفهم أثناء وبعد معركة (العصف المأكول) ضمن الحلف اليهودي الأعرابي الرسمي.
وفي ظل هذه الحرب الكونية على الإسلام وعلى طلائعه العاملة والمجاهدة ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين وجناحها العسكري المقاوم حماس بات هؤلاء المتصهينون الأعراب يقودون معركتهم بكل سفور ويجاهرون على الملأ من خلال قنواتهم وصحافتهم ومواقفهم وبرامجهم ومقالاتهم وتغريداتهم، ولم يكونوا مجرد طابور أو عملاء سر بل جزءا من معركة أعداء الله اليهود الصهاينة بل زاودوا عليهم بكل جرأة باطلة.
هؤلاء المتصهينون الأعراب الذين يعتبرون أن هذه هي معركتهم الأخيرة لذلك بانت سوءاتهم وتكشفت عوراتهم أمام العالم والشعوب، وهم زعماء دول ورؤساء وزارات ووزراء وبرلمانيون ومفكرون وإعلاميون وصحفيون وكتاب جاهروا بعداوتهم ووقفوا صفاً واحداً بخندق الصهيونية المجرمة يسفهون حماس وقادتها وكتائبها وجندها وصواريخها وعملياتها على أنها استعراضية وعبثية وتباكوا على شهداء غزة وتدمير أحيائها على أن كل ذلك حصل بسبب تعنت حماس لعدم الاستجابة للسلم والسلام اليهودي في وقف الحرب.
وبالرغم من أن معركة (العصف المأكول) هي أول وأطول معركة حقيقية مع العدو الصهيوني وكانت خسائر اليهود أكبر من خسائره في جميع المعارك السابقة مع العرب مجتمعة من خسائر بشرية ومادية ومعنوية، ومن هنا نفهم لماذا ألقي على غزة في هذه المعركة عشرون ألف طن متفجرات ما يعادل ست قنابل نووية، واستشهد نتيجة ذلك أكثر من ألف ومائة وثمانين شهيداً وجرح ما يزيد على عشرة آلاف جريح وهدمت أحياء بأكملها وتقدر قيمة إعمار غزة بستة مليارات دولار، لكن في المقابل لأول مرة في تاريخ الصراع مع اليهود تحولت المعركة داخل الكيان وتضرب المقاومة في العمق تل الربيع (تل أبيب) وحيفا والقدس، وتجري المعارك الميدانية داخل المستعمرات الصهيونية ويقتل اليهود من مسافة الصفر ويحاصر اليهود وتعطل مطاراته ومصانعه ويدمر اقتصاده ويعيش ثلث السكان في الملاجئ، ويقتل جنوده بكثافة ويؤسرون ويهرب عشرات الألوف خارج الكيان ولولا تشجيع حلفائهم العرب والجسر الجوي الأمريكي بالإمداد بالسلاح لرفعوا الرايات البيضاء، فلقد قال جون كيري وزير خارجية أمريكا إن رئيس وزراء الكيان استجداه عدة مرات من الأسبوع الأول للعمل على وقف إطلاق النار، ولأول مرة يشعر العدو الصهيوني بالهزيمة المُرَّة والخزي والعار وينزلون على شروط حماس لوقف إطلاق النار، ولأول مرة نسمع مصطلحات الردع المتبادل، الحصار المتبادل، القتل من مسافة الصفر، وسلاح الأنفاق يهزهم، وعقيدة حماس تهزم الميركافا. ومن هنا نفهم هذا الاحتفاء الصهيوني من خلال إعلامه بالصهاينة الأعراب أشد الاحتفاء.
ووقف على رأس هؤلاء المتصهينين الأعراب حكام دول معروفة اسما ورسما، وأخذت أبواقهم تعلنها معركة سافرة على الإسلام وأهله ومقاومته بغثائية وسفسطائية ولا بد من فضح هؤلاء ووضعهم على اللائحة السوداء.
نعم؛ معركة العصف المأكول بينت أولياء الله من أولياء الشيطان واتضحت نبوءة الرسول بأنها معركة ذات فسطاطين؛ فسطات حق وجهاد وتضحية، وفسطاط باطل ونفاق وكفر
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق