الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

ماذا وراء زيارة بوتين للخليج؟

 ماذا وراء زيارة بوتين للخليج؟

 صفوت بركات

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية اليوم الأربعاء ليشرع على الفور محادثات رُتبت على عجل مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان حول النفط وغزة أوكرانيا.

زيارة بوتن الخليج ربما للتفاوض مع الخليج على عدم بيع فلسطين كما باع الاتحاد السوفيتي والخليج العراق مقابل 4مليار دفعها الخليج عام 1990 للاتحاد السوفيتي ويثبت للخليج أنه ليس الاتحاد السوفيتي عام 1990ولكنه الاتحاد السوفيتي 1962.

في يوم 14 مارس 2022 كتبت تحت عنوان «رمضان فلسطين، هدر دم نابليون، المنخفضات» جاء فيه ما يلي:

في كل الحروب بين القوى العظمى كالتي تجرى اليوم بين أمريكا وروسيا على الحقيقة وعلى أرض اوكرانيا وفى حالة الانسداد وصلابة الطرفين وعدم حسم الحرب والتي لا تجرى على الأرض فقط ولكن في كل بنية النظام العالمي وقطاعاته من اقتصادية وعسكرية يفكر الطرفين في منخفضات لتصريف الحرب لحسمها.

 وغالبا تقع على جغرافيا بها أزمات مزمنة أو مجمدة بتحريكها أو إشعالها لتوجيه بوصلة الرأي العام والعالمي إليها، ثم تجرى التسويات بين الأطراف وقبول الأمر الواقع في جغرافيا الصراع الأولى ومنطلق الصراع، والمنخفض المرشح لتصريف الحرب، والمرشح هو فلسطين لأن الإضرار بصهيون حتى لو بقدر قليل وصناعة توازن ردع مع محيطها يعنى غلق محطة التموين للغرب وللمرة الأخيرة سواء طوعا أو كرها، وبتسخين البحر الأحمر ومضيق هرمز ولو لأسبوع واحد بنفس درجة التسخين.

ولأن أي توازن ردع حول صهيون خسارة الغرب لمحطة التموين والتمويل الخليجي والذي ضمن للغرب الرفاهية وتجاوز كافة أزمات السياسات الرأسمالية من ١٩٣٤ وحتى اليوم.

 وعندها الخليج بين أمرين بضعف صهيون وتوزن الردع حولها الاستجابة الطوعية وهي الأكيدة بالتحول بالولاء للشرق والطلاق أو تجميد العلاقات إلى أدنى درجة مع الغرب وهو المرشح، وباحتمالات تفوق التسعين بالمائة، أو الانفجارات الاجتماعية وتهشم الخليج وتحوله لركام يحتاج لعقد من الزمان حتى ينشأ به نظام جديد، ولأن صهيون وظيفتهم الأولى إسناد النظم الخليجية والعربية كحدائق خلفية للنظام الغربي ولتظل محطة تموين وتمويل وقواعد عسكرية حارسة المنطقة من تسلل الصين وغيرها من القوى المناوئة للغرب.

 وعند ضعف صهيون ستكون كالبقرة المغرية للذبح ولن ينتظر مشتهى ذبحها وهم كُثر في تفسير لونها وصفارها الفاقع كما فعل صهيون من قبل، فليس هناك بقر يمكن ذبحه غيرها وهو سر هرولة مسؤولين منهم لأمريكا، ليس لخشية الصدام بالأقصى بين أعيادهم المزعومة وصيام رمضان.

ولكن لليقين بأن لكل حرب بين قوتين عظميين في حال توازن القوى وغياب الحسم الذهاب من أحد أطرافها إلى المنخفضات الجغرافية والحساسة والتي تجعل الطرف الآخر يتنازل ويستسلم لتسوية الحرب في مناطق اشتعالها اولا والإقرار بنتائجها كما جرى في ١٨٨١ وأهدر المجتمعين بفينا دم نابليون وهذا ما يفسر جنوح العرب وقادة الخليج المراوغة وعدم التصريح أو التلميح بالولاء لأحد الأطراف وتوكيل وزير خارجية قطر بالذهاب لموسكو لنقل المواقف الخليجية والعربية ولو سرا، ومن تحت الطاولة، وحلحلة الأزمة الأم.

 وربما عرض تحمل بعض الخسائر الروسية تفاديا للحتميات التي ستقود روسيا والفلسطينيين وإيران وحزب الله والغزاويين للجولة الثانية من سيف القدس والذي سيغير موازين العالم ولقرن.

وتواجه نظام عالمي منقسم شرق وغرب وعلى حساب الجغرافيا العربية والخليجية منها بالدرجة الأولى، لأن الغرب بحال خسارته للخليج يتوازن الشرق والغرب، ربما لقرن قادم.

 فضلا عن أن هزيمة الغرب في هذه الأزمة، فلن يخسر الخليج فقط، ولكن أوربا ستكون بين أمرين؛

الاستقلال عن أمريكا ونسج علاقات مع الشرق الصين وروسيا.

أو إعلانها الحياد التام.

وفى كل الأحوال، كل الحروب العالمية السابقة وحرب الأفيون والحروب التي جرت في الشرق، مالم تحسم، يجرى تصريفها بالمنخفضات الجغرافية، والمناطق الرخوة والحساسة،

بخلاف الغرب فهو لا يقبل في تاريخه غير الحسم واستسلام عدوه ولهذا الجميع يحصر الحرب في أوكرانيا ولا يريد لها الانتقال إلى أي جغرافيا أخرى..

ولكن ما لم يقدم الغرب التضحية بأوكرانيا فستكون حربه الأخيرة على الهيمنة وأحادية القطبية، وللمرة الأخيرة.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرشد قادة المسلمين لأقوم السبل والاستجابة لهوية الأمة لأنها الاختيار الآمن والوحيد لها.

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق