الأربعاء، 15 مايو 2024

الخِلافة نازِلةٌ بأرض المقدس.. لا محالة

 

مَحَلّ تواجد المسلمين في الكون كُلّه

الخِلافة نازِلةٌ بأرض المقدس.. لا محالة
صفوت بركات
أستاذ علوم سياسية واستشرافية


لن تعود العثمانية ولا السلجوقية ولا العباسية ولا الأموية ولا حتى الخلافة الراشدة.

كَتَبتُ من زمنٍ أنّ المُنافقين لا يفقهون -كما وصفهم ربُّنا سبحانه وتعالى-، ولذلك كُلّ محاولاتهم هي حربٌ مِن أجل عدم عودة الماضي بكُلّ نُعوته سواء بالنَبْش في التُّراث أو التّشكُّلات والمكوّنات من عثمانيين وأُمَويّين وعبّاسيّين، وصولًا للخلافة الرّاشدة، وغيرها منَ الصُّور التي حَمَلَتِ الإسلام لقرنٍ أو لقرونٍ مع أنّ القادم إسلام مُحمّديّ نقيٌّ على منهاج النُّبُوّة لا دَخَن فيه؛ وهذا -والله- منَ الإعجاز،

فمَع عِلمِهم بنعوته إلّا أنّهم – لنِفاقهم- لا يقدِرون على تصوُّر ماهيّته، ولا صُوره، ولا تشكُّلاته، ولا حُضوره في واقعهم كما عجزوا عن قَبول النُّبُوّة، وسيادة الكون بثُلّةٍ منَ الصحابة في أسرع حِقبةٍ زَمنيّة لم تبلغ ربع قرن استطاعَت خلاله بَسْطَ سيادتها على الكون، ودان لها الكون كُلّه، وأَتَتْ على أكبر إمبراطوريّتَيْنِ حَكَمَتا الدُّنيا لقرونٍ.

ومع عِلمِهم لدرجة اليقين والقَطعِيّ أنّ تلك الخِلافة نازِلةٌ بأرض المقدس، فهُم مستمرُّون في حربهم في كامل جغرافيا العالَم الإسلاميّ، ومَحَلّ تواجد المسلمين في الكون كُلّه؛ غير أنّ حَربهم لن تمنع نزول الخلافة بأرض المقدس، والتي هي أشدُّ جغرافيا تحصُّنًا وحشدًا رُغم القوة المتطوّرة في أيدي الدُّنيا بأسرها؛ ليقيِم الله الحُجّة على الكون كُلّها: أنّ الله لا يُعجزه شيء في الأرض، ولا في السّماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق