السبت، 11 مايو 2024

الاستبداد وتكوين فكر عربي جديد يهاجم الإسلام.. لماذا؟!!

الاستبداد وتكوين فكر عربي جديد يهاجم الإسلام.. لماذا؟!!

يدعي المتنورون العرب أنهم يعملون لنقد الإسلام، الذي كان سبب تأخر الأمة، ليفتحوا أمامها الطريق للحاق بالغرب المتقدم.

ويفسر أنصاف الجهلاء تقدم الغرب بأنه تخلّى عن الدين، فانتصر لقيم الحرية والعقلانية والتسامح، وانطلاقا من تلك القيم اندفعوا يضربون في أسس العقيدة الإسلامية، ويشككون في صحة السنة ومصادرها، ويشوهون رموز الإسلام.. لكن لماذا يقع ذلك الآن؟!

قراءة في دلالات التوقيت!

المنطقة تواجه أحداثا تفرض على الشعوب أن تفكر في مستقبلها، وتختار قيادات جديدة تستطيع أن تواجه التحديات، فقد تمكنت المقاومة الإسلامية في غزة من إثبات حقيقة أن الشعوب تستطيع أن تنتصر على القوة الغاشمة، وأن العقول الإسلامية تبدع وتبتكر وتخطط لتحقيق النصر.

لذلك أصبحت الشعوب العربية المظلومة تتطلع بإعجاب إلى المقاومة التي تدافع عن الحرية والكرامة، وتعمل لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، الذي تسنده وتدعمه أمريكا، فتفتح له مخازن أسلحتها التي يستخدمها في إبادة شعب فلسطين، وارتكاب جريمة ضد الإنسانية، وهذا يشكل عارا للغرب كله، الذي فقد الإنسانية والحرية، وشكل تقدمه كارثة تعاني منها الإنسانية.

هؤلاء الذين أعلنوا أنهم سيقومون بنقد الإسلام لم يستطع أحدهم أن يرفع صوته لينتقد الغرب، في الوقت الذي تقوم فيه أجهزة الأمن بالانقلاب على قيم الحرية، فتستخدم القوة ضد الطلاب الذين رفضوا أن تشارك جامعاتهم في الاستثمار في بناء قوة الاحتلال الإسرائيلي، وتطوير صناعة الأسلحة فيه، وهذا يعني مشاركتها في جريمة ضد الإنسانية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في الوقت الذي يخوض فيه الطلاب في الجامعات الغربية معركتهم من أجل الحرية؛ انتفض المتغرّبون العرب ليخوضوا معركة ضد الإسلام باسم الحرية المظلومة.

أين سيادة الدولة العربية الحديثة؟!!

ظهور هؤلاء المتنورين في هذا التوقيت يكشف جبنهم وعجزهم عن الوقوف مع الحق ضد الباطل، ومع الحرية ضد الاستبداد، ومع العدل ضد استخدام القوة الغاشمة، فلم يجرؤ أحد منهم أن يقول كلمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بل أدان بعضهم المقاومة الفلسطينية، وحملها مسؤولية الحرب، ولم يستطع أحد منهم أن يدافع عن سيادة الدولة المدنية الحديثة المتقدمة التي ينتهكها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

والشعوب العربية يجب أن ترفض الآن هؤلاء الجبناء الذين يقفون مع الباطل ويبررون استخدام القوة الغاشمة ضد الشعوب، ولا تحرك عقولهم دماء الآلاف من شعب فلسطين التي يسفكها جيش الاحتلال.

الشجاعة هي أساس الأخلاق، ولا يمكن أن تثق الشعوب في جبان يهاجم الإسلام، ولا يستطيع أن يرفض العدوان الإسرائيلي، حتى بعد أن سيطر جيش الاحتلال على معبر رفح ورفع فوقه العلم الإسرائيلي.

يجب أن يسأل كل إنسان نفسه هل يستطيع من يهاجم عمر بن الخطاب أن يهاجم النتن ياهو، الذي اتخذ قراره باجتياح رفح بعد أن أعلنت المقاومة الفلسطينية موافقتها علي المقترح المصري القطري؟!

وهؤلاء الذين يدعون الدفاع عن حريات الرأي والتعبير والإعلام.. هل رأيتم أحدهم يتمعر وجهه غضبا من أجل الحرية التي انتهكها النتن ياهو بإغلاق مكاتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ لمنعها من تغطية الأحداث؛ وبذلك انتهك حق الجماهير في المعرفة؟

ولكن أين التقدم؟!

دعك من كل ذلك فالشعوب تدرك تبعيتهم للغرب، وأنهم أعجز من أن يهاجموا إسرائيل التي كانت هدفا للمشروع الاستعماري الغربي، فهم يعرفون جيدا أن أية كلمة ضد إسرائيل ستفقدهم رضا أمريكا وكل الدول التابعة لها.. ولكن سنطرح أسئلة جديدة؛ فقد قالوا إن طرح تلك الأسئلة من أهم أهدافهم!!

أين ذلك التقدم الذي حققته الدول المدنية الحديثة الذي تخافون عليه من الإسلام؟ هل يمكن أن نقرأ لكم الواقع؟ وما هو مفهوم التقدم ومؤشراته التي يمكن أن نقيسها؟

الشعوب تدرك جيدا أن أنصاف الجهلاء ماديون لا تهمهم العقيدة والحضارة والعزة والكرامة والوظيفة الحضارية والثروة الفكرية ومجتمع المعرفة.. لذلك يمكن أن نتفق على أن نبدأ بقراءة الواقع المادي للشعوب العربية.. ونسأل ما نسبة الفقراء في الدول العربية الحديثة المتقدمة؟!!

لن يحاول أحد من التابعين للغرب أن يجيبك عن السؤال بالرغم من ظهور الحقيقة واضحة ساطعة؛ فأغلبية الناس يعيشون في ضنك وبؤس وفقر، ويتمنون الموت هربًا من ذلك الواقع الكريه الذي لا يستطيعون تغييره، فلا توجد فرص عمل لا في البرمجة ولا حتى في بيع الخضار.

والدول الحديثة التي يخافون من أن تفقد تقدمها غرقت في الديون، فتزايدت تبعيتها، فالدين همّ بالليل وذلّ بالنهار، وهو يتراكم لتلتهم فوائده كل الناتج القومي، ليصبح المستقبل أكثر كآبة وبؤسا من الواقع، والشعوب تفقد الأمل، ويحطم اليأس نفوس الشباب الذي أصبح يتمنى الهرب من تلك الدول الحديثة المتقدمة، ليتركها للسلطة وأتباعها الذين حركتهم الآن ليقوموا بنقد الإسلام.

أما السياسة فقد أغلقت السلطات مجالها، وملأت السجون بالذين يدافعون عن الإسلام، ولم نسمع أحدا من المتنورين يدافع عن حريتهم، والانتخابات يتم تزويرها، والجامعات تديرها أجهزة الأمن، وتفصل الأساتذة لمجرد الشك في انتمائهم للإسلام، والاستبداد يستخدم كل قوته في قهر الشعوب، ونشر الخوف، وتفكيك المجتمعات، وإثارة الكراهية، وقد فقدت الشعوب الأمل في الديمقراطية.

لذلك قبل أن تقدموا نقدكم للإسلام، نريد أن نرى شجاعتكم في نقد الواقع المرّ، والدفاع عن حرية الإسلاميين الذين يمكن أن ينقدوا أفكاركم المنقولة عن المستشرقين الأوروبيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق