الجمعة، 10 مايو 2024

إلى مرتزقة «تكوين» وإلى الذين فزعوا منهم!

 إلى مرتزقة «تكوين» وإلى الذين فزعوا منهم!

[رسالة لمَنْ يَنتظر هزيمة الإسلام، ولمَنْ فَزِع مِن مُرتزقة تكوين، وإلى مرتزقة تكوين]

أقول: لو لم تَتَمالؤوا على الفِتنة لكَذّبنا القرآن الكريم الذي أخبرنا عنكم وعن غيركم مِمَّن قبلكم وممّن سيأتِي بعدكم. فقد أخبرنا الله عنكم قَبْل خلقكم بألفٍ وأربعمائة عامٍ.

فأنتم بين أمرين اثنين:

الأوّل: بين إرادة إطفاء نور الله؛ يقول تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}﴾. [التوبة 32-33].

ويقول – أيضًا-: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {9}﴾ [الصف 8-9].

فمِن إعجاز هذه الآيات، أنّه قال: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ}. أي، بما يُعدّونه، وما يُفكِّرون فيه، ويبحثون عنه من وسائل يريدون بها أن يُطفئوا نور الله.

الثاني: بين تنفيذ ما أعَدّوه فعلًا من وسائل، وأدوات، وطُرق، ومَكر، وحِيَل، وشُبهات يريدون بها أن يُطفئوا نور الله.

فالكُفّار يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم: وهنا لا يقتصر القَول فقط على الحَمَلات التي شَنّها الكُفّار الذين عاصروا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-رغم ما شَهِدوه وشاهدوه مِنَ المعجزات التي لا تقبل الشّكَّ أبدًا بأنّه نبيٌّ مُرسلٌ، بل تتعدى ذلك الزّمن إلى يومنا هذا؛ ليقوم أعداء الدّين بمحاربته، وتشويه سمعته، والنَّيْل مِن أحكامه عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات والنّدوات، وسَتَستمِرّ إلى يوم القيامة.

وهنا، يكمُن إعجاز القرآن الكريم الكتاب الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى- على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عندما أخبرنا عن أمور غيبيّة نشهدها اليوم بعد مرور أربعة عشر قرنًا منَ البعثة، وذلك من خلال استخدام صيغة الفعل بالمضارع (يريدون) ليَدُلّ على الحال (زمن النبوة)، والاستقبال (الاستمرار) إلى عصرنا الحالي.

وهو التحدي كما كان في زمن البعثة ونزول الوحي بالقطع بمآل أبو لهب وزوجته، وهم أحياء؛ فلم يستطيعوا أن يُكذِّبوا الوحي بدخولهم في الإيمان والإسلام، إذ حِيلَ بينهم وبين هذا؛ واليوم الإعلاميون والمنافقون والكُفّار والمشركون لم ينتهوا عن الطعن، ولن ينتهوا إلى يوم القيامة.

ومع فشل مَن سَبَقهم يتحقّق القرآن بمعانيه تامّة كاملة غير منقوصة، وقد حِيل بينهم وبين هذا؛ فهم لم يؤمنوا، ولا انتهوا عن الإرادة عن إطفاء النور مع الإباء والامتناع عن تحقُّق غايتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق