وزير القنبلة النووية يدعو لاحتلال سيناء!
عامر عبد المنعم
يواصل زعماء الصهيونية الدينية الإسرائيليون القفز في الهواء والمجاهرة بالعدواة في كل الاتجاهات، ولا تقتصر أطماعهم على غزة وإنما يريدون التوسع واحتلال المزيد من أراضي العرب. ففي تصرف استفزازي دعا وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف عميحاي إلياهو إلى إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء كاملة وضمها للكيان الصهيوني!
أعاد الوزير المتطرف مشاركة تدوينة تروج لبيع قمصان مطبوع عليها خريطة لفلسطين المحتلة تضم سيناء، منشورة على موقع للمستوطنين، والذي يدعو أيضًا لاحتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن وجنوب لبنان ويدعو لبناء المستوطنات، ويرفض اتفاقيات السلام التي يتهمها بتعطيل الاستيلاء على الأراضي التي عاش عليها الإسرائيليون حسب مزاعمهم.
قال الوزير في التدوينة: “هل رأيت هذا القميص الجميل؟ طلبته الآن لجميع أفراد العائلة!
هكذا يتم خلق الوعي”، وأضاف: “انتقلوا إلى الرابط واقتنوا القمصان، وقدموها لجميع الأطفال ليرتدوها لنخلق الوعي”، وتابع قائلًا: “الشعب يطالب بالاحتلال.. الاحتلال الآن”، واختتم الوزير المتطرف تدوينته برابط للموقع الذي يدعو إلى توسيع مساحة الأراضي الإسرائيلية.
أوضح الموقع الذي يدعو لاحتلال بلاد العرب أن طبع الخريطة التي تضم سيناء على الملابس ليست عملًا تجاريًا؛ وإنما هي من الوسائل المبتكرة التي تروج لفكرة الاحتلال التوسعي، وتجعل الفكرة حاضرة في أذهان الإسرائيليين من كل الأعمار، فارتداء القمصان في الشوارع يحفر الفكرة في العقل الباطن!
الترويج لشعار “الاحتلال الآن”
يتصدر الموقع الذي روج له الوزير عميحاي إلياهو شعار “الاحتلال الآن” وينشر التقارير لتفسير فكرة الغزو واحتلال المزيد من الأرض، وينشر خريطة مزعومة للدولة التي عاش عليها بنو إسرائيل في عهد داود وسليمان، وهي من الخرائط المبالغ فيها وغير الحقيقية التي تمتلئ بها الأطالس اليهودية. فكل خريطة تختلف عن الأخرى، وهي مجرد تخمينات لم تثبت تاريخيًا، ومع ذلك فالخريطة الملونة المنشورة لا تتضمن سيناء، كما أن كل أراضي غزة والساحل الفلسطيني حسب نصوص التوراة كانت في حالة حرب مع اليهود حتى في عهد داود وسليمان!
يرى القائمون على الموقع الصهيوني أن التسويات واتفاقيات السلام لم تعد الأرض للإسرائيليين ولم تجلب لهم الأمن، وهم يرفضون “اتفاقيات السلام مع المسلمين، والتنازل عن الأراضي لدول معادية من أجل العيش بسلام”، ويرون أن سيناء الخالية من السكان هي مكان مثالي للاحتلال ثم الاستيطان اليهودي، ويرون أن احتلال الأراضي بدون بشر وإزالة التهديد يجعل بناء المستوطنات سهلًا ويوفر فرص العيش الآمن.
يدلل القائمون على الموقع الصهيوني على صحة رؤيتهم بأن الشعور بالسلام في السهل الساحلي أكثر أمانًا منه عن بقية أنحاء البلاد لأن “الاحتلال كان مثاليًا تمامًا حيث لم يتبق من سكان العدو إلا القليل، وبعد الاحتلال كان الاستيطان المريح في المنطقة بأكملها بطريقة جيدة”، وأشاروا إلى أن المناطق التي لم يكتمل فيها الاحتلال -يقصدون الإبادة- بقي فيها سكان معادون، وغالبًا ما أزعج هؤلاء السكان السلام الذي طال انتظاره وتسببوا في اضطرابات مستمرة.
تصريحات مقصودة
ما قاله الوزير الصهيوني ليس مجرد تصريحات غير محسوبة، فهو يعي ما يقول، ويمثل تيار الصهيونية الدينية الذي يقف خلف الإبادة التي تجري في غزة، ورغم ما يبدو من عدم اتزان مثله مثل بن غفير وسموتريتش، فإن هؤلاء المتطرفين هم الذين يتحالفون مع نتنياهو ويقودون الحرب الإجرامية ضد الفلسطينيين في غزة، ولا يبالون بالنظام الدولي ويريدون تدمير القطاع وتهجير سكانه.
هذا الوزير عميحاي إلياهو المتطرف هو الذي طالب من قبل بضرب غزة بالقنبلة النووية، وأسفر عن نواياه الإجرامية، وهذا التفكير يمثل تيارًا دينيًا لا يمكن الاستهانة به، ولهذا يتم التوظيف المتبادل بينهم وبين نتنياهو لاستمرار الحرب، وكلاهما يصر على استمرار العدوان إلى مالا نهاية، لإزالة غزة من على الخريطة بزعم القضاء على التهديد، وهذا التيار يسانده اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ويسخر القوة الأمريكية لخدمته.
تهديد مصر
تجرؤ الوزير الصهيوني والدعوة لاحتلال سيناء يضع نهاية لكل الدعاوى السياسية التي تم طرحها عن وجود مصالح في التطبيع مع الإسرائيليين، ويؤكد أن هؤلاء المتطرفين لا يحترمون اتفاقية السلام مع مصر، وهم يرتكبون كل يوم حماقة بالأفعال قبل الأقوال، فهذه التصريحات تأتي بعد احتلال ممر صلاح الدين والسيطرة على معبر رفح وقتل الجنديين المصريين.
القرار اليوم في الكيان الصهيوني لهذا التيار المتطرف، الذي يسانده الأمريكيون من الحزبين، وهم ينظرون باحتقار للمحيط العربي وعقيدتهم المستمدة من التوراة والتلمود تدفعهم لاستخدام القتل والإبادة لتفريغ غزة والضفة واحتلال المزيد من الأراضي في دول الجوار، ولا يعيرون اهتمامًا للقادة العرب الذين جلبهم الأمريكيون للتحالف مع نتنياهو، فهم بالنسبة لهم أغيار لا قيمة لهم.
هؤلاء المتطرفون انتهازيون مجرمون لا يسمعون لأحد، حتى للعقلاء من بني جنسهم، ولا ينفع معهم أي محاولات للإقناع أو أي كلام موضوعي للتفاهم، وكلما وجدوا الطريق مفتوحًا وممهدًا أمامهم انطلقوا بدون حسابات يقتلون ويدمرون ولا يرقبون إلا ولا ذمة، ولن يردعهم إلا التصدي لهم بالقوة التي لا يفهمون غيرها، وهذا ما تفعله المقاومة الفلسطينية الآن.
إن لم ير هؤلاء المتطرفون من زعماء الصهيونية الدينية وجهًا آخر غير الذي رأوه خلال الأشهر التسعة الماضية فلن يترددوا في الدخول في مغامرات عسكرية خارج الحسابات لاستمرار بقائهم في السلطة، فهم دمويون مصاصو دماء، يعتنقون نظرية الكلب المتوحش الذي ينهش أعداءه بضراوة طوال الوقت، وبهجمات غير متوقعة للتخويف والردع حسب تفكيرهم المريض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق