الجمعة، 19 يوليو 2024

نظـــــام الإبـــــــادة الــــــــدولي

 

نظـــــام الإبـــــــادة الــــــــدولي 

محمد هنيد


مع استمرار مشاهد الإبادة في غزة إلى الشهر العاشر على التوالي وعجز المجتمع الدولي عن إيقاف المذابح والمجازر التي فاقت في وحشيتها كل المجازر السابقة على أرض فلسطين فإنه لم يبق مجال للشك في أن المجتمع الدولي شريك فاعل في هذه الجريمة.

فلا مجلس الأمن ولا محكمة العدل ولا المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية كانت قادرة على إدخال الغذاء أو حتى إنقاذ الأطفال من جحيم المحرقة. 

تبخرت منظمات حماية الطفولة والجمعيات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان وقد تجاوز عدد الشهداء عشرات الآلاف من المدنيين والأبرياء.

سقطت كل الشعارات والمعاهدات والمواثيق التي تمنع قصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمقرات الأممية ولم يلتفت إليها العالم. بل إن أكبر المنصات الإعلامية العالمية كانت متواطئة مع المحتل في طمس الحقائق وتزوير الوقائع ومنع وصول المعلومات الصحيحة حتى أن كثيرا منها قد جعل من الجاني ضحية ومن الضحية جلادا.

لا يتعلق الأمر إذن بالقدرة على محاسبة النظام الدولي ولا بتجديد الثقة فيه بل يتعلق بالوعي بخطورته على الشعوب الضعيفة وعلى المنطقة العربية بشكل خاص. 

ساند نفس هذا النظام كل الدكتاتوريات العربية وساند الانقلابات على إرادة الشعوب وساند نهب الثروات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وأغمض العين عن كل الانتهاكات والمجازر.


إن الحديث عن القانون الدولي والشرعية الدولية والحقوق الدولية.. بعد مذبحة غزة لم يعد غير سراب لا قيمة له بل إن الأخطر من ذلك أنه صار يشكل هو نفسه خطرا على أصحاب الحقوق إذ أنه يغطي على الجرائم المرتكبة بشعارات لا قيمة لها.

كيف يمكن بعد اليوم الحديث عن نظام دولي؟ ألا تعج المواثيق والأعراف الدولية بالنصوص والمواد التي تفرض على المؤسسات الدولية واجب الحماية ؟ وهي نصوص صريحة تفرض على المجموعة الدولية واجب التدخل وحماية المجموعات البشرية التي تتعرض إلى خطر التهجير والإبادة وهو ما يحدث اليوم في غزة على مرأى ومسمع من العالم كله.

لماذا يتحرك المجتمع الدولي حين يتعلق الأمر بالمصالح الأميركية والغربية ويخرس حين تباد شعوب المسلمين على يد الآلة الصهيونية التي يمدها هو بالسلاح والذخيرة؟ ألم يستنفر الغرب دفاعا عن الأزيدين والمسيحيين وكل الأقليات في المشرق العربي لكنه صمت أمام إبادة العرب والمسلمين ؟

ليس هذا في الحقيقة إلا آخر الدروس التي يجب على العرب والمسلمين استيعابها وتمثلها ليدركوا أنه لا حليف لهم إلا أنفسهم ولن يوقف إبادتهم إلا تحركهم ونهضتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق