الاثنين، 23 سبتمبر 2024

كلمات في الصميم

كلمات في الصميم


 إسرائيل في زمن العلو وملالي إيران في عصر التسييد

 مضر أبو الهيجاء


أختلف تماما بالطول والعرض مع كل من يرى ويصف واقع الكيان الإسرائيلي بالضعف والانهيار، وأعتقد أن العاطفة والانتماء تحكمان عقل الأخ أحمد رمضان -وغيره ممن ينتهجون نفس الاتجاه- في النظر للنازلة الغزية!

نعم -وبلاشك وهذا دين ويقين- إن الله قادر في لحظة على تغيير موازين الأرض وقلب المعادلات، كما أن النصر النهائي حليف المؤمنين، والانكسار والهزيمة والفشل والخسران مصير الظلمة والمستبدين والجبابرة حتى وان كانوا مسلمين، فما بالك وهم يهود معتدون على الله ودينه وعباده، كما هو حال الملالي الإيرانيين المجرمين.

لكن وصف الواقع على نحو مجاف للحقائق لا يليق بالنزيهين ولا الدعاة ولا المسؤولين!

إن الصهيونية الغربية التي تحكم العالم في حالة شيطنة متقدمة وهي ترعى وتوجه وتدعم أداتها المسماة إسرائيل، وقد أطلقت لها العنان في العبث العنيف بعموم المنطقة انطلاقا من واقعة وفاتحة غزة -ضحية مشروع الملالي الإيرانيين-.

إسرائيل في حال علو الآن، وكل كلام مدغدغ للعواطف تقف خلفه الانتماءات الحزبية أو العاطفة البدهية فهو يطيل أمد عذابات الناس ويعقد عليهم معالجة القروح والجراح.

إن وعي حقيقة العلو الإسرائيلي والتسييد الإيراني في المنطقة يوجب إعادة صياغة مشروع للأمة خارج البعد القطري القميء، وهو دافع لمراجعة شاملة لا تقف عند حدود إشكالية العلاقة مع النظم الحاكمة، أو التدافع والتغيير ضمن تصور وحدود الدولة الوطنية.

وكما أن إسرائيل في مرحلة علو فإن ملالي إيران في عصر تسييد في المنطقة العربية والإقليم وذلك برعاية أمريكية، الأمر الذي يوجب إعادة صياغة هياكلها من جديد لتناسب الترتيبات الأمريكية القادمة، وكما تعيد أمريكا رسم الدور والصلاحيات لإسرائيل، فإنها تعيد تشكيل المشروع الإيراني وتقلم بعض أظافره وتطوع مقولاته ليناسب طرحه وفريقه الحاكم المرحلة القادمة.

إن الاستهداف الإسرائيلي لحزب الله في لبنان يأتي ضمن الرؤية الأمريكية في تقليم أظافر الحزب وتخليص إيران من إرثه الثقيل الذي صاغته عسكريا بحسب متطلبات الحقبة السابقة، وقد وجب التغيير الآن ولو احتاج صهر بعض جوانبه المتصلبة، مع أهمية أن يبقى القوام والمشروع حاضرا وبشكل جديد ليسود في المنطقة العربية ويستكمل خدمة التصور الغربي في المرحلة القادمة، جنبا الى جنب مع منافسه الشديد إسرائيل.

أما اليمن فسيتحول في المرحلة الراهنة إلى حديقة خلفية يستخدمها الملالي ويستفيد منها السيد الأمريكي -بمعية المجرم الحوثي لاسيما أنه لا يشكل خطرا على إسرائيل-، فأما الأول فستضفي عليه شرعية المقاومة وأما الثاني فهي تضيف له وتمكنه مزيدا من القوامة في الجزيرة العربية والبحر الأحمر والساحل الافريقي، ولذلك ستهرس عظام اليمنيين الطيبين هرسا ولا حول ولا قوة الا بالله.

اللهم سدد أفهامنا ونزه عقولنا وانصر مجاهدينا واهدنا إلى سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق