مضر أبو الهيجاء
من نافلة القول إن ثوار الشام الأحرار قد انتصروا في معركة الهوية، وذلك رغم خساراتهم في المعارك الجغرافية.
ولعل من أهم دلالات خيرية الأمة وفضائل أهل الشام نصرتهم للدين وتبتلهم لأجل حفظ نقاء عقيدة التوحيد وهو فضل الله يؤتيه من يشاء.
لقد تفضل الله على أحفاد الصحابة الكرام في الشام فجعل دماءهم سببا في حفظ دينه وتوعية عموم الأمة تجاه مشروع التبشير الشيعي الطائفي بعد أن أفشلوا مشاريع التبشير المسيحية.
ولولا ثورة السوريين وانكشاف مشروع الملالي المجرمين لتشيع نصف أهل الأرض، ولانحسر النصف الآخر بين متردد ومستضعف وخاف لدينه وجلا من بطش الطائفيين والدهماء المغررين.
وماذا بعد،،،
لقد غرق جزء من أهل الشام في مركزية القضية الفلسطينية حتى اختلت لديهم معايير وضوابط المصالح والمفاسد غير معتبرة في مواقفها لأوضاع عموم الأمة.
فهل سيغرق الجزء الأكبر من أهل الشام في سورية في مفهوم المركزية تجاه بعض التحديات لاسيما تحدي الطائفية، ليختزل الكاهن الأكبر دورهم -وإن كان في فعل مشروع وصائب- ويستفيد منه بتسعير المنطقة لصالح ترتيبات رؤيته المرحلية؟
إن قيمة أهل الشام ليست في موقف صواب وحالة تجمل أحادية، بل قيمتهم في ريادتهم لمشروع التغيير والتحرير الذي يناقش أوضاع الأمة السياسية برؤية شاملة وانحياز للكل واضح، كما هو وضوح موقفهم تجاه التحديات العقدية.
على الثوار الأحرار في أرض الشام المباركة ألا يسقطوا في مفهوم المركزية وأن يدركوا أن حجم ارثهم ودورهم والفاعلية ليست على قياس البدلة المرحلية التي يخيط جوانبها كاهن صهيوني صليبي خبير في حياكة المشاريع السياسية، كما حاكها في أفغانستان سابقا ليعلو بتضحيات المجاهدين، ومن قبلها أيضا في السعودية حين زاوج بين السلطان الحاكم والسلفية ليستوعب حركة التدين في جموع الأمة وينسف فيها الفاعلية غير آبه بكتب التوحيد ولا المظاهر السنية، للدرجة التي مكنته من الاستفادة من جهدنا وتضحياتنا المشروعة والصواب، تماما كما يستفيد دوما من أخطاء بعضنا والانجرار خلف أوهام ووعود وسراب!
دعوة ونداء مفتوح لثوار الشام الأحرار المنتمين والأبرار ليكونوا على قياس قضايا العرب والمسلمين وأكبر من حدود التراب والقضايا الجزئية والمرحلية، منطلقين من أن الأمة والدين هما القضية المركزية، ليكونوا أس مشروع التغيير على مستوى الأمة العربية والإسلامية، فهم حقا الأمل الباقي في التغيير والذي قد يحدث -إن كان بمستوى الوعي والمسؤولية- منعرج الصعود في مسار الأمة، واستعادة دورها في الريادة الحضارية والتي ستنقذ عموم البشرية من مستقبل كارثي مجهول الهوية الإنسانية.
اللهم نسألك أن تسدد العلماء والدعاة والثوار البررة الصادقين والأحرار، وأن تنقي صفوفنا كما تنقي عقولنا ومناهجنا من زبد الأفهام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق