الأحد، 29 سبتمبر 2024

"فبذلك فليفرحوا"

 "فبذلك فليفرحوا"

"فبذلك فليفرحوا"

كانوا سابقاً يشتمونني بالبلاغة..
يقولون: إنما هو بليغ يتلاعب بالكلمات.. وكنتُ أعجبُ لقومٍ يرون البلاغة- إنْ وُجِدَتْ- عيباً!!
فالآن أُبَشِّرُهم؛ فليطمئنوا.. حتى البلاغة التي كانوا يشتمونني بسببها فقدتُها.. لم أعد أجد في قواميس اللغةِ، وفصيحِ اللغةِ، وبليغِ اللغةِ، وجوامعِ كَلِم اللغة؛ كلمةً تعبر عن فرحي بهلاك الخنزير حسن!!
كُلًّ ما أشعر به الآن أنني أريد أن أنزل إلى الشوارع أصرخ في الناس: لقد هلك الملعون ابن الملاعين.. هلك القاتل ابن القتلة.. هلك السفاح ابن السفاحين.. هلك المشرك ابن المشركين.. هلك أبو لؤلؤة المجوسي.. هلك ابن السوداء ابن سبأ.. هلك القرمطي الذي قتل الحُجاج في صحن الكعبة ورماهم في بئر زمزم واقتلع الحجر الأسود..
هلك ابن العلقمي وأستاذه نصير الكفر الطوسي.. هلك الحشاش الحسن الصباح.. هلك الفضل بن حوشب، وعلي بن الفضل.. هلك عبد الله بن حمزة.. هلك ابن ميمون القداح اليهودي.. هلك المعز العُبيدي الذي سلخ الإمام النابلسي حياً..
هلك الحاكم بأمر الشيطان.. هلك محمد بن إسماعيل الدرزي.. هلك محمد بن نصير العبدي.. هلك الخصي مؤتمن الخلافة..
هلك إسماعيل الصفوي، وعباس الصفوي..
هلك شيطان العصر الخميني..
هلك كل هؤلاء القتلة والسفاحين والمجرمين والمشركين مرةً أخرى حين هلك هذا القاتل السفاح المجرم المشرك الذي تلبست روحه بأرواحهم كحلقةٍ نجسةٍ في سلسلةٍ نجسة!!
يا الله.. يا الله.. يا الله..
أخيراً.. أخيراً.. أخيراً..
(يا الله.. يا الله.. ما لنا غيرك يا الله)..
الآن عرفت عَظَمَة هذا الشعار الذي صدحت به أفواه الملايين من مسلمي الشام المقهورين..
الآن عرفت معنى الخروج من كل حولٍ وقوةٍ للركونِ إلى حول الله وقوته..
(ما لنا غيرك يا الله).. إي والله ما أعظم هذا الشعار وأصدقه وأجلهَّ وأشد تعبيره عن الواقع..
أهل الشام الذين تآمر عليهم العالم كله وأسلمهم إلى أشد الطوائف بشاعة وحقداً ولؤماً وكفراً؛ لم يكن الله جل وعلا لينساهم وهم يقولون (ما لنا غيرك يا الله)..
اتخذ الله من أهل الشام شهداء واستدرج الشيعة من حيث لا يعلمون؛ فأمدهم ببعض العلو على يد أسيادهم وحلفائهم الصهاينة والصليبيين، ثم قتلهم بيد حلفائهم الصهاينة والصليبيين.. وما كان ربك نسياً..
ما أكثر ما كنتُ أُصاب سابقاً ببعض الحزن حين يُقتل هؤلاء على يد أعدائنا.. الآن واللهِ لم يَعُد يهمني على يد أيٍّ مِن أعدائنا يُقتل أعداؤنا.. مالي وللاشتراطِ على الله!! مَن نحن لنشترط على الله.. ليس لنا من الأمر شيء.. فهو الذي يدبر الأمر.. وتدبيره جل وعلا خيرٌ كله.. يسلط الله أعداءنا علينا لنفيق ونصحو، ثم يسلط أعداءنا على أعدائنا لينتقم بهم منهم.. ثم يُسلطنا- إنْ أفقنا وصحونا- على أعدائه وأعدائنا ليُعيد بنا راية التوحيد بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك!!
يا أهل الإسلام..
إني والله لأعلم أننا سنسمع من الذين (نافقوا)، و(جهلوا)، و(خانوا) و(تأيرنوا) و(ادعوا الفهم والواقعيةَ) أذى كثيراً.. وما مَثَلُ هؤلاء ومثل الأمة إلا كَمَثَلِ مَن يعصب عينيك حتى لا ترى أمامك!!
يا أهل الإسلام
ستسمعون (إخواناً) و(سلفيين) بل و(جهاديين سابقين) يتفيهقون بالواقعية، ويتشدقون بالمآلات، ويخوفون الناس من التغول الصهيوني.. وأنا والله لا أدري أيَّ تغول هذا الذي كان يمنعه أو يقف في وجهه هذا الخنزير وحزبه.. وهل كان هذا الخنزير وحزبه بالنسبة للصهاينة إلا مجرمين قتلوا بهم ثم قتلوهم!!
يا أهل الإسلام..
أكنتم تظنون أنَّ مَن يقتل إخوانكم في الشام والعراق واليمن؛ سينصر إخوانكم في فلسطين.. ألا تعرفون ماذا فعل هذا الحزب وأمثاله من مليشيات العراق الشيعية في الفلسطينيين؟!
ألا تعرفون ماذا فعلت منظمة بدر بقيادة هادي العامري، ومنظمة جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر في الفلسطينيين في العراق؟!
لقد كانوا يهاجمون منازل الفلسطينيين في بغداد ويخطفون رجالهم وشبابهم ثم يعيدونهم إلى أهليهم بعد تقطيع أجسادهم بالمنشار الكهربائي وثقب رؤوسهم بالدريل، ثم يجبرون تلك العائلات الفلسطينية اللاجئة من أيام صدام على دفع ثمن الكهرباء والدريل، ثم يهجرون العوائل إلى الصحراء!!
إن الذين يدعون الفهم والواقعية وفقه الواقع وضرورة النظر في المآلات يستخدمون كل هذه الكلمات والمصطلحات الضخمة كعصابة يعصبون بها أعينكم حتى لا تقرؤوا تاريخ الشيعة الحديث الذي لم يمت أصحابه بعد؛ فضلاً عن قراءة تاريخهم القديم أو عقائدهم الشركية!!
يا أهل الإسلام..
لقد قلنا مراراً وتكراراً: "لم تكن القدس في يومٍ من الأيام هَمَّاً من هموم إيران.. اللهم إلا على الصعيد الإعلامي والدعائي.. كانت لحناً يفتتح به حسن نصر الله وَصَلَاتِه الكربلائية أمام الجماهير قبل أن يذبح أطفال سوريا بخنجر عبد الرحمن بن ملجم، وكوفيةً مهترئة يرتديها خامنئي في لقاءاته الرسمية بينما جنوده يقطعون رقابَ المسلمين في العراق بسيف شمر بن ذي الجوشن، وكَاباً عسكرياً يَعتَمِرُه قاسم سليماني وهو يستبيح حلب بجيش عبيد الله بن زياد!!"..
قلنا ذلك وأكثر منه.. ولا يزال كثيرٌ من الإسلاميين يجهلون ويستجهلون ويرون أنَّ الكلب الذي أُصيب بداء الكَلَب فنبح على سيده، أو خدش يد سيده يمكن أن يكون درعاً لنا في وجه سيده أو سيفاً لنا ضد سيده!!
إيران (ترس) في المنظومة
الشيعة (ترس) في المنظومة
و(كثيرٌ من الإسلاميين) اليوم يعملون (كبغال جر) يجرونكم للمنظومة أو يجرون المنظومة إليكم..
يا أهل الإسلام..
افرحوا بفضل الله وبرحمته.. فإن من أعظم الرحمة هلاك مَن نُزعت مِن قلبه الرحمة!!
لا يخدعنكم بعض إسلاميي هذا الزمان فإنهم (إسلاميو تيه) يدورون كحمار الرحى والمكان الذي وصلوا إليه هو الذي انطلقوا منه!!
لا يخدعنكم من يتهمكم بالفرح في الأطفال والنساء فما أحدٌ شمت أو فرح في الأطفال والنساء أصلاً.. بل هذا القاتل وحزبه هم الذين ذبحوا الأطفال واغتصبوا النساء..
لا يخدعنكم مَن يتهمكم بالتصهين؛ فإنَّ الفرح بقتل مجرم اغتصب أمك وزوجك وبنتك وأختك لا يعني التصهين.. هم يعرفون ذلك ولكنهم يستهبلون.. وقد فرح المؤمنون قديماً بانتصار الروم على الفرس؛ فهل كان ذلك (تَرَوُّماً) من المؤمنين؟!
لا يخدعنكم من يقول (سيأتينا الدور).. يا للعجب والله.. وهل انتقل الدور إلى الشيعة إلا بعدنا؟!
لقد كنا نحن الدور الأول.. وكان الشيعة رأس الحربة في ذلك الدور.. رأس الحربة في بغداد، وكابل، والموصل، والأنبار، وحلب، والباغوز، والرقة، وصنعاء، بل وفي إدلب الآن.. فما زالوا يقصفونها كلما قصفهم الصهاينة!!
أي دور يتحدثون عنه.. لقد وُصل إلى الشيعة بعد الفراغ منا على أيدي الشيعة..
وإني والله لا أستبعد أن تكون إيران قد باعت كلبها حسن لتقبض ثمنه، ولن يكون ثمنه- إن صح ذلك- في صالحنا.. بيد أنَّ وضوح المعركة وتمايز العدو من الصديق؛ أأمن للمقاتل وأقوى للمجاهد..
فالآن يجب ألا يكون لنا هم إلا رفع العصابة عن أعين المغفلين من أبنائنا..
الآن: (ما حكَّ جلدك مثلُ ظفرك)..
الآن: (ما لا تستطيع إنجازه بالعنف تستطيع إنجازه بعنفٍ أكبر)..
وإني والله لعلى يقين أن القادم القريب فيه خير كبير للمسلمين إن ظل شعار (يا الله.. ما لنا غيرك يا الله) نُصب أعيننا، ودِفء قلوبنا، ودافع حركتنا؛ فإننا ما دخلنا إلى التيه إلا بسبب غياب حقيقة هذا الشعار وأمثاله عن قلوبنا وأرواحنا، وتعلقنا بالقوميات والوطنيات والأيدلوجيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
فالآن فليسقط كل هذا حتى لا يبقى إلا (ما لنا غيرك يا الله).. وأول علامات الخروج من التيه هي سقوط الأفكار التي أدخلتك فيه!!

" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق