الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

“حفيدة رابين ليست نادمة”

 

“حفيدة رابين ليست نادمة”

د. عزالدين الكومي


في خطوة غير مسبوقة كشفت صحيفة “واللا”العبرية أنّ حفيدة رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق “إسحاق رابين” “نوا روثمان” غادرت الكيان الصهيوني برفقة زوجها وأولادهما الثلاثة إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ، ونشرت صورة لها مع عائلتها،وقالت عبر منصة “أنستغرام” :”ليس لدي منزل آخر ولن أعتذر لذلك وأنا لست آسفة”!!.

إسحق رابين الذي يعد أحد مؤسسي الكيان الصهيوني ، وهو الذي استقبل أكثر من 100 ألف صهيوني، وهو أحد قادة العصابات الصهيونية “عصابة الهاغاناة”،وشغل منصب رئيس أركان جيش الاحتلال، وقاد الحرب ضد الجيوش العربية فيما عرف بنكسة 1967 أو حرب الأيام الستة حيث احتل الكيان الصهيوني خلالها الضفة الغربية وغزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية !!!، كما شغل منصب رئيس وزراء الكيان الصهيوني لفترتين متتاليتين ، ومن أشهر ما نُقِل عنه: أنه كان يتمنى لو استيقظ يوما فيجد البحر قد ابتلع غزة !!.

هذا الصهيوني العتيد في صهيونيته .. تفر حفيدته اليوم من الكيان الصهيوني طلبا للعيش في أمريكا !!! .

وقد سبق حفيدة الهالك “رابين” فرار قرابة مليون مستوطن صهيوني منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وهو ما يعني أن جيل أحفاد الصهاينة لن يبقي طويلاً في فلسطين بفضل ضربات المقاومة التي ستكتب حتماً – وعن قريب – نهاية الكيان الصهيوني على الرغم من تقديم أمريكا وأوروبا الدعم العسكري والسياسي اللا متناهي لهذا الكيان اللقيط .

إن زوال الكيان الصهيوني أصبح مجرد مسألة وقت فقط ، وهو ما تنبّأ به مؤرخون وكتّاب يهود كُثُر، منهم المؤرخ اليهودي المناهض للصهيونية البروفيسور “إيلان بابيه” الذي قال :”إنّ هناك مؤشرات حالية تدل على أننا في بداية نهاية المشروع الصهيوني ، وإن كان من الصَّعب التنبؤ بموعد انهيار هذا المشروع وموعد انتهائه على وجه التحديد”.

أما المحلّل الصهيوني المُخضرم “آري شافيط” فقد كتب مقالًا في صحيفة “هآرتس” تشائم فيه بصورة كبيرة قائلاً : “اجتزنا نقطة اللّا عودة ،إسرائيل تَلفُظ أنفاسها الأخيرة ، ولا طعم للعيش فيها، والإسرائيليّون يُدركون مُنذ أن جاءوا إلى فلسطين أنهم ضحيّة كذبة اختَرعتها الحركة الصهيونيّة استخدمت خِلالها كُلَّ المَكر في الشخصيّة اليهوديّة ؛ عندما ضخّمت المحرقة واستغلّتها لإقناع العالم أنّ فلسطين أرض بلا شعب،وأن الهيكل المزعوم تحت الأقصى” واختتم مقاله بالقول: “حان وقت الرّحيل إلى سان فرانسيسكو أو برلين”.

ويري” آري شافيط” أن الإسرائيليين يدركون أنهم أصبحوا ضحية لكذبة صهيونية ويشير إلى وجود عملية تدمير ذاتي ومرض سرطاني في إسرائيل يصل إلى مراحله النهائية.
وبدوره يعتقد المؤرخ الصهيوني “بيني موريس”،أن إسرائيل ستشهد انحلالاً وغوصاً في الوحل، ويتوقع انتصار العرب والمسلمين وتحول اليهود إلى أقلية في تلك المنطقة، إما بأن يطاردوا وإما يُقتلوا.

وفي مقالة للكاتب الصهيوني اليساري “جدعون ليفي” يقول فيه: “إنّنا نُواجه أصعب شعب في التّاريخ، وعمليّة التدمير الذاتي والمرض السرطاني الإسرائيلي بلغا مراحلهما النهائيّة، ولا سبيل للعِلاج بالقبب الحديديّة، ولا بالأسوار، ولا بالقنابل النوويّة”.
ومما لا شك فيه أن قيام حفيدة الهالك “رابين” بالفرار مع أسرتها من الكيان الصهيوني إلى نيويورك و شراء منزل هناك للإقامة الدائمة لهو مؤشر كبير على فشل المشروع الصهيوني ، ومؤشر كذلك على قرب زوال الكيان الصهيوني الذي كان جدّها أحد أساطينه ومؤسسيه حتى قتل على يد متطرف صهيوني يدعى “إيجال عامير” في الرابع من نوفمبر 1995 .

كما أن فرار حفيدة “رابين” وغيرها من الصهاينة يأتي على خلفية فشل حكومة نتنياهو و معه اليمين المتطرف في حماية المستوطنين وتوفير الأمن لهم، وشعورهم بالرعب نتيجة لضربات المقاومة التي زادت وتيرتها بعد معركة
“طوفان الأقصى” ، وهو ما دفع الآلاف من المستوطنين إلى الهجرة العكسية خارج الكيان الصهيوني ، وهو ما ظهر بصورة واضحة في مستوطنات غلاف غزة ، التي أصبحت خاوية على عروشها وكذلك الجبهة الشمالية في ظل صواريخ حزب الله ، فضلاً عن استمرار استهداف تل أبيب والمغتصبات الصهيونية بصواريخ المقاومة الفلسطينية من آنٍ لآخر .

ووفق الإعلام العبري .. فإن سبب الهجرة العكسية من الكيان الصهيوني إلى أمريكا والدول الأوربية هو فقدان الصهاينة الشعور بالأمان بعد طوفان الأقصي .

كما أن جيش الاحتلال أضحى غارقاً في مستنقع غزة ، والمظاهرات ضد نتن ياهو لا تتوقف مطالبة بعقد صفقة مع حماس للإفراج عن الأسرى لدى المقاومة ، والكلّ يحذر من حرب أهلية يمكن أن تعصف بالكيان الصهيوني برمته، ولكن نتن ياهو لايصغي لصوت العقل ويصر على الاستمرار في حرب خاسرة .

والغريب أننا في الوقت الذي نجد الصهاينة يفرون من الكيان الصهيوني تاركين أرض الميعاد – حسب زعمهم – بعد ما تبين لهم أكذوبة الصهيونية .. نرى المطبعين يهرولون للتطبيع مع هذا الكيان اللقيط الذي انكشفت حقيقته وبانت عورته بعد طوفان الأقصى !!! .

وخلاصة القول أنّ الكيان الصهيوني كيان هش وهو أوهى من بيت العنكبوت ، وأنّ ما يجري اليوم من إشعال الضفة الغربية ضد جيش الاحتلال وسخونة الجبهة الشمالية مع حزب الله إنما هي إرهاصات لقرب تصدع هذا الكيان اللقيط وتأهب غالبية الصهاينة للهجرة العكسية خارج الكيان إلى أوروبا وأمريكا بإذن الله .
وإن غدًا لناظره قريب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق