لا للصهاينة في النادي العـربي المسلم
ليس حديثي عن الرياضة والأندية وبطولاتها الرياضية المختلفة كما يوحي العنوان بذلك، لكنه عن ذاك النادي الذي تبدأ حدوده من صنعاء اليمن، وتصل إلى نواكشوط موريتانيا، أو بلغة الجغرافيا التي رسمها المحتل لنا، يكون النادي العربي المسلم هو عالمنا العربي.
محاولات الأتراك- مثلاً- الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عقود، ورفض هذا الاتحاد بشكل غير مباشر، وأحياناً بشكل مباشر واضح للفكرة، أوحى لي هذا العنوان، بعد أن جاء بالمعنى ذاته هيلموت كول، مستشار ألمانيا الأسبق، في تعليق له على محاولات تركيا الانضمام إلى الاتحاد، وقال إن الاتحاد الأوروبي نادٍ مسيحي لا مكان للمسلمين فيه!
لا أحد يمكنه منع الأوروبيين من وصف اتحادهم بالنادي المسيحي، أو انتقادهم لذلك؛ فالاتحاد فعلياً يجمع دولاً أوروبية تجمعها الديانة المسيحية بفروعها الثلاثة، وتجمعها الجغرافيا والتاريخ، بالإضافة إلى مصالح مشتركة، وإنَّ رفضهم انضمام آخرين من خارج الديانة والفكر والثقافة حق مشروع لهم، ولا أحد يجبرهم على ضم عضو من هنا أو هناك.. هذا أمر منطقي لا غبار عليه.
إن جئنا إلى عالمنا العربي، وأردنا تطبيق المعيار نفسه ووصف منطقتنا العربية بناد عربي مسلم، فسنجد أن الأمر مشروع ومنطقي أيضاً، وللعرب حق في إقامة مثل هذا التجمع- وإن لم يقم بعدُ لأسباب كثيرة ليس المجال ها هنا للتطرق إليها-، لكن أقول: من حقنا رفض أي عضو من خارج الملة المسلمة، أو بعيد عن الفكر والتراث العربي المسلم، كما يفعل النادي المسيحي، وبالتالي ليس لأحد الحق في نقد الرفض هذا، لا سيما من الجانب الأوروبي.
النفاق الغربي وازدواجيته
الشاهد من الحديث أعلاه، أن الغرب الذي انكشفت سوءاته كلها بعد السابع من أكتوبر المجيد، يستهجن هذا الأمر ولا يقبله من العرب، في إثبات لعمق ازدواجية المعايير عنده، وهو الذي زرع في نادينا العربي المسلم، جسماً غريباً أشبه بخلية سرطانية تتمدد مع الزمن، ليأتي الآن مستغرباً من عدم قبول الكيان الصهيوني السرطاني ضمن منطقتنا، رغم إدراكه التام بمدى البعد الشاسع بيننا وبين شذاذ الآفاق أولئك، والذين لا يجمعنا بهم دين ولا فكر ولا تراث ولا قيم.
بريطانيا- كما يعلم الجميع- أساس المشكلة.. بعد أن أخذت على عاتقها- نيابة عن الأوروبيين- السير بمشروع التخلص من قذارة ومصائب الشراذم اليهودية في غالب أوروبا، عبر مشروع إنشاء وطن يجمع الشتات اليهودي في قلب العالم العربي المسلم، أو النادي العربي المسلم، ووقفت بكل قوتها لزرع هذا الكيان الغريب في جسم الأمة حتى يستوي على سوقه، ثم أخذت الراية من بعدها الولايات المتحدة بصورة أكثر تطرفاً في الدعم والتعزيز والتثبيت، حتى أصابت أمتنا أو نادينا بجرح لم يندمل حتى اليوم، بل يزداد عمقاً وسوءاً ونتانة.
حين يرفض النادي العربي المسلم، غالبيته أو بعضه، هذا المشروع أو الزراعة الخبيثة هذه، فلأن دخول هذه الشرذمة إلى النادي سيكون سبباً لصداع مزمن مؤلم، ودخولها سيكون عامل تفرقة بين أعضاء هذا النادي، بل خطراً استراتيجيّاً وجوديّاً، مثلما كانت أوروبا تعاني طويلاً معها. وما دعوات بعض العرب لقبول هذا الكيان بيننا، وتطبيع العلاقات معه، إلا دعوات نفاق انهزامية باطلة، لا أساس لها من الدين ولا الثقافة ولا القيم، ومقاومتها لا تقل أهمية عن مقاومة الاحتلال.
لهذا كله، حين يرفض الأوروبيون- وما زالوا يرفضون- انضمام جار جغرافي مسلم لهم، وهو تركيا، باعتبار أن ناديهم مسيحي لا مكان للمسلمين فيه، رغم البون الشاسع بين تركيا والكيان الصهيوني في الاستراتيجيات والمخاطر، فإننا أولى إذن برفض الكيان الصهيوني المحتل أن يكون موجوداً بيننا، هذا الكيان الذي لا هو يهودي على هدى موسى- عليه السلام – كي نقبل به في نادينا العربي المسلم، باعتبار إيماننا بكل رسل وأنبياء الله الكرام، ولا فكره وتاريخه وتراثه مماثل لنا أو قريب منا حتى يمكن قبوله؛ فهو كيان خليط مشوه من شذاذ آفاق من علمانيي اليهود مع متطرفين كُثُر، وأكثرهم ملحدون بلا دين ولا أخلاق ولا قيم.
وبالتالي، رفض وجود هذا الكيان بيننا أمر منطقي وقانوني لا ينبغي أن يثير استغراباً، بل ليس لأحد الحق في استهجان هذا الرفض، أو الحث على تغيير فكرة الرفض إلى القبول تحت أي مبرر كان، لاسيما الغرب المنافق.
الطوفان وهدم السردية الصهيونية
من هنا أجد أن أحداث السابع من أكتوبر، أو طوفان الأقصى، فرصة تاريخية ثمينة تفرض علينا ضرورة استثمارها بشكل صحيح فوري، عبر قيامنا نحن- أعضاء النادي العربي المسلم- بتعريف العالم حقيقة هذا الكيان، وأنه ليس إلا صنيعة أوروبية استعمارية استخباراتية متقدمة، قامت على أكتاف بريطانيا، ثم تولت الولايات المتحدة أمر الرعاية والدعم بعد أفول نجم وتأثير الأولى، وأن هذا الكيان في الأساس ما هو إلا جسم غريب في وسط عربي مسلم له دينه وفكره وثقافته وتراثه، ولا علاقة لهذا الكيان بكل تلك الأمور، لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي- منطقياً- لا مكان له في هذه البقعة.
جميل جداً كخاتمة لهذا الحديث أن نشيد بشعوب أوروبا وأمريكا وغيرهم في العالم، الذين استعادت نسبة مهمة منهم وعيها، لا سيما الجيل الشاب منهم، فبدأت في إدراك حقيقة هذا الكيان، وأيقنت بعد بحث ومتابعة لتاريخ القضية أن الكيان الصهيوني عمل استخباراتي للغرب، وأن شذاذ الآفاق ليس لهم حق في فلسطين، لا دينياً ولا تاريخياً، وبدأت الشعوب الغربية من تلقاء ذاتها بالتحرك لكشف هذه الحقائق المُغيّبة طويلاً للآخرين.
وبالتالي، أرى أننا أولى بمثل هذه التحركات، ونسف الروايات الصهيونية التي دامت وعششت كثيراً في أذهان العالمين، وتعزيز تحركات الشعوب الحرة في نصرة القضية، قبل أن يتمكن الغرب من جديد من لملمة أموره والبدء في إعادة السيطرة على الروايات الداعمة لحق وجود الكيان السرطاني الصهيوني بيننا.
إنها واحدة من التحديات الكبيرة التي تنتظرنا للبدء بالمبادرة تلو الأخرى إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
ليس حديثي عن الرياضة والأندية وبطولاتها الرياضية المختلفة كما يوحي العنوان بذلك، لكنه عن ذاك النادي الذي تبدأ حدوده من صنعاء اليمن، وتصل إلى نواكشوط موريتانيا، أو بلغة الجغرافيا التي رسمها المحتل لنا، يكون النادي العربي المسلم هو عالمنا العربي.
محاولات الأتراك- مثلاً- الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عقود، ورفض هذا الاتحاد بشكل غير مباشر، وأحياناً بشكل مباشر واضح للفكرة، أوحى لي هذا العنوان، بعد أن جاء بالمعنى ذاته هيلموت كول، مستشار ألمانيا الأسبق، في تعليق له على محاولات تركيا الانضمام إلى الاتحاد، وقال إن الاتحاد الأوروبي نادٍ مسيحي لا مكان للمسلمين فيه!
لا أحد يمكنه منع الأوروبيين من وصف اتحادهم بالنادي المسيحي، أو انتقادهم لذلك؛ فالاتحاد فعلياً يجمع دولاً أوروبية تجمعها الديانة المسيحية بفروعها الثلاثة، وتجمعها الجغرافيا والتاريخ، بالإضافة إلى مصالح مشتركة، وإنَّ رفضهم انضمام آخرين من خارج الديانة والفكر والثقافة حق مشروع لهم، ولا أحد يجبرهم على ضم عضو من هنا أو هناك.. هذا أمر منطقي لا غبار عليه.
إن جئنا إلى عالمنا العربي، وأردنا تطبيق المعيار نفسه ووصف منطقتنا العربية بناد عربي مسلم، فسنجد أن الأمر مشروع ومنطقي أيضاً، وللعرب حق في إقامة مثل هذا التجمع- وإن لم يقم بعدُ لأسباب كثيرة ليس المجال ها هنا للتطرق إليها-، لكن أقول: من حقنا رفض أي عضو من خارج الملة المسلمة، أو بعيد عن الفكر والتراث العربي المسلم، كما يفعل النادي المسيحي، وبالتالي ليس لأحد الحق في نقد الرفض هذا، لا سيما من الجانب الأوروبي.
النفاق الغربي وازدواجيته
الشاهد من الحديث أعلاه، أن الغرب الذي انكشفت سوءاته كلها بعد السابع من أكتوبر المجيد، يستهجن هذا الأمر ولا يقبله من العرب، في إثبات لعمق ازدواجية المعايير عنده، وهو الذي زرع في نادينا العربي المسلم، جسماً غريباً أشبه بخلية سرطانية تتمدد مع الزمن، ليأتي الآن مستغرباً من عدم قبول الكيان الصهيوني السرطاني ضمن منطقتنا، رغم إدراكه التام بمدى البعد الشاسع بيننا وبين شذاذ الآفاق أولئك، والذين لا يجمعنا بهم دين ولا فكر ولا تراث ولا قيم.
بريطانيا- كما يعلم الجميع- أساس المشكلة.. بعد أن أخذت على عاتقها- نيابة عن الأوروبيين- السير بمشروع التخلص من قذارة ومصائب الشراذم اليهودية في غالب أوروبا، عبر مشروع إنشاء وطن يجمع الشتات اليهودي في قلب العالم العربي المسلم، أو النادي العربي المسلم، ووقفت بكل قوتها لزرع هذا الكيان الغريب في جسم الأمة حتى يستوي على سوقه، ثم أخذت الراية من بعدها الولايات المتحدة بصورة أكثر تطرفاً في الدعم والتعزيز والتثبيت، حتى أصابت أمتنا أو نادينا بجرح لم يندمل حتى اليوم، بل يزداد عمقاً وسوءاً ونتانة.
حين يرفض النادي العربي المسلم، غالبيته أو بعضه، هذا المشروع أو الزراعة الخبيثة هذه، فلأن دخول هذه الشرذمة إلى النادي سيكون سبباً لصداع مزمن مؤلم، ودخولها سيكون عامل تفرقة بين أعضاء هذا النادي، بل خطراً استراتيجيّاً وجوديّاً، مثلما كانت أوروبا تعاني طويلاً معها. وما دعوات بعض العرب لقبول هذا الكيان بيننا، وتطبيع العلاقات معه، إلا دعوات نفاق انهزامية باطلة، لا أساس لها من الدين ولا الثقافة ولا القيم، ومقاومتها لا تقل أهمية عن مقاومة الاحتلال.
لهذا كله، حين يرفض الأوروبيون- وما زالوا يرفضون- انضمام جار جغرافي مسلم لهم، وهو تركيا، باعتبار أن ناديهم مسيحي لا مكان للمسلمين فيه، رغم البون الشاسع بين تركيا والكيان الصهيوني في الاستراتيجيات والمخاطر، فإننا أولى إذن برفض الكيان الصهيوني المحتل أن يكون موجوداً بيننا، هذا الكيان الذي لا هو يهودي على هدى موسى- عليه السلام – كي نقبل به في نادينا العربي المسلم، باعتبار إيماننا بكل رسل وأنبياء الله الكرام، ولا فكره وتاريخه وتراثه مماثل لنا أو قريب منا حتى يمكن قبوله؛ فهو كيان خليط مشوه من شذاذ آفاق من علمانيي اليهود مع متطرفين كُثُر، وأكثرهم ملحدون بلا دين ولا أخلاق ولا قيم.
وبالتالي، رفض وجود هذا الكيان بيننا أمر منطقي وقانوني لا ينبغي أن يثير استغراباً، بل ليس لأحد الحق في استهجان هذا الرفض، أو الحث على تغيير فكرة الرفض إلى القبول تحت أي مبرر كان، لاسيما الغرب المنافق.
الطوفان وهدم السردية الصهيونية
من هنا أجد أن أحداث السابع من أكتوبر، أو طوفان الأقصى، فرصة تاريخية ثمينة تفرض علينا ضرورة استثمارها بشكل صحيح فوري، عبر قيامنا نحن- أعضاء النادي العربي المسلم- بتعريف العالم حقيقة هذا الكيان، وأنه ليس إلا صنيعة أوروبية استعمارية استخباراتية متقدمة، قامت على أكتاف بريطانيا، ثم تولت الولايات المتحدة أمر الرعاية والدعم بعد أفول نجم وتأثير الأولى، وأن هذا الكيان في الأساس ما هو إلا جسم غريب في وسط عربي مسلم له دينه وفكره وثقافته وتراثه، ولا علاقة لهذا الكيان بكل تلك الأمور، لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي- منطقياً- لا مكان له في هذه البقعة.
جميل جداً كخاتمة لهذا الحديث أن نشيد بشعوب أوروبا وأمريكا وغيرهم في العالم، الذين استعادت نسبة مهمة منهم وعيها، لا سيما الجيل الشاب منهم، فبدأت في إدراك حقيقة هذا الكيان، وأيقنت بعد بحث ومتابعة لتاريخ القضية أن الكيان الصهيوني عمل استخباراتي للغرب، وأن شذاذ الآفاق ليس لهم حق في فلسطين، لا دينياً ولا تاريخياً، وبدأت الشعوب الغربية من تلقاء ذاتها بالتحرك لكشف هذه الحقائق المُغيّبة طويلاً للآخرين.
وبالتالي، أرى أننا أولى بمثل هذه التحركات، ونسف الروايات الصهيونية التي دامت وعششت كثيراً في أذهان العالمين، وتعزيز تحركات الشعوب الحرة في نصرة القضية، قبل أن يتمكن الغرب من جديد من لملمة أموره والبدء في إعادة السيطرة على الروايات الداعمة لحق وجود الكيان السرطاني الصهيوني بيننا.
إنها واحدة من التحديات الكبيرة التي تنتظرنا للبدء بالمبادرة تلو الأخرى إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق