الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

هل نفرح لاستهداف حزب الله في لبنان؟

 

سؤال في الصميم

 هل نفرح لاستهداف حزب الله في لبنان؟

                          مضر أبو الهيجاء

إن كل تنكيل وإضعاف للعدو يشفي صدور قوم مؤمنين، فالمؤمن بالله والمنحاز لشعوب الأمة المكلومة، وكل من يقف إلى جانب الحق ويرفض إيقاع الظلم بالناس وقتلهم وسلب ممتلكاتهم وحرق ديارهم -وهو ما قامت به عناصر حزب الله اللبناني في العراق والشام بأمر من ملالي إيران- يفرح عندما يحيق المكر السيء بأهله.

المعضلة تكمن في أن أمريكا تسعى لمزيد من إضعاف لبنان وقتل شعبها المكلوم بالحروب، والغيور على فلسطين والذي كانت له مواقف مشهودة طيلة فترة تواجد الثورة الفلسطينية في السبعينات والثمانينات، إلى أن شكلت إيران ذراعها وعاثت فسادا في لبنان.

لا يتمنى أحد تدمير لبنان كما دمرت إسرائيل غزة، ومهما حاولت إسرائيل تقليم أظافر الحزب فإن أمريكا لن تقبل بلبنان دون تواجد ونفوذ رئيسي لذراع المشروع الإيراني الطائفي الشيعي، الذي تعتبره ركيزة أقوى من إسرائيل وأكثر فاعلية من الصهاينة في تفتيت شعوب المنطقة ثقافيا وتفكيك دولها سياسيا.

نحن مع لبنان والشعب اللبناني وضد حزب الله الذي يقتلنا في اليمن والعراق والشام.

أما عن موقف الحركات والتنظيمات الفلسطينية وعن أي موقف يصدر عن السنوار، فهو موقف مأزوم لا يعتد به، وإذا كان السنوار فوق الأرض لا يرى من جغرافية الأمة العربية وقضاياها الإسلامية إلا قطاع غزة ومحور إيران، فإنه الآن في السرداب لا يرى أكثر من حدود نهاية النفق، وهو ما سعت إليه وحققته إيران، والعاقل لا يعتبر رأيه ولا يبني عليه… 

نصر الله المجاهدين في غزة والقدس والضفة وتقبل شهداءنا الأبرار ونصرنا على المحتلين الصهاينة.

إن معركة إسرائيل معنا في فلسطين معركة وجود، وأما معركة إسرائيل مع حزب الله وإيران فهي معركة نفوذ، ولذلك فإن إسرائيل تسعى لسحقنا جميعا في فلسطين، ولا تتجاوز معركة تقليم الأظافر بخصوص حزب الله في لبنان، وعلى هذا اتفقت أمريكا مع إيران.

لن تقبل أمريكا بخروج القضية الفلسطينية من الإطار الإيراني والمحور الطائفي، كما لن تسمح بتحررها من إيران وذهابها لمحور إسلامي حتى وإن كان عربيا مطبعا معها، وذلك بعد أن ذاقت حلاوة العبث بالقضية الفلسطينية من خلال إيران، وافقاد الأمة جوهرة في التغيير وأملا في تحقيق الوحدة المرجوة، ولعل أحد أسباب رفض نتنياهو لمقترح انتقال السلطة الفلسطينية المنسقة معها في الضفة الى غزة هو ضرورة الابقاء على هيمنة إيران على القضية الفلسطينية.

إننا كفلسطينيين وخلال ثمانية عقود كنا نحصل على المال والدعم السياسي النسبي من الحكومات العربية، ثم نسب رؤساءهم ونلعنهم ونعتبرهم خونة -وهم كذلك- ونؤلب شعوبهم عليهم، أما اليوم فقد باتت إيران هي السيد، وملاليها هم المقاومة الشرعية، ونحن في منظورهم هم النواصب والخونة!

ختاما أقول إن كل إضعاف واستهداف لأعداء الأمة سواء أكانوا صهاينة أم طائفيين كالملالي الإيرانيين هو في صالح شعوب المنطقة، وأما عن حكاية النصر فلن تعود إلى السكة الصحيحة قبل التخلص من الهيمنة الإيرانية وفك علاقتها بالقضية الفلسطينية، وغفر الله من فوض بالحل لمن دخل في النفق ثم أغلق الباب خلفه وألقى بالمفتاح الذي بيده في البحر ليعفي نفسه من تحمل المسؤولية فيما كان سببا فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق