بيان شرعي
الفرح في هلاك المجرمين مشروع
حينما يخالف الله بين قلوب أعدائنا فيضرب بعضهم ببعض، فهذه نعمة عظيمة وفرصة كبيرة لأمة الإسلام تستوجب الشكر لله تعالى وحده، ثم العمل على إعداد عدتنا وبناء صفنا ومعالجة ضعفنا.
وحينما يسقط منهم مجرم -من هذا الطرف أو ذاك- فالفرح أمر مشروع وهو كذلك أمر فطري، لا ينبغي أن نختلف فيه.
وهنا أتكلم عن هلاك المجرمين فقط، وليس الضحايا من المدنيين الأبرياء.
إنما الخطأ كل الخطأ والباطل كل الباطل أن تميل قلوبنا وتلهج ألسنتنا بمدح هذا العدو أو ذاك لمصالح فئوية ضيقة، فنكون في النتيجة كأننا في خندقين متقابلين، وبذلك نخالف حكم الله تعالى في وجوب (البراءة) من أعدائنا، ونخالف حكم الله أيضا في وجوب (الموالاة) بين المؤمنين.
إن قضية «غزة» هي قضية كل مسلم.
كما أن قضية «سورية» هي قضية كل مسلم.
فلا يمكن أن يكون الذي يقتل أهلنا في غزة صديقا للسوريين، ولا الذي يقتل أهلنا في سورية صديقا للغزاويين.
وهكذا قل في كل قضايا المسلمين
هذا هو الثابت الشرعي الذي ينبغي الوقوف عنده.
فلا يمكن أن تكون مقاومة الاحتلال في بلد واجبا، ومقاومته في بلد آخر حراما.
ولنتذكر أن (المليشيات المجرمة) قد قاتلتنا في العراق تحت غطاء الطيران الأمريكي، وقاتلتنا في سورية تحت غطاء الطيران الروسي.
أما اليوم فبعد أن تأجج الصراع بين هذه المليشيات وبين الصهاينة على تقاسم النفوذ، وكان ذلك قبل 7 أكتوبر بكثير، بدأوا برفع شعار الدفاع عن غزة، وغزة منهم براء.
فلا ينبغي أن نقع في الفخ ونخلط الأوراق ونكون أسرى لهذه اللحظة وننسى كل تأريخهم المليء بالغدر والإجرام.
أما إذا سألت: كيف نستثمر هذا الصراع بين أعدائنا لصالح قضايانا المختلفة؟
هذا يتطلب قدرا من الحكمة والحنكة والتشاور والتنسيق والتعاون، وهذه كلها واجبات شرعية، لا ينبغي نسيانها في زحمة العواطف المتباينة والمصالح المتقابلة.
هذا هو الموقف الشرعي الذي أراه وأتحمل مسؤوليته أمام الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق