أصبحنا في قلب العاصفة
علي فريد
فبراير-2- 2016
لم يَدُر بخلد الطالب الصربي غافريلو برينسيب، أن رصاصاته التي أطلقها على ولي عهد النمسا عام 1914م .. ستقتل ما يقرب من عشرة ملايين إنسان، وتُغير خارطة أوروبا السياسية، وتُنشئ نظاماً عالمياً جديداً، وتُسقط سلالات حاكمة صمدت أمام رياح التغيير العاتية منذ الحروب الصليبية منتظرةً عدة رصاصات تافهة من مراهق صربي غاضب؛ لتتداعى مرة واحدة -في الحرب العالمية الأولى- كجبلٍ مدكوك!!
لم يَدُر بخلد الطالب الصربي غافريلو برينسيب، أن رصاصاته التي أطلقها على ولي عهد النمسا عام 1914م .. ستقتل ما يقرب من عشرة ملايين إنسان، وتُغير خارطة أوروبا السياسية، وتُنشئ نظاماً عالمياً جديداً، وتُسقط سلالات حاكمة صمدت أمام رياح التغيير العاتية منذ الحروب الصليبية منتظرةً عدة رصاصات تافهة من مراهق صربي غاضب؛ لتتداعى مرة واحدة -في الحرب العالمية الأولى- كجبلٍ مدكوك!!
ومن طلاقة قدرة الخالق جل وعلا أنه -إذا أراد إمضاء أقداره- هيأ لها أسباباً يراها الناسُ تافهة .. فلا رصاصات الطالب الصربي، ولا عربة الخضار الخاصة بالبوعزيزي رحمه الله، تُعتبران في عُرف الناس شيئاً مذكوراً مقارنة بالنتائج المترتبة عليهما!!
والواقفون على شواطئ نهر التاريخ يدركون أن نهر التاريخ -غالباً- ما ينقلب رأساً على عقب كل مائة سنة .. وربما أقل!!
ويقيني -الذي قد أحتمل استهبال المستهبلين بسببه- أن عربة خضار البوعزيزي ستكون السبب (التافه!!) لإسقاط عصر لورنس العرب .. بأضلاعه الثلاثة:
- المركزية الأوربية
- سايكس بيكو
- النظام العالمي
إن مائة عامٍ من (الدروشة) العربية والإسلامية كافية جداً ..
لقد مات ذلك الجيل الذي آمن بوعود كتشنر ومكماهون عن خلافة عربية في شبه جزيرة العرب .. مصدقاً -بسذاجة منقطعة النظير- أن (الحداية قد ترمي كتاكيت) ..
كما أن الجيل الذي صنعه مايلز كوبلاند وروزفلت في (لعبة الأمم) و(سباق المسافات الطويلة) يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة، مخلفاً وراءه أطلال قومية عربية بغيضة جعلت من العرب ظاهرةً صوتية في الإذاعات، وأشلاء كرامة في ساحات كل المعارك التي خاضتها!!
نحن مقبلون على تغيرات شديدة وجذرية في العالم كله .. وليس في المنطقة العربية فقط .. ومن يظن أن الأمر مستبعد أو مبالغ فيه، فليتذكر أن العالم استيقظ ذات صباح فلم يجد الاتحاد السوفيتي!!
المركزية الأوربية ستسقط ..
سايكس بيكو ستسقط ..
النظام العالمي سيسقط ..
لا شيء بقي على حاله بعد عُود الكبريت الذي التهمت نيرانُه جسدَ البوعزيزي .. وعلى العرب الآن أن يتيقنوا أن منطقتهم العربية أصبحت في قلب العاصفة .. وأن التاريخ يُعيد ترتيب أوراقه .. وأن (المركزية) بدأت تتزحزح شيئاً فشيئاً عن بلاد الثلج اشتياقاً لدفء الشمس في الشرق الأوسط!!
هل ترون الأمر بعيداً؟!
لا بأس ..
تذكروا فقط .. أن رضيعاً اسمه موسى عليه السلام لم يكن بينه وبين إسقاط فرعون والفرعونية .. سوى الخروج -خائفاً يترقب- من قصر فرعون ذاته!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق