الحلقة الأولى:
دراسة مثيرة لقيادي إخواني حول استيلاء العسكر على حكم مصر
عربي21- طه العيسوي
السبت، 20 يونيو 2020
* استيلاء العسكر على السلطة بدأ حينما قررت واشنطن الاكتفاء بحكم "مبارك" نهاية 2010 لأنه رفض تنفيذ "صفقة القرن"
* جمال مبارك وافق على تنفيذ صفقة القرن لكن البنتاغون رفض صعوده للحكم لأنه ليس شخصية عسكرية
* واشنطن وتل أبيب دائما لا يريدا لمصر أن يحكمها إلا عسكريا تابعا وليس مدنيا منذ انقلاب 1952
* القوى السياسية سارعت للانضمام للجمعية الوطنية للتغيير عندما علموا أن أمريكا وأوروبا وإسرائيل يحمون البرادعي ومَن معه
* المخابرات الحربية وواشنطن وربما تل أبيب أداروا "انقلاب" 25 يناير 2011 بجدارة
* خطة انقلاب العسكر على مبارك كانت تتمثل في إسقاط الشرطة عن طريق الشعب ثم تدخل الجيش لإنقاذ البلد
* أعضاء مكتب الإرشاد رفضوا المشاركة في "انقلاب يناير" لوجود مؤامرة خفية تقف خلفه
* عصام العريان ومحمد البلتاجي هما مَن ضغطا على قيادات الجماعة للنزول إلى الشارع يوم 25 يناير
* الثوار والإخوان ساعدوا للأسف على نجاح خطة المجلس العسكري لإسقاط الشرطة دون أن يدروا
* بعد نقل مبارك وعائلته إلى منفاه المؤقت بشرم الشيخ بدأ العسكر خطة إخماد انتفاضة يناير
* السيسي أدار زمام الأمور بدءا من ليلة 28 يناير بعد أن اختفت الشرطة واختبأ أفرادها في بيوتهم
* السيسي كان يقوم بنفسه بتوزيع فريق من القناصة فوق أسطح العمارات والفنادق بميداني التحرير وعبد المنعم رياض
* المخابرات الحربية قتلت 843 شخصا وأكثر من 18 ألف جريح.. وهذا موثق بتقرير تقصي الحقائق
حصلت "عربي21" على دراسة مثيرة لقيادي بجماعة الإخوان المسلمين المصرية (رفض الإفصاح عن هويته)، ترصد من وجهة نظره كيفية استيلاء العسكر على السلطة من الرئيس المخلوع حسني مبارك عقب اندلاع ثورة يناير عام 2011.
وتبدأ الدراسة بقول القيادي الإخواني إنه تردد كثيرا قبل كتابة التفاصيل التي يرى أنها "سوف تُغضب الكثيرين الذين لا يؤمنون بنظرية المؤامرة، وكذلك بعض الذين يغلّبون العاطفة على التحليل والدراسة والمعلومات، رغم أن هذا العالم يعيش منذ قرون تحت وطأة مؤامرات يكيدها أصحاب التريليونات لكل شعوب العالم حتى تزداد وتتضخم ثرواتهم، ولا يبالون بضحاياهم من شعوب العالم إن أصبحوا قتلى وأشلاء أو مشردين".
وتبدأ الدراسة بقول القيادي الإخواني إنه تردد كثيرا قبل كتابة التفاصيل التي يرى أنها "سوف تُغضب الكثيرين الذين لا يؤمنون بنظرية المؤامرة، وكذلك بعض الذين يغلّبون العاطفة على التحليل والدراسة والمعلومات، رغم أن هذا العالم يعيش منذ قرون تحت وطأة مؤامرات يكيدها أصحاب التريليونات لكل شعوب العالم حتى تزداد وتتضخم ثرواتهم، ولا يبالون بضحاياهم من شعوب العالم إن أصبحوا قتلى وأشلاء أو مشردين".
"مراحل استيلاء العسكر على السلطة"
وتشير الدراسة إلى أن "مراحل استيلاء العسكر على السلطة بدأت حينما قررت واشنطن الاكتفاء بحكم (مبارك) في نهاية 2010، لأنه رفض تنفيذ صفقة القرن، وبالتالي كان لابد من استبداله، على الرغم أن مبارك - كما قال عليه الصهاينة – كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل، ولا أدري هل رفضه هذا دليلا على وطينته أم عدم قدرته على مواجهة الشعب المصري بهذه الصفقة، ولكن في النهاية أنه رفض أن تُنفّذ في عهده".
وتابعت: "رغم أن جمال مبارك وافق على الصفقة، بحسب ما يبدو، بدليل ذهابه لأمريكا وحضوره مؤتمرا للمجلس الأمريكي الإسرائيلي (IAC) عام 2010 لإقناعهم بشخصه، لأنه يعلم أن تل أبيب وواشنطن هما صانعا القرار في مصر، إلا أن البنتاغون ربما رفض شخصية جمال، لأنه ليس عسكريا. وواشنطن وتل أبيب دائما لا يريدا لمصر أن يحكمها إلا عسكريا تابعا وليس مدنيا منذ انقلاب 1952".
وتضيف: "وُضعت خطة طويلة المدى للتخلص من مبارك عن طريق انقلاب عسكري يقوده الفريق سامي عنان والمشير حسين طنطاوي، وبالطبع أي انقلاب عسكري يحتاج إلى دعم شعبي، وكانت هناك مشكلة كبيرة أمام المجلس العسكري بسبب قوة الشرطة وأعداد الضباط والجنود الذين تعدوا في عهد اللواء حبيب العدلي - الرجل الحديدي - مليون وثمانية آلاف جندي وضابط في حين أن أعداد ضباط وجنود الجيش المصري لم يتعد أربعمائة وعشرون ألف ضابط وجندي طبقا لمعاهدة كامب ديفيد، وكذلك لأن المخابرات العامة، وعلى رأسها اللواء عمر سليمان المعروف بإخلاصه منقطع النظير لمبارك" .
"الدفع بالبرادعي"
وأكملت: "أصرت سوزان مبارك على عدم التنازل عن العرش، والدفع بابنها جمال لمنصب الرئيس عام 2011، وتم الدفع بمحمد البرادعي إلى مصر من قبل اليد العليا في العالم، وتم تحذير مبارك من المساس به أو مَن يدعمه، وبالفعل وصل البرادعي لمصر وفُتحت له صفحات بعض الصحف المصرية، وأقدم على إنشاء الجمعية الوطنية للتغيير لمقاومة مشروع التوريث مطلع 2010".
وتواصل: "سارعت العديد من القوى السياسية إلى الانضمام للجمعية الوطنية للتغيير عندما علموا أن أمريكا، والاتحاد الأوروبي، وتل أبيب، يحمون البرادعي ولن يمسوه ومَن معه بأذى، ومَن انضم إليهم من الإخوان وحزب الوسط والليبراليين وحركة كفاية وغيرهم. واستمر هذا الحراك طوال عام كامل تقريبا دون أن يمسهم النظام المصري بأذى طبقا للأوامر العليا".
وقالت: "تم نقل السيسي من قيادة المنطقة الشمالية إلى قيادة المخابرات الحربية على غير العُرف المأخوذ به في المخابرات الحربية أن لا يقودها إلا ابنها، ولم يكن يوما يعمل السيسي في أي جهاز مخابرات من قبل وليس لديه أي خبرة في هذا المجال، وبالتالي أصبح بين ليلة وضحاها ندّا للواء عمر سليمان ثعلب النظام، والذي كان مديرا للمخابرات العامة آنذاك، وبالطبع أصبح السيسي عضوا بالمجلس العسكري، وكان هو أحدث رتبة بالمجلس العسكري، وحدث كل ذلك بأوامر من واشنطن التي لا يستطيع مبارك أو طنطاوي أو سامي عنان رفض تنفيذ أوامرها".
"انقلاب يناير"
وأضافت: "أدارت المخابرات الحربية (الطرف الثالث)، ومن ورائها واشنطن، وربما تل أبيب، انقلاب 25 يناير 2011 بجدارة، ووصل خبر هذه الخُطة إلى جمال مبارك فسارع الخُطى إلى واشنطن ثم نيويورك، وحضر مؤتمرا للمنظمة الأمريكية الإسرائيلية (IAC) كي يقنعهم بشخصه، وأنه سينبطح للكيان الصهيوني، حيث أنه عرف وقتها أن هذا الملف يُدعم أو يُدار من تل أبيب؛ فكان يتناول العشاء بتل أبيب عدة ليالي متوالية بشهادة اللواء المسؤول عن القصور الرئاسية في حديث تلفزيوني بعد أحداث 25 يناير".
وتابعت: "لكن جمال مبارك لم ينجح لا بإقناع الصهاينة ولا الأمريكان بشخصه، وتم استكمال الخطة الموضوعة سلفا. وكانت أكبر إشكالية أمام المجلس العسكري للانقلاب على مبارك عسكريا والاستيلاء على السلطة منه هو اللواء حبيب العادلي، واللواء عمر سليمان، فكان لابد الاستعانة بالشعب لتسهيل المهمة وإسقاط الشرطة لتسهيل مهمة المجلس العسكري بتقويض قوى الشرطة والمخابرات العامة".
"إسقاط الشرطة"
وتنوه الدراسة إلى أن "خطة انقلاب العسكر على مبارك كانت تتمثل في إسقاط الشرطة عن طريق الشعب، حتى تتجنب البلد الصدام الذي يمكن أن يحدث بين الجيش والشرطة للانقلاب على مبارك، ووقتها يتدخل الجيش لإنقاذ البلد من الفوضى ويقيد عمل الشرطة".
واستطردت قائلة: "تم تكوين فريق من الشباب، على رأسهم وائل غنيم وآخرين، وتم تدريبهم على عمل انتفاضة على مواقع التواصل، لإشعال غضب الشباب ضد الشرطة، وكان هذا التدريب خارج مصر، وليس ضد النظام، وتم تدريبهم في عدة دول منها صربيا، وذلك تحت إشراف المخابرات الحربية بقيادة السيسي".
وتابعت: "تم استغلال الاحتقان الموجود بالشارع المصري ضد الشرطة، خاصة بعد مقتل خالد سعيد والسيد بلال بيد الشرطة بالإسكندرية، وكذلك تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية عن طريق أمن الدولة، وعدة حالات تعذيب داخل أقسام الشرطة، وتم تصويرها بالهاتف المحمول، وتم نشرها تلك المقاطع على الإنترنت، وتمت الدعوة عن طريق منصات التواصل الاجتماعي للنزول يوم 25 يناير يوم عيد الشرطة لإعلان غضب الشارع من الشرطة وليس من النظام" .
"العريان والبلتاجي"
وقالت: "اجتمع أعضاء مكتب الإرشاد للتشاور في هذا الأمر، وأصّر كلا من د. عصام العريان ود. محمد البلتاجي على النزول إلى الشارع يوم 25 يناير، وفي حدود علمي كان أغلبية أعضاء مكتب الإرشاد رافضين أو على الأقل مترددين في أخذ قرار النزول، وكانوا يشعرون أن هناك مؤامرة خفية خلف ذلك الأمر".
واستدركت بالقول: "نظرا لإصرار كلا من د. البلتاجي ود. العريان اتفق أعضاء مكتب الإرشاد على نزول مَن يرغب من الشباب فقط، وذلك دون أي ضغط أو أوامر من مكتب الإرشاد، ولوحظ أن الشرطة على غير عادتها لم تتعامل بشكل خشن مع المتظاهرين. فقط استخدموا الغاز المسيل للدموع أو الضرب بالهراوات، وفي بعض الحالات القليلة جدا الرصاص مطاطي" .
وذكرت: "اجتمع أعضاء مكتب الإرشاد ليلة 28 يناير (جمعة الغضب)، ووصلوا إلى أن هناك العديد من الشباب سوف يشاركون بجمعة الغضب، ولا يجوز أن يترك الإخوان الشعب في الشارع وحدهم، وبالتالي تم أخذ القرار بالنزول المنظم للرجال و الشباب فقط دون النساء و الأطفال في جميع المحافظات، وفي نفس التوقيت وبخطط تم توزيعها بعد منتصف الليل على كل المحافظات، وكان توصيل الخطة للصف كله بكل المحافظات إشكالية كبيرة، خاصة مع انقطاع خطوط الموبايل والإنترنيت" .
وتضيف: "لكن رغم هذه الصعوبات، وضيق الوقت، نجح الإخوان – وكعادتهم - في الحشد، وللأسف ساعدوا على نجاح خطة المجلس العسكري لإسقاط الشرطة دون أن يدروا، لأنه أحدا لن يستطيع النزول إلى الشوارع بهذا الكم وفي نفس التوقيت إلا الإخوان المسلمين. وسقطت الشرطة بالفعل بعد حوالي 4 ساعات بعد صلاة الجمعة" .
"نزول الجيش للميادين"
وأكملت: "كان الجيش بالطبع جاهز في ذلك الوقت، ونزل إلى الشوارع الساعة 6 مساءً بكل المحافظات، واحتل كل أقسام الشرطة، ومقار أمن الدولة، وماسبيرو، ومدينة الإعلام، ومحطة التحكم في البث التلفزيوني بالمقطم، ومقار التنصت على المكالمات التليفونية بمصر الجديدة. احتل العسكر مصر بحُجة (الجيش والشعب يدا واحدة)، وهي الكذبة الكبرى".
كما جاء بالدراسة، التي تنفرد بها "عربي21"، وتنشرها على حلقتين، أن "الشباب والنساء والأطفال والكهول توافدوا على الميادين، وخاصة ميدان التحرير، حيث ظنوا أنها ثورة حقيقية، ووصل العسكر إلى هدفهم بمنتهى السهولة بدعم كبير من الإخوان والشباب الذي يريد أن يتخلص من قمع الشرطة، وسرعان ما تطور الأمر لاحقا أن يكون الانتفاض ضد النظام بدلا من الانتفاض ضد الشرطة" .
وتضيف: "سارع العسكر باعتقال حبيب العادلي و6 لواءات من مساعديه لإبطال أي مقاومة من الشرطة، وتم التحفظ على ضباط أمن الدولة وأسرهم، وتم نقلهم إلى استراحات متفرقة لتحجيم أي تحرك ضد هذه الخطة، عدا بعض الضباط الذين أصروا على المكوث في مقار أمن الدولة.
ولكن سرعان ما ترك العسكر حماية ضباط أمن الدولة من جماهير الشعب الغاضب الذين داهموا مقار أمن الدولة، خاصة بعد أن بدأ بعض هؤلاء الضباط بتمزيق العديد من الملفات التي بحوزتهم، وانتقموا من الضباط، وكان ضباط الجيش لديهم أوامر عُليا بأن لا يتدخلوا ويتركوا الجماهير الغاضبة تنتقم من هؤلاء الضباط" .
واستطردت الدراسة بالقول: "مرت الأيام الأوائل بعد 28 يناير، واستطاع العسكر تحجيم الشرطة وأي تحرك لمبارك ورجاله، وخاصة عمر سليمان، ولكن بصعوبة، ثم نقلوا مبارك وعائلته إلى شرم الشيخ على سبيل التحفظ والتأمين".
وتشير إلى أنه "بعد أن سيطر العسكر على الشرطة، وبعد نقل مبارك وعائلته إلى منفاه المؤقت في شرم الشيخ هو وأسرته بدأوا خطة إخماد هذه الانتفاضة والضغط على الناس للعودة لبيوتهم بالحسنى، بعد أن أخذ العسكر من الشعب مبتغاهم، وهو إسقاط الشرطة، لكن الشباب وغيرهم ظنوا أنهم في ثورة بمعنى الكلمة، ورفضوا العودة لمنازلهم وأصروا على الاستمرار في الاعتصام بميدان التحرير وميادين أخرى بكل المحافظات، حتى يسقط النظام".
وتابعت: "بأوامر من واشنطن لمبارك والعادلي لم يتم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين من 25 – 28 يناير، اللهم إلا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي عدا حالات فردية تم استخدام الرصاص الحي حُسبت حالات الدفاع عن النفس، نتيجة هجوم أعداد غفيرة من البلطجية وغيرهم على أقسام الشرطة لتخليص أصدقائهم وذويهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما حدث في قسم الأربعين بالسويس، وقسم باب شرق ورمل ثان بالإسكندرية والدخيلة وحالات أخرى قليلة جدا، وكذا عدة حالات دهس بالقاهرة، وذلك يوم 28 يناير فقط".
"بدء سيطرة السيسي"
وقالت: "أدار السيسي زمام الأمور بدءا من ليلة 28 يناير بعد أن اختفت الشرطة، واختبأ أفرادها في بيوتهم أو الاستراحات التي أعدها لهم العسكر، وخاصة بعد امتناع المعتصمين بميدان التحرير العودة لبيوتهم، وفيديو محمد البلتاجي يشهد على ما أقول".
وتضيف: "كان السيسي يقوم بنفسه بتوزيع فريق من القناصة فوق أسطح العمارات والفنادق بميداني التحرير وعبد المنعم رياض، وهذا الأمر ثابت في تقرير تقصي الحقائق الذي أمر به الرئيس محمد مرسي إبان عهده، وانتهى التقرير في الأسبوع الأول من يناير 2013".
ولفتت دراسة القيادي الإخواني إلى أن "السيسي بدأ كشوف العذرية بالمتحف المصري بميدان التحرير لإخافة الفتيات والضغط عليهن، كي يعودن إلى بيوتهن ويتركن الميدان" .
وقالت: "سقط 843 شهيدا، وأكثر من 18 ألف جريح برصاص الطرف الثالث (المخابرات الحربية)، وهذا الكلام مسجل بتقرير تقصي الحقائق الذي صدر في يناير 2013 إبان حكم الرئيس مرسي، وتم إخفائه لاحقا" .
وتابعت: "نتيجة ضغط الشارع، وإصرار المتظاهرين والمعتصمين بالتحرير، وباقي الميادين بمختلف المحافظات، اضطر العسكر إلى إعلان مبارك عن تنحيه عن الحكم، ونقل السلطة بشكل مؤقت إلى المجلس العسكري، حتى يهدأ الشارع ويعود الناس إلى بيوتهم رغم ما فعله السيسي في موقعة الجمل التي فشلت على يد الإخوان" .
ونوّهت إلى أنه تمت معاملة مبارك وأولاده معاملة جيدة ومحترمة، نتيجة توصيات من واشنطن وتل أبيب لما له من خدمات جليلة سابقة عند الأمريكان والكيان الصهيوني؛ فتم إخراج مسرحية المحاكمة الشكلية لتهدئة الشارع، حيث أنه تم إيداع مبارك بمستشفى المعادي العسكري، وكان يُؤخذ إلى المحكمة بطائرة هليكوبتر وحراسة مشدّدة حرصا على حياته من الغاضبين" .
ولفتت دراسة القيادي الإخواني إلى أن "السيسي بدأ كشوف العذرية بالمتحف المصري بميدان التحرير لإخافة الفتيات والضغط عليهن، كي يعودن إلى بيوتهن ويتركن الميدان" .
وقالت: "سقط 843 شهيدا، وأكثر من 18 ألف جريح برصاص الطرف الثالث (المخابرات الحربية)، وهذا الكلام مسجل بتقرير تقصي الحقائق الذي صدر في يناير 2013 إبان حكم الرئيس مرسي، وتم إخفائه لاحقا" .
وتابعت: "نتيجة ضغط الشارع، وإصرار المتظاهرين والمعتصمين بالتحرير، وباقي الميادين بمختلف المحافظات، اضطر العسكر إلى إعلان مبارك عن تنحيه عن الحكم، ونقل السلطة بشكل مؤقت إلى المجلس العسكري، حتى يهدأ الشارع ويعود الناس إلى بيوتهم رغم ما فعله السيسي في موقعة الجمل التي فشلت على يد الإخوان" .
ونوّهت إلى أنه تمت معاملة مبارك وأولاده معاملة جيدة ومحترمة، نتيجة توصيات من واشنطن وتل أبيب لما له من خدمات جليلة سابقة عند الأمريكان والكيان الصهيوني؛ فتم إخراج مسرحية المحاكمة الشكلية لتهدئة الشارع، حيث أنه تم إيداع مبارك بمستشفى المعادي العسكري، وكان يُؤخذ إلى المحكمة بطائرة هليكوبتر وحراسة مشدّدة حرصا على حياته من الغاضبين" .
"يسقط حكم العسكر"
وأردفت: "فهم الإخوان، وبعض فئات الشباب، والكنيسة، المؤامرة فبدأوا ينادون بإسقاط حكم العسكر. وكان لابد من رد رادع لهذه المظاهرات والاحتجاجات، وبالأخص عندما تعالت الأصوات للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، وبالفعل تم ردع الألتراس لأنهم تطاولوا على العسكر، وطالبوا في تظاهراتهم مستخدمين ألفاظ قاسية وشتائم بإسقاط حكم العسكر؛ فدبّر السيسي مذبحة استاد بورسعيد ردا على مطالباتهم بإسقاط حكم العسكر".
وقالت: "وعندما تطاولت الكنيسة على العسكر كانت مذبحة ماسبيرو. أما حركة كفاية والليبراليين وغيرهم فكانت أحداث محمد محمود ردعا لهم ثم اتهموا الإخوان بعدها أنهم تخلوا عنهم في محمد محمود" .
وأكدت الدراسة أن "العسكر أحدثوا وقيعة بين كل هؤلاء وبين الإخوان، عندما وجدوا أن الإخوان كان يحذروا العسكر ويتعاملون معهم بشيء من الدهاء فبثوا بروح الفُرقة بين كل أطياف الشباب والإخوان وحركتي 6 أبريل وكفاية، وغيرها، عندما قالوا إن الإخوان تركونا في محمد محمود وماسبيرو لقمة سائغة للعسكر" .
وأشارت إلى أن "الثوار تفرقوا حتى أصبحوا شيعا بعد أن كانوا يدا واحدة في 28 يناير وما بعدها، وهذا أحد انتصارات المخابرات الحربية أو بالأحرى الطرف الثالث، في إطفاء شعلة الثورة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق