تابعت حلقة (2020/6/16) من برنامج "تأملات"، اختلاف التشبيهات للتعبير عن الأكل الكثير، وكذا فصاحة العرب وتمكنهم من اللغة رغم عدم وجود التنقيط والتشكيل آنذاك.
يضرب المثل في الأكل الكثير بالحوت، فيقال "آكل من حوت"، وقدروا أن الحوت الأزرق قد يلتهم في اليوم 400 كلغ من الأسماك. وقالوا أيضا "آكل من رحى"، والرحى حجر الطاعون. وقالوا "آكل من ضرس" وكذلك "آكل من نار".
كان العرب يكتبون اللغة العربية بدون تنقيط أو تشكيل، ولكنهم كانوا يجيدون التمييز بين الكلمات المتشابهة فيقررونها وكأنها منقوطة.
وهناك كتاب نسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد أرسله إلى أحد عماله الذي أتاه جاه ومنصب ونفوذ فاغترّ بنفسه وأصابه الكبر، فكتب إليه علي بدون تشكيل أو نقاط: "غَرَّكَ عِزُّك فَصَارَ قُصَارَ ذَلِكَ ذُلُّك، فَاخْشَ فَاحِشَ فِعْلِكَ فَعَلَّكَ بِهَذا تُهْدا".
في وقت سابق، كان العربي يغضب إذا أرسلت إليه كتابا منقوطا أو مشكولا، فكأنما تتهمه في فهمه، وقد تحدث الشعراوي عن أعرابي لم يكن يعرف القرآن وأعطيت له رقعة بها الآية الكريمة "عذابي أصيب به من أشاء"، فقرأها "عذابي أصيب به من أساء"، فهو وقع قريبا من معنى الآية لأنه من ملكة الأعراب الفصاحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق