الخميس، 25 يونيو 2020

"انكز" سكسونيا يا سيسي يا بطل

"انكز" سكسونيا يا سيسي يا بطل
 أحمد عمر
بالأمس خرج كوماندا مصر، وأعلن، بعد النظر في ساعته الأوميغا، أنّ ظروف شرعية دخول مصر ليبيا دولياً متوافرة في الصيدلية السياسية، ومن غير استمارات "تمرّد" هذه المرة، بل إن الأمم المتحدة ما لبثت أن دعت إلى الهدوء. 
وكان الشاويش "الوسيم" المعجزة قد سمّد الشرعية الدولية المتوافرة بإعلان القاهرة الذي لم يلتفت إليه أحد، وكشف عن أن القاهرة على الحديدة، وكان الإعلان يحتاج رعاية صحية سياسية، لم تتوافر له، بسبب نقص الأسرّة، فمات فور ولادته. 
ورأينا عبد الفتاح السيسي يمشي وحمرة الخجل تعلو خدّيه، وعلى يمينه اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، وعلى يساره رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح، يتقدّمون إلينا، وبينهم مسافة كالتي بين أبطال أفلام الكاوبوي، وهم يمضون إلى مبارزة موت. وكان ينقصهم بعض الريح تلعب بمعاطفهم، ومسدسات على خصورهم، وموسيقى من أجل حفنة دولارات، ثم تقدمَ السيسي، مثل ممثل مبتدئ محتار أين يذهب بيديه اللتين تعوقانه، إلى منصّة إعلان القاهرة. 

لكن كاتب هذه السطور يختلف مع عشرات التحليلات لمحللين، مثل محمد الجوادي الذي أمِلَ أن يعانق الجيشُ المصري الجيشَ الليبي، فهما إخوة، والأمور ليست بالأماني، وليست الحرب الحديثة حرب تلاحم بالسيوف. 

وقال محمد القدوسي إنَّ السيسي لن يحارب إثيوبيا التي حبست نيل مصر في معتقل سد النهضة، وسيحارب في ليبيا، لأن نجاح ثورة ليبيا خطر على زراعة الخضروات التي يقوم بها الجيش العظيم، وعلى صناعة الكعك الاستراتيجي، ويستطيع أن يختلق حادثاً ما فيقتل جنوده، ويظهرهم في حال مأساوية، مشوَّهين في الصحراء وقد مُثّلَ بجثثهم، فتثور ثائرة الإعلام المصري، فيدعو إلى النفير والثأر العظيم.
وقد غضب الأزهر أمس لغضبة السيسي. ولنتذكّر الداعية عمرو خالد، وكان أعلى صوتاً من الأزهر، وهو يخاطب جيش مصر العظيم، ويعضُّ على الكلمات وينهش لحمها، ويفتي، وقد اختلط على الناس الداعية والفقيه والراقصة والشيخ: "ما دام لبست البيادة دي ولبست البدلة دي فأنت بتشتغل عند ربنا"، واستغفر الله لي ولكم، ويا فوز المستغفرين التائبين.
وقد نتوهم أنَّ كعك الشرعية الدولية استوى، بتصريحات عمرو موسى، وأحمد أبو الغيط، والأزهر ضد تركيا، كلها تصريحات محلية، وإن كان سعر الفول والطعمية قد ارتفع، لكن الكلام رخيص. 
وذكر محللون أنَّ جيش مصر عظيم، وقيل إنَّ السيسي طلب خمسة مليارات من أجل عملية في ليبيا لدغدغة حكومة فايز السراج. هي دراهم معدودة، لا تعادل دم مصري واحد يقتل إخوته في ليبيا. 
والمحللون يتكلمون، ويضربون الأخماس بالأسداس، ويدعونه إلى مناجزة إثيوبيا، ومصر هبة النيل، فإذا جفّ النيل حنّطت مصر، وإثيوبيا تهدّد بملء السد، بلا جداول زمنية. وقد وقّع السيسي الاتفاقيات كأنه إثيوبي. 
وما المحادثات بين مصر وإثيوبيا إلا أحاديث سمر في العشيّات، حتى توهمتُ، على خلاف كل المحللين العظام، أنَّ السيسي أصله إثيوبي، ويزعم كثيرون أنَّ أصله عبراني، وعلمنا أن ثمّة موهبة له غير البحث عن كمأة الشرعية الدولية في فصل الجفاف، وهي قدرته على تمييز الخط الأحمر، فسِرت والجفرة خط أحمر، وأمن قومي مصري. 
والرجل زاهد في النيل حتى يحرم الإخوان المسلمين ماءَ الوضوء. 
وتحدث محللون حكماء عن أنَّ السيسي لن يحارب، قالوا هي بالونات اختبار، ويريد من تصريحاته الخشنة رفع السقف التفاوضي، فذكّرونا بسيده العاقل الرمز جمال عبد الناصر الذي غزا اليمن، وهي أبعد من ليبيا، وبالسادات الذي حارب ليبيا، ومدح كثيرون جيش مسافة السكة العظيم طبعاً، ليس لإغاثته الأشقاء، ولا لجمال الخضروات التي يزرعها في البيوت "البالستية"، بل لأنه عظيم، وكعكُه لذيذ.
الرجل سيهرب من ملفات كورونا والجوع والعطش، وقد تساعده إثيوبيا بجرعة ماء، فتصير أختاً مثل إسرائيل. خلافاً لكل أقوال المحللين، أظنُّ أن السيسي سيفعلها، ليس لغبائه، فهو خبيث، وقد دمّر مصر اجتماعياً وسياسياً، فلمَ لا يدمرها عسكرياً؟ هو بانتظار أن تغضي أميركا عن صفارة الإمارات وعلم السعودية على خطَّي التماس. 
كل ما عليه أن ينظر إلى ساعته الأوميغا، ويعلن الساعة الصفر.
"انكز" سكسونيا، يا سيسي، يا بطل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق