الأحد، 28 يونيو 2020

وأبو البخاري لا بواكي له

حسام أبو البخاري لا بواكيَ له





د. علي فريد

فى: 
أجمل ما في حسام أبو البخاري .. حسام أبو البخاري !!
لا شئ في هذا الفتى غير حقيقي !!
مَن عَرَف ظاهره ثم اطلع على باطنه لم يزدد به معرفة !!
هو هو .. ما يقوله ويفعله بين خواصه يقوله ويفعله بين الناس !!
لم أرَ طفلاً في براءته !!
ولا فارساً في شجاعته !!
ولا خصماً في شرفه !!
ولا مناضلاَ في وضوح رؤيته !!
تتفق معه وتختلف .. ثم لا تدري أيحترمكَ أكثر حين الاختلاف أم حين الاتفاق !!
يُذهلكَ حسام بالإنسانية !!
كما يُذهلكَ بالعقائدية !!
لا مجاملة في العقيدة .. ولا تهاون في الإنسانية !!
المعركة ضد (دولة الكنيسة) من أجل وفاء قسطنطين ، وكاميليا شحاتة .. هي هي ذات المعركة ضد (دولة العسكر) من أجل مينا دانيال وضحايا ماسبيرو !!
لا أعرف مجزرةً في الثورة المصرية لم يكن حسام في الصفوف الأولى منها مدافعاً عن أهلها .. حتى لو لم يكونوا من أهله !!
لن يستطيع علماني أو ليبرالي أو يساري أو نصراني في مصر أن يتهم أبا البخاري _ صادقاً _ بالتحيز في المظالم !!
كما لن يستطيع (ثوريٌ بغل) أن يقول : حسام أبو البخاري باعنا في محمد محمود .. أو باعنا في مجلس الوزراء .. أو باعنا في كشف العذرية !!
كان حسام من القلائل الذين استطاعوا التفريق بين (الأخ الظالم) و (الخصم المظلوم) !!
لسانُ حاله يقول : من اعتبرني واعتبرته خصماً ثم وقع عليه ظلم .. فسيراني أمامه أدفع عنه ظلم الظالم .. حتى لو كان الظالم أخي !!
وحين كان (غالب) الثورجية البغال يتقافزون من قناة فضائية إلى قناة فضائية ؛ ليتاجروا بدماء أصحابهم ورفقائهم .. كان حسام أبو البخاري في الشارع مع أصحابهم ورفقائهم الذين ليسوا أصحابه ورفقاءه !!
أغرب وأقرف ما في الأمر .. أن (غالب) هؤلاء يرى حسام الآن خصماً وعدواً لا مكان له سوى ذلك المكان الذي صار _ في هذا الزمن _ حكراً على الإسلاميين : السجن ، أو حبل المشنقة !!
ولأن إحداثيات الواقع في الماضي والحاضر كالكتاب المفتوح يُدركها من أوتي عقلاً وفهماً .. فلم يكن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الوحيد الذي كان يُحسن قراءة الماضي والحاضر ليستشف منه المستقبل !!
حسام كان كذلك !!
وكثرةٌ كاثرةٌ من شباب التيار الإسلامي كانوا كذلك !!
وأنا لا أعرف _ شخصياً _ أحداً من شباب التيار الإسلامي هاجم الإخوان المسلمين وبيَّن أخطاءهم وحذرهم _ صادقاً _ من مغبتها كـ حسام أبو البخاري !!
ولا أعرف _ شخصياً _ أحداً من شباب التيار الإسلامي كان أسبق إلى (رابعة) من حسام أبو البخاري !!
حين قابلته في ( رابعة ) أحببتُ أن أشاكسه كما كان يشاكسني ، فقلت له : من أعاجيب الزمن أن تكون أنت تحديداً هنا الآن !!
فقال لي : بل سيكون من أعاجيب الزمن ألا أكون أنا تحديداً هنا الآن .. أنت تعرف أن هذه نقرة وتلك نقرة !!
لا أدري لماذا تذكرتُ وقتها قولَ الشاعر :
لم أكن من جُناتها عَلِمَ اللهُ
وإني بحرها اليوم صالِ
شرفٌ محض !!
شرفٌ محض !!
كان حسام نَسيجَ وَحْدِهِ _ بين أقرانه _ في هذا الأمر ..
كان نسيجَ وَحْدِهِ بين (صغار البراهمة) الذين غطوا سوأتهم برداء شفافٍ ممزقٍ اسمه : إمامة المتغلب !!
وبين (علمانيي الإسلاميين) الذين (سَافَدَهم) العسكرُ على قارعة الطريق في 30 يونيو ، ثم اغتسلوا من وحل جنابتهم بوحل مصطلحاتٍ مطاطةٍ من قبيل : الأمر الواقع ، وفتح المجال السياسي ، والمعارضة من الداخل .. وغيرها من مصطلحات مقاهي المكلمة التي لا تعني إلا : ( أي حاجة ف كيس بس أبقى رئيس) !!
لم يـندم حسام أو يأسف على علمه بعواقب الأمور!!
لم يكتب : ( للأسف .. كنتُ أعلم ) !!
لقد حَذَّر .. وكَشَفَ .. وقاوم .. وتصدى للانقلاب !!
أما غيره .. فقد ندم لأنه عَلِم .. فتغاضى .. فمهد .. فشاركَ في الانقلاب !!
الآن .. ترتفع الدعوات المطالبة بالحرية لفلان .. والحرية لفلانة ..
ثم لا تسمع اسمَ حسام على ألسنةِ مَن كانت أسماؤهم تتردد على لسانه مطالباً بحقوقهم !!
كان أبو البخاري مع الجميع في مظلومياتهم !!
والآن لا أحد مع أبي البخاري في مظلوميته !!
كُلٌ يبكي على رفقائه .. وأبو البخاري لا بواكيَ له !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق