السبت، 27 يونيو 2020

خطة اليمين الأمريكي لتغيير الإسلام في بلادنا ( 1 / 5 )

خطة اليمين الأمريكي لتغيير الإسلام في بلادنا ( 1 / 5 )

عامر عبد المنعم
الهجوم الأخير على الأزهر جاء من مهندس البترول طارق حجي على قناة On E مع الإعلامي خالد أبو بكر، وتبادل كلاهما الحديث بأسلوب لا يليق عن المؤسسة الدينية في حوار ماكر، معد جيدا، ومقصود منه الاستهزاء والإساءة.
اتهم طارق حجي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأنه لا يؤمن بالدولة المدنية وعدم التجاوب مع سياسة الدولة في تجديد الخطاب الديني، وادعى أن المؤسسة تغولت بعيدا عن رؤية الدولة وأصبحت جزءا من المشكلة وفي حاجة شديدة إلى التغيير!

طالب طارق حجي بوقف تمويل الدولة للأزهر، وزعم أن مصر ليست دولة إسلامية وإنما دولة عصرية بها أغلبية مسلمة! وبمنطق ساذج قال إن المؤسسة الإسلامية أشد خطرا لأنها صاحبة نفوذ أكبر وتخاطب ملايين المصريين كل جمعة من خلال 180 ألف مسجد.

**
خطة اليمين الأمريكي لتغيير الإسلام في بلادنا (2 / 5 )
ورد اسم طارق حجي في تقرير مؤسسة راند الأمريكية عام 2007 بعنوان "بناء شبكات الاعتدال الإسلامي" بوصفه واحدا من مجموعة من العلمانيين والليبراليين والحداثيين الذين يمثلون النواة للشبكات السرية التي ستقود عملية تغيير الإسلام من داخله!
دعت مؤسسة راند التي تعتمد عليها وزارة الدفاع والحكومة الأمريكية في رسم سياساتها في الشرق الأوسط للاستفادة من الخبرة التي اكتسبتها الولايات المتحدة من الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، لاحتواء الإسلام، ولم تفرق بين الشيوعية كأيديولوجيا والإسلام كدين.
ملخص التقرير أن التصور الأمريكي عن تقسيم المسلمين إلى معتدلين ومتطرفين ثبت أنه مضلل، وأن كل التيار الإسلامي متطرف، ينبغي مواجهته بشبكات أطلق عليها "شبكات المسلمين المعتدلين" وهم الذين يؤمنون بالمعايير العالمية وحقوق الانسان الدولية والمساواة بين الجنسين وحرية العقيدة ويرفضون الشريعة الإسلامية.

**
خطة اليمين الأمريكي لتغيير الإسلام في بلادنا (3 / 5 )
وضع تقرير راند معاييرا للاعتدال بالمفهوم الأمريكي، تنطبق فقط على الذين يطعنون في الإسلام، ويشككون في القرآن والسنة، ورصد التمويل اللازم لبناء شبكة عالمية، مع تحقيق السرية للحفاظ على الأعضاء، واستدعاء تجربة المخابرات الأمريكية مع التنظيمات والشخصيات التي تم تجنيدها في الحرب الباردة.
حذر التقرير من خطورة المؤسسات الإسلامية في الشرق الأوسط وأهمها الأزهر في معركة الأفكار، وأشار إلى أن تأثيرها القوي يجعلها تصدر الأفكار لكل العالم، ودعا إلى العمل على تغيير اتجاه الأفكار من الأطراف إلى قلب الشرق الأوسط من خلال طرق عدة منها فرض الأفكار الحداثية على التعليم الديني والسيطرة على الكيانات والمؤسسات لإحداث التغيير المنشود وتحقيق الانتصار على الإسلام كما حدث مع الشيوعية.
حذر التقرير من دور المساجد في التأثير ودعا لحصارها، وأشار إلى أن حجر الأساس لتدشين "الشبكات المعتدلة" يتكون من أساتذة الجامعات العلمانيين والليبراليين الذين يؤثرون في قطاعات واسعة من الطلاب، ومعهم رجال الدين الشبان وفقا للمعايير الأمريكية، وناشطو المجتمع والمجموعات النسائية والصحفيون والكتاب ومحاورو التلفزيونيون.
**

خطة اليمين الأمريكي لتغيير الإسلام في بلادنا (4 / 5 )
في تقرير راند 2007 وفي تقرير راند 2003 الذي صدر بعنوان الإسلام الديمقراطي المدني فإن الرؤية العدائية انتقلت من مواجهة التيارات الجهادية إلى التيارات المتشددة ثم المتطرفة ثم انتهت بالتصدي للتيار الإسلامي العام، ووجدت تأييدا ودعما فاق كل التصورات مع وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض ومجاهرته هو ومساعدوه بالعداء للإسلام ، حيث بدأت السياسة الأمريكية تتبنى أفكار اليمين المتطرف، خاصة مع التغيرات السياسية بالمنطقة العربية وتبني ترامب لقيادات تابعة، تنفذ الأجندة الجديدة ولا تحترم العقائد والثوابت.
يتحدثون عن معركة الأفكار والعقول وهم أبعد ما يكونوا عن المنطق والتفكير السليم، فالمسلمون لديهم عقيدة راسخة لا يهزها جهال لا يجيدون الحديث باللغة العربية، كما أن حملات المشككين في القرآن والسنة ليست جديدة، وسبق أن فشلت كل محاولات الطعن في الإسلام عبر التاريخ.
وقوف ترامب والإدارة الأمريكية بكل ثقلها وراء هذه الأجندة المتطرفة هو الذي يحرك الحملات والفتن التي نراها، والجرأة في الهجوم على الثوابت، ومحاولات التشكيك والتشوية للقيم الإسلامية والتطاول على المؤسسات والرموز والأصول وحتى التاريخ الاسلامي، وافتعال معارك لا نهائية داخل المجتمعات الإسلامية لاستنزافها!
**

خطة اليمين الأمريكي لتغيير الإسلام في بلادنا (5 / 5 )
الشبكات السرية التي أنشأها اليمين الأمريكي في الدول الإسلامية لهدم الإسلام من الداخل كما يتوهمون مصيرها الفشل، حتى لو كانت تساندها دوائر رسمية لأن الدين الإسلامي مكتمل، والقرآن ليس أفكارا يمكن تغييرها، والسنة النبوية ليست وجهات نظر نختلف حولها، كما أن محاولات تقديم تفسيرات جديدة واجتهادات لا يكون من شخصيات معادية أو كارهة أو من شبكات تديرها أصابع خارجية.
لكن السياسة الأمريكية في عهد ترامب التي تسوي بين الإسلام والشيوعية وتفتعل معركة ضد الدين تثير الفتن داخل مجتمعاتنا، وتهدد السلم الأهلي، وتشيع موجة من الكراهية في كل أنحاء العالم ضد منفذيها والمخططين لها، ولا يغريهم تبني بعض القادة في دوائر الحكم لها فإن هذا المكر سيرتد على أصحابه بنتائج وخيمة.
من الجنون استدعاء الأفكار القديمة التي فشلت الحملات الصليبية والحروب الاستباقية في تحقيقها؛ فالأزهر الذي يريدون هدمه وتفكيكه هو الذي يقدم الإسلام الصحيح منذ ألف عام، وهو رمز التسامح الذي يدعو إلى الحوار بين أتباع الأديان.
إن احترام الأزهر احترام لمصر، والإساءة للأزهر إساءة لمصر، لذا لم يعد مقبولا استمرار هذه الاساءات التي تتخفى خلف شعارات كاذبة حول تجديد الخطاب الديني، من أشخاص مدفوعين لاختلاق صراعات حول الدين في بلد مستقر لا توجد به خلافات مذهبية.


عامر عبد المنعم
رابط النسخة الاصلية من التقرير
https://www.rand.org/pubs/monographs/MG574.html

رابط قراءة الدكتور باسم خفاجي للتقرير "استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام" والتي صدرت في سلسلة رؤى معاصرة

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7...

وهذا رابط النسخة العربية للتقرير ترجمها الدكتور إبراهيم عوض

https://www.kutub-pdf.net/downloading/Y9pur3.html...

في التعليق بالاضافة لرابط المقال ورابط تقرير راند عن الشبكات السرية لضرب الإسلام من الداخل، والترجمة العربية له، وقراءة الدكتور باسم خفاجي، نشرت أيضا رابط تقرير راند 2003 بالعربي وترجمه أيضا الدكتور إبراهيم عوض وهو يضيف جديدا بالاضافة إلى محاور خطة مواجهة الإسلام وهو تنظيم الحملات الإعلامية الشرسة لتشويه الرموز الإسلامية حتى لا يكون للمسلمين قدوة، وخطة حصار المسلمين في أوربا وأمريكا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق