الاثنين، 15 يونيو 2020

أفق العشرين... ولمرة واحدة

أفق العشرين... ولمرة واحدة

خواطر صعلوك
     تفاعلت مع المقال السابق والذي كان بعنوان 
« في العشرين... ولمرة واحدة!»... السيدة الرائعة «صاحبة الرحلة»... البنت والحفيدة والأم والزوجة والمربية.

وأحب أن أشارككم رحلتها في عمر العشرين كاملة.
تقول:
في بداية العشرين كنت أماً لطفلة، حرصت على إتمام تعليمي الجامعي، وكنت أعاني من ردة فعل للغزو العراقي الذي أفقدني الثقة بالأمة العربية والإسلامية، فقرّرتُ ألا أعلم ابنتي حتى اللغة العربية.
كنت أملك البيت والسيارة والشاليه... وكنت حريصة على الثقافة والعلم واللغات، وكنت أمتلك الدنيا وأجد أنه من المستحيل أن يعكر صفو حياتي شيء لوجود أبي السند في حياتي.
مارست التجارة في عمر العشرين، وتعلّمت منها دروساً كثيرة... تعلّمت أن الصدقة والزكاة تُوازن المجتمع، فأصبحت من الأمور - ولله الحمد - المتوارثة عندنا.
أيقنت أن المال لا يصلح حال الكثيرين... فهناك مَن يحتاج أخلاقاً وديناً أكثر من حاجته لمال الدنيا كلها... وفي منتصف العشرين هويت إلى القاع بعد وفاة والدي - رحمه الله - ثم ظهرت وجوه مخيفة... وأحاطت بي... أخذت ما يقارب الثلاث سنوات لأعيد ترتيب نفسي وحياتي، معتمدة على الله ثم تذكري لكل حِكمة أو كلمة قالها لي والدي يوماً ما... محاطة بحب جدتي لأمي التي تولت تربيتي في طفولتي، وكانت الحكمة والحنان وتفاصيل لا تسعفها اللغة.
خلال رحلة العشرين عرفت أن الأصدقاء قلة، فالكل يبحث عن مصلحة إلا من رحم الله... تألمت... واندهشت... وتعلّمت.
خلال رحلة العشرين أنجبت ابنتين - ولله الحمد - وحرصت كل الحرص أن أستثمر فيهما ثقافياً وعلمياً ودينياً... ولاحظت أن جرح الغزو بدأ يطيب وأخذت العِبرة منه، وعرفت أن الدين بريء من أناس كثيرة، خلال العشرين عرفت أنّ حب الأب لا مثيل له... وأن حب الزوج إن لم يكن سنداً وكتفاً فهو صحراء كافرة بكل نبات وثمر.
وتعلّمت أكثر أن أساس اختيار الزوج لتكون الحياه ناجحة، يجب أن يبنى على الدين، فالرجل الذي يخاف الله، سيخاف الله في زوجته مهما اختلف معها، لأنه يصادق بود، ويُخاصم بلا عداء... ومَن لا يخاف الله فلن يغنيه أو يرفعه اسم عائلته أو رصيد حسابه.
خلال العشرين تعلّمت أن السفر إلى بلاد مختلفة باب للثقافة والمعرفة، أفضل من الوجود في بلد واحد مدة طويلة.
خلال العشرين أيقنت أن الدين ليس له علاقة بالشكل، إنما هو تعامل وأخلاق وسلوك وممارسة يومية، وليس لي الحق في الحكم على أحد من شكله وليس لأحد الحق أن يحكم عليّ من شكلي، كوني غير محجبة... ثم تعلمت في الثلاثين أكثر من هذا والأربعين أكثر وأكثر وما زلت أتعلّم.
الإمضاء:
صاحبة رحلة
ملاحظة:
شاركنا عزيزي القارئ رحلتك في العشرين... فكما تعلم الحياة ليس فيها سوى «عشرين» واحدة.

@moh1alatwan                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق