الأربعاء، 17 يونيو 2020

في ذكرى وفاته .. آخر كلمات الراحل مرسي: بلادي وإن جارت علىّ عزيزة

في ذكرى وفاته .. آخر كلمات الراحل مرسي: 

بلادي وإن جارت علىّ عزيزة

في مثل هذا اليوم منذ عام، والموافق 17 من يونيو 2019، توفي الرئيس السابق محمد مرسي، أثناء محاكمته إثر نوبة قلبية مفاجئة بحسب ما صرحت به سلطات الانقلاب، بينما حملت جماعة الإخوان المسلمين السلطات مسؤولية وفاته، واعتبرته “شهيدا” جراء ما اعتبرته “إهمالا صحيا”.
شاء القدر أن تكون ذكرى يوم وفاته، هي ذكرى توليه منصب رئيس الجمهورية كأول رئيس مدني منتخب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ليطوي قضاة الظلم صفحة الرئيس الشرعي محمد مرسي، رجل من أطهر من أنجبت مصر وأفضل من حكمها، لتنتقل القضية إلى رب السماوات.
ورفضت السلطات آنذاك قيودا أمنية مشددة على أسرته ورفضت طلبًا من أسرة مرسي بدفنه في مسقط رأسه بقرية العدوة التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية، وفقًا لوصيته بأن يدفن بجوار والدته هناك، وقررت دفنه بمنطقة شرق القاهرة، ومنع انصاره من تشيع جنازته أو الصلاة عليه ولم يسمح إلا لأسرته فقط بالصلاة عليه.
هزت وفاته أركان العالم وخرجت الجموع لتصلي عليه صلاة الغائب في تركيا والقدس وقطر وماليزيا والأردن، ونيويورك وكندا، وغيرها من البلدان، كما تمكن أهل العدوة بالشرقيه مسقط رأسه من الصلاة عليه لتقتحم بعدها قوات أمن الانقلاب القرية وتعتقل عددا من الأهالي.

الأمم المتحدة طالبت بالتحقيق

وأصدرت مقررة الإعدام خارج إطار القانون والاعتقال التعسفي بالأمم المتحدة، أنييس كالامار، تقريرا حول وفاة مرسي، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل وشفاف في ملابسات الوفاة.
وجاء في التقرير أن منظومة السجن المصرية قد تكون أدت بصورة مباشرة لوفاة مرسي، حيث أن ظروفها قد تودي بحياة آلاف المعتقلين، وخلص التقرير إلى أن الوفاة تعتبر قتلا تعسفيا بإقرار الدولة المصرية.
ووصف ظروف احتجاز مرسي بالوحشية وخاصة سنوات اعتقاله الخمس في سجن طرة، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تلقت تحذيرات عدة من أن ظروف احتجاز مرسي قد تقود لوفاته، وأنه لم يحصل على العناية اللازمة كمريض سكر وضغط دم.
وأكد أن مرسي كان يقضي 23 ساعة يوميا في حبس انفرادي ولم يُسمح له بلقاء آخرين أو الحصول على كتب وصحف أو الاستماع للراديو، وأنه أُجبر على النوم على أرضية خرسانية مع غطاء واحد أو اثنين فقط للحماية.

آخر كلماته

كان من آخر الكلمات التي نطق بها مرسي قبل وفاته أثناء محاكمته في القضية المعروفة بالتخابر مع “حماس”، أنه متمسك ببلاده حتى وإن جارت عليه، مؤكدا عدم البوح بأسرار بلاده حتى مماته.
وأكد مرسي أنه “يتعرض للموت المتعمد من قبل سلطات الانقلاب، وإن حالته الصحية تتدهور، وإنه تعرض للإغماء خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة دون علاج أو إسعاف”.
وبحسب مصادر قضائية فإن مرسي طلب التحدث أثناء تلك المحاكمة وأنه تحدث لمدة 20 دقيقة، وأكد أن لديه أسرارا كثيرة، مضيفا أنه لو كشف هذه الأسرار فسيفرج عنه، بيد أنه قال إنه لن يكشفها لأنها ستضر بأمن مصر القومي.
وأضافت أنه بعد دقائق فقط من مداخلته، انهار مرسي داخل القفص الزجاجي، وقال: “حتى الآن لا أرى ما يجري في المحكمة لا أرى المحامي ولا الإعلام ولا المحكمة، وحتى المحامي المنتدب من المحكمة لن يكون لديه معلومات للدفاع عني”.

من هو محمد مرسي

من مواليد عام 1951 في العدوة بمحافظة الشرقية، كان والده فلاحا ووالدته ربة منزل وهو الابن الأكبر لهما وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة، تعلم في مدارس محافظة الشرقية، ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية.
درس الهندسة، وحصل على الماجستير من جامعة القاهرة، ثم على الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة،عمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسًا مساعدًا بجامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذًا مساعدًا في جامعة كاليفورنيا.
تزوج مرسي من نجلاء محمود في 30 نوفمبر 1978، وأنجب منها خمسة أبناء، هم: أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله.
انتمى للإخوان المسلمين فكرًا عام 1977 وتنظيميًا أواخر عام 1979، وعمل عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992، وترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، وانتخابات 2000 ونجح فيها.
انتخب عضوًا في مجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان، وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان، وشغل منصب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد ثورة يناير.
كان عضوا في مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين، وتزعم الكتلة البرلمانية للجماعة من عام 2000 حتى 2005، بينما كانت الجماعة محظورة”، ثم شغل منصب رئيس حزب “الحرية والعدالة”، الذي تشكل بعد ثورة يناير.
وفي عام 2006، دخل مرسي السجن، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، ثم عادت السلطات إلى اعتقاله في يناير عام 2011 بعد أيام من اندلاع الثورة.
لم يكن مرسي مرشح الإخوان الرئيسي في انتخابات 2012 الرئاسية بل كان مرشحاً احتياطياً دفعت به الجماعة بعد استبعاد مرشحها الأساسي خيرت الشاطر، حتى فاز بعد منافسة مع الفريق أحمد شفيق وأعلنت جماعة الإخوان انتهاء عضويته، كما تقدم باستقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة.
لكن، كان العام الذي قضاه مرسي في الرئاسة مليئا بالاضطرابات والأزمات السياسية والاقتصادية، التي تم افتعالها من أجل عرقلته، حيث اختفت السلع الأساسية كالمحروقات من الأسواق، وارتفعت نسب الجريمة في الشوارع.
تم الانقلاب على مرسي في 30 يونيو 2013 واحتجازه في مكان مجهول، بالتزامن مع القبض على قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وظل محتجزاً في قاعدة عسكرية في مكان مجهول حتى ظهر علناً للمرة الأولى مع بدء محاكمته، ولم يعترف بهيئة المحكمة التي حاكمته كما لم يعين فريقاً للدفاع عنه، إنما تولى الدفاع محامون يتابعون الإجراءات القانونية فقط.
عانى العديد من الانتهاكات داخل محبسه فقد منع من زيارة أهله والمحامين طوال الستة أعوام التي قضاها داخل المعتقل، كما كشف هو بنفسه عن تعرضه للعديد من الأمراض كفقد البصر بعينه اليسرى واختلال بوظائف الكبد فضلا عن الإغماءات التي تعرض لها بسبب مرض السكر، ولم توافق إدارة السجن على علاجه على نفقته الخاصة.

هناك تعليقان (2):


  1. في ذكرى وفاته الأولى.. كل التحية والرحمة لأول رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطيا

    ردحذف
  2. "ماذا يمكن لأعدائي أن يفعلوه بي؟! أنا أحمل الجنة في قلبي.. وموتي استشهاد"
    الدكتور محمد مرسي

    ردحذف