حدَثَ في جمهوريةِ ظلمِسْتَان
أ.د/ جابر قميحة
(5)
وفاز ولي العهد بالجواد
اسم الدولة : ظلمُـستانْ
حاكمها الأعلى : بـَهمـان
هو الدستورُ
هو القانونُ
هو السلطانْ
وشعارالدولة : مشنقةٌ
تتدلى من خلف القضبانُ
وسجونٍ سودِ الجدرانْ
الناسُ جياعْ
والفقرُ الضاري في كل مكانْ
ونيوبُ الأمراض الشتَّى
تنهش نـهشا في الأبدانْ
**********
وليُّ العهدِ " هبَّارْيارْ "
فتى الفتيانِ ابن السلطانْ
شبَّههُ الشعبُ بالمنشارْ
" طالعْ واكلْ
نازلْ واكلّْ "
يحبُّ الثروة والتجارْ
أغنى التجارْ
أصحابَ المالِ ... الأرضِ ...
السلطةِ ... والمعمارْ
***********
وذاتْ نهارْ
عاد إلى القصر السلطانيِّ
يقودُ جوادا أشهب
رائعْ ... فاتنْ ... ساحرْ
يا سبحانَ الخالقْ !!!
- ماهذا يا ولدي هباريار ؟ !!
- هذا ـ ياأبتي السلطان ـ جواد
أهدانيه مخيوليارْ
- مخيوليار ؟ ... مخيوليار ؟
- شهبندر تجار الخيلْ
أرقى خيل
يستوردها من مملكة " المُهرستانْ "
بمئات ... وألوف
تُشحن في سفن عملاقة ْ
حتى تصل إلينا في عشرةِ أيامْ
- ياولدي هباريارْ
أنت ولىُّ العهدِ الأبَّـهة المختارْ
وإنك تعلمُ أني عشتُ نظيف اليدْ
نظيفَ القلبْ
أرفض أي هدية ْ
رخُصت ... كانتْ
أو كانت دُرا ونُضارْ
عجبا... يا ولدي!!!
رجلٌ يُهديكَ جوادا
لو بيع لكانَ بثمن ٍ
مائةِ ألفٍ
بالديناراتِ البَهمانية ْ؟؟!!
***********
( في غضب مسعور كالنار
انطلق السلطان بموكبه
وبصحبته هباريار
متجهيْن إلى شهبندر تجار الخيل ... مخيوليارْ
ارتجف الرجل من الخوف
وكاد من الرجفة ينهار ) .
- هل أحلم ؟!
يأتيني تاجُ الوطن وسلطانُ الدنيا
وولي العهد الأعظم هباريار ؟!!
- اسمع يا هذا
إنا بيتٌ لا نقبل شيئا بالمجانْ
وابني هباريار
أعطيتَ جوادا أشهبْ ...
ولقد جئتُ أسدد ثمنهْ
- يا مولاى ... هل تأذن لي
لأقول الحق بلا كذِبٍ ؟؟
في الأسبوع الماضي
استوردتُ من المهرستان
ألفَ جواد بالثمن الفوري
وعليها عشرة ُ
كهدايا بالمجانْ ...
لم أدفع فيها دينارا
- حتى لو صدقتك ... أسأل :
كم كلفك شحنُ الخيل ؟؟
- كلفني شحنُ الواحدِ
بالدينار البهماني ... عشرة
- الحق يقولْ ... والعدلُ يقول : ندفعُ أجرَ الشحْنْ
( السلطان ... يخرج ورقة من ذات المائة...
ويقدمها لمخيوليار ) .
- يا سيدَنا الغالي ... يا سلطانْ
قلت بصدق : كلفني شحن الواحد
بالدينار البهماني ... عشرة
لا زيادة َ... لا نقصانْ
فلماذا تمنحني مائة دينار ؟!
- خذ منها عشرة
وترد الباقي ... تسعين
- ياسيدنا الغالي ... ياسلطان
أنا لا أحمل نقدا سائلْ
... كيف أرد لجلالتكم باقي المائة ؟ !!
- لا ضيرَ إذنْ ... لا ضير إذنْ
الحق يقول ... والعدل يقول :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق