ربيع تبشيري جديد.. |
أ. د. زينب عبد العزيز بينما العالم لا يزال يتخبط مع جائحة كورونا ومشتقاتها، يواصل البابا فرانسيس تضامنه وشراكته مع مبتدعيها، من كبار محركي الراسمالية الأمريكية، معلنا ضرورة فرض التطعيم علي الجميع، أعلنت اسبانيا عن غلق هذا الملف والتعامل مع تلك الجائحة علي أنها "مجرد دور برد عادي"، وأعلن دير سيدة الجليد بجنوب فرنسا عن "غلق أبوابه نهائيا" لتباعد الزوار، وأعلن اليابان تشديد تحذيراته حتي آخر فبراير القادم، كما أعلن بوريس جونصن تمسك إنجلترا بالحذر حتي شهر مارس، بينما تساءل البعض حول الوجود الفعلي للدلتاكُرونا.. ووسط هذا التخبط العالمي الواضح يواصل البابا فرنسيس برنامجه لمحو خطي الإسلام بالتدريج، خطوة خطوة.. فقد انتهز البابا مناسبة عيد الغطاس، في السادس من شهر يناير الحالي، وعيد الغطاس هو اليوم الذي تم فيه تعميد الطفل يسوع وغسله من الخطايا ـ فهذا هو معني ذلك الطقس، ليعلن من مدينة الفاتيكان، في رسالة عامة للكافة، معني "يوم التبشير العالمي"، أي إن الطفل يسوع وُلد مبشرا، وهو العيد الذي سيتم الإحتفال به يوم الأحد 23 أكتوبر 2022 القادم، تحت عنوان: "ستكونون شهدائي". موضحا ان الكنيسة كمجتمع لأتباع المسيح لا رسالة لها إلا تبشير العالم وهي تشهد للمسيح، لأن هوية الكنيسة هي التبشير"! 1 ـ الشهادة للمسيح بالكلمة وبالفعل: أكد البابا علي ان "كل مسيحي في العالم هو أولا وأخيرا مبشر وشاهد للمسيح، إذ أن هوية الكنيسة هي التبشير. والتبشير ليس فعل شخصي وإنما هو فرض على كل مسيحي ومسيحية. مما يستوجب وجود جماعة مسيحية في أي بلد، حتى وإن كانت صغيرة العدد، فهي تستحق القيام بالمهمة حتما. كما يجب أن تكون حياة المبشر مطابقة لما يقوله. لأن حياة المبشر والإعلان عن المسيح وجهان لعملة واحدة". 2 ـ توسيع أفق الإعلان عن النبأ السعيد: ويوضح البابا "ان هذا التبشير سيتم حتى آخر أطراف الأرض. فتلك هي الدعامة الثانية للتبشير. بل حتى الذين يضطرون لهجرة بلدهم الأصلي، فيجب عليهم ألا يكفوا عن الإعلان عن المسيح في البلد الذي يستقبلهم. كما يجب ألا ننسي تبشير المهاجرين". وهو ما يكشف عمّا ينتظر كل مسلم يغادر بلاده استسهالا للقمة العيش أو لحياة أفضل. ثم يوضح البابا كيف ان رسالة الكنيسة هي "أن تتحرك من مكانها لمزيد من الانتشار، وأن تخرج لآفاق جغرافية جديدة لتشهد للمسيح وتؤكد أن حُبه يسع كل الرجال وكل النساء في أي شعب وفي أي ثقافة وفي أي مستوي اجتماعي". أي ان النية على فرض المسيحية على الجميع بأي وسيلة وبأي ثمن هي المطلوب تنفيذه. 3 ـ أن يظل على صلة بالنبع الإلهي: وهنا يبدأ البابا فرانسيس بتوضيح أن كل مبشر سيزداد قوة حينما يحلّ عليه الروح القدس! ذلك لأن الروح القدس يؤكد أنه ما من مسيحي يمكنه الشهادة للمسيح بصورة كاملة وأصيلة بدون وحيّ من الروح القدس ومساعدته. لأن المبشر هو داعي أساسي للرسالة، هو النبع الذي لا ينضب للطاقات الجديدة وفرحة تقاسم حياة المسيح مع الآخرين". وتأتي هذه الرسالة التكليفية لكافة المسيحيين في العالم، بمناسبة أن سنة 2022 تتضمن خمس مناسبات كنسية يري البابا ضرورة الاحتفال بها واتخاذها ذريعة للتبشير طوال العام. وهذه المناسبات هي مرور أربع مائة عام على إنشاء اللجنة المقدسة للدعاية للإيمان والتي أصبح اسمها "جمعية تبشير الشعوب". ثم أضاف البابا بوضوح: "ونأمل أنه مثلما تم في الأربعمائة عام الماضية وتألفت جمعية تبشير الشعوب في أماكن متعددة سنواصل بنور وقوة الروح القدس في تكثيف عملها وتنظيم وتفعيل الأنشطة التبشيرية للكنيسة". ويواصل البابا فرانسيس موضحا: "مثلما تؤكده لنا وثائق مجمع الفاتيكان الثاني، على الكنيسة أن تواصل دوما وإلى أبعد من حدودها لكي تبشر بالمسيح لجميع البشر. ونحن نحتفل بأربع مناسبات أخري هذا العام هي: * ـ إنشاء اللجنة المقدسة لنشر الايمان على أراض جديدة، * ـ إنشاء "جمعية العمل لنشر الايمان" التي أسستها بولين جاريكو منذ مائتي عام، * ـ إنشاء "جمعية أطفال مبشرون". فالأطفال يبشرون الأطفال، * ـ وانشاء "جمعية التبشير" التي أسسها باولو مانّا منذ مائة وخمسون عاما". ثم يوضح البابا كيف إن السادس من يناير، عيد الغطاس، هو أيضا عيد الطفولة المبشرة، واختتم البابا بيانه العالمي بتكرار "حلمه بربيع تبشيري يصل لأبعد أطراف الأرض".. وعبارة آخر أطراف الأرض من العبارات الكنسية القديمة التي كانت تستخدمها أيام إيمانها بأن الأرض مسطحة، واستمرت العبارة رغم كروية الأرض! ولو توقفنا لحظة مع عبارة حلمه بربيع تبشيري حتى أطراف الأرض، لن يغفل أي قارئ الربط بين عبارة "الربيع" في خطاب البابا وفي أحداث أخري عشناها.. ويوضح موقع الفاتيكان أنه قد تم نشر هذه الرسالة بثمانية لغات، مؤكدا في بيانه "أن نموذج الحياة المسيحية والإعلان عن المسيح يتجاوران معا في التبشير. إحداهما تخدم الأخرى، وأنهما الرئتان اللتان تتنفس بهما كل جماعة تبشيرية". ثم حثّهم البابا قائلا: "على كل واحد منكم أن يجد الشجاعة والصراحة وذلك الحماس للمسيحيين الأوائل، لكي يشهد للمسيح بالقول والفعل في كل مجالات الحياة". واختتم البابا فرنسيس رسالته قائلا: "اخواني وأخواتي، سأواصل الحلم بكنيسة مكرسة كلية للتبشير، وبربيع تبشيري لكل الجماعات المسيحية. وأكرر أمنية موسي لشعب الرب علي الطريق: "إذا أمكن الرب أن يجعل كل شعبه شعب من الأنبياء"! نعم، لنكن جميعا في الكنيسة ما نحن عليه فعلا بموجب تعميدنا: أنبياء وشهداء ومبشرين بالرب بقوة الروح القدس، وحتى آخر أطراف الأرض. يا مريم، يا مليكة التبشير، صلي من أجلنا". ولا أستغرب كل هذا الخلط والافتراء، فقد بدأ فعلا تلطيخ جبين المسلمين بوحل التبشير وبناء الكاتدرائيات في أراضي الإسلام والمسلمين.. في أراضي طالب من باركها بحياته وفعله وقوله استنادا الي القرآن الذي بلّغه: ألا يبقي عليها دينان! أستودعكم الله، 11 يناير 2022 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق