دراسة حالة السيسي الطبية!
في كثير من المواقف يبدو #السيسي_عدو_الله كأنه إنسان متخلف عقليا، يحتاج بحق إلى فحص طبي بالفعل.
مثلا في الموقف الشهير الذي قال فيه "أنا لو ينفع أتباع لاتباع"، كان يتكلم بكل الجدية، بينما الكلمة لا يمكن أن يفهمها أحد إلا على سبيل المزاح الثقيل.. يعني إذا عُرض هذا المشهد دون أن نعرف صاحبه ومناسبته، فسنتخيل أنه مقطع كوميدي، ولن يتصور أحد أن رئيس دولة ما كان يرى الحل في بيع الناس بمن فيهم رئيس البلد نفسه لحل مشكلة البلد!!
ومثل ذلك قوله لصحافية: مش هناكل يعني.. مش هناكل، بس نبني بلدنا.. أهم حاجة نبقى كده!!.. انتِ خايفة ليه؟ ده أنا لما اشوفك بتفاءل!!
ومثل ذلك قوله لشاب سأله عن الذين يريدون البقاء في الحكم إلى الأبد، فأجابه ببراءة: ليس هناك من يبقى في الحكم للأبد، لأن كل شخص سيموت!!
انظر إلى براءة الإجابة، كأنه يخبرك عن حكمة عميقة، أو يكتشف اكتشافا جديدا.. كأنما كان السائل لا يعرف أن الحاكم سيموت في نهاية الأمر!!
ومثل ذلك موقفه في المؤتمر الصحافي الشهير مع ماكرون، حين سُئل عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، فقال منفعلا: لماذا لا تسألني عن الصحة؟ ليست لدينا صحة جيدة. لماذا لا تسألني عن التعليم؟ ليس لدينا تعليم جيد. لماذا لا تسألني عن الإسكان؟ ليس لدينا إسكان جيد.
وهذا وحده موقف تنتحر عنده علامات التعجب، فالطبيعي أن الطاغية المجرم حين يريد حرف الأنظار عن جرائمه في القتل والسجن أن يتحدث عن إنجازه في التعليم والصحة والإسكان.. أما هذا، فإنه يعترف على نفسه علنا بأنه لم يفعل شيئا لا في الصحة ولا في التعليم ولا في الإسكان.. مع أنه ينتهك حقوق الإنسان أيضا؟!!
حتى إن نظرات ماكرون له كانت استغرابية، ويلوح لي أنه ظن أن الترجمة خاطئة!! إذ لا يمكن لعاقل أن يقول مثل هذا الكلام!!
ويتكرر نفس هذا الموقف في ختام منتدى الشباب، فقد واجه سؤالا عن حقوق الإنسان، فانطلق يقول ذات الكلام عن أن حقوق الإنسان لا تقتصر على حقوقه السياسية وعلى حرية التعبير بل تشمل أيضا حقه في المسكن والدخل الجيد.. ومع ذلك، فهو يعترف على نفسه بأن الشعب المصري لا يجد ما يتنزه به لأنه لا يجد ما يعيش به حياة الكفاف!!
بعد تسع سنين من التمكين التام، بصحبة أجهزة أمن متوحشة بلا رحمة، وأجهزة إعلام لا تستحيي من الكذب الفاجر، وأنهار أموال تدفقت عليه من الخليج ومن القروض الأجنبية.. بعد هذا كله، يعترف السيسي على نفسه أنه لم يحقق للإنسان في مصر لا صحة ولا تعليم ولا سكن ولا حتى أبقى له كرامته.. فهو يقتلهم ويسجنهم ويعذبهم من أجل حياة ليس فيها معنى الحياة!!
هذه المواقف وحدها ينبغي أن تدفع إلى التفكير في المستوى العقلي لهذا السفاح!! هذه الكلمات التي يقولها لا ينطق بها عاقل.. نحن أمام حالة تتفوق على القذافي الذي كان مضرب المثل في الهذيان والتخريف والتفوه بما لا يُعقل!
فكيف إذا وضعناها إلى جانب مواقف أخرى مناقضة لها تماما؟!!
فالسيسي نفسه يتحدث عن الشعب الذي يكنز الأموال ويخزنها بعيدا عن يد الدولة! ويتحدث عن المليارات التي أصبحت "زي الكوتشينة"، ويتحدث عن إلغاء التموين لكل من استطاع أن يتزوج، فالزواج عنده دليلٌ على الغنى!! ويتحدث عن رفع الدعم عن رغيف الخبز!!
ومؤتمراته شبه اليومية التي تكون على هامش افتتاح ما يسميه مشاريع لا يرى أحد لها ثمرة، هي المؤتمرات التي يؤكد فيها أن البلد في نهوض وصعود وتطور، وأن ما حدث فيها ما كان ممكنا أن يحدث ولو في عشرين سنة، وأن ما أنجزه هو بدون دراسات جدوى لو كان قد نفذه بعد دراسة جدوى ما استطاع تحقيق ربعه أو خمسه!!
السيسي يغني على هذه النغمة نهارا، ثم يواصل فريق إعلامه الغناء عليها ليلا!! في مشهد يشبه تماما مشهد الحكاية الخرافية التي يُروى فيها أن منافقا استطاع أن يقنع الملك أنه قد نسج له ثوبا من خيوط الشمس والقمر، حتى خرج الملك عاريا، والكل يتأمل ويتغنى بجمال ثوبه من الشمس والقمر، لا يجرؤ أحد أن يتحدث عن حقيقة أنه عريان، لولا أن أفسد المشهد رجل مخبول صاح قائلا: إني أرى الملك عاريا!!
السيسي يتحدث عن الفقر بعد يوم واحد من تصريحه أنه أنفق 400 مليار جنيه للخروج بالبلد من متاهة الفقر!
ويتحدث أن المياه التي تصل إلينا من إثيوبيا 10% وأن البلد دخلت مرحلة الفقر المائي، وهو نفسه في مؤتمرات سابقة قال بكل ثقة: بلاش هري، عيشوا حياتكوا، بلدكم في أمان.. وقال قبلها: هو أنا ضيعتكم قبل كده علشان أضيعكم؟!!
وأرجوك -عزيزي القارئ- لا تنسى أهم مشهد في أزمة السد، المشهد الذي يمثل تجسيدا ممتازا للتخلف العقلي.. مشهد "قول والله والله والله.. لن نقوم بأي ضرر.. للمياه في مسر"!!!
وأرجوك لا تنسى أيضا أن هذا الشخص، كما قال هو بنفسه، لديه ثلاثة فلاتر، يعبر عليها كلامه قبل أن يخرج من فمه!!!
الخلاصة أن الوضع يحتاج إلى تفكير حقيقي حول قدرة هذا الشخص على الحكم، ومستوى إدراكه العقلي.. إنه في الموقف الواحد يعبر عن حالة مثيرة للاستغراب.. فإذا جمعنا موقفه هذا مع مواقفه السابقة نرى تناقضا لا يمكن حله..
والمسألة هنا ليس لها علاقة بكونه عميلا أو وطنيا، فحتى العميل يمكنه أن يحقق ما يريده من الضرر بكفاءة، أما هذا فحالة تستحق الدراسة حول طبيعة تفكيره!!
ولا تنس أن هذا الذي يفعل كل ما سبق يرى نفسه قد أوتي فهما نادرا كفهم سليمان، وأنها نعمة اختصه الله بها، وأن الله خلقه طبيبا يستطيع توصيف الحالة، وأنه بلغ في العبقرية حدًّا أن الفلاسفة يستمعون إليه ويوصون به، وأنه قرأ كل مقالات الصحف المصرية منذ كان في التاسعة!!!
قل لي بربك: أليست هذه حالة تستحق أن يعكف عليها الأطباء النفسيون ليدرسوها؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق