التناول القرآني للعوائق التي تواجه الإنسان
ففي يوم أحد تعجب الصحابة مما جرى لهم من انكسار بعد انتصارهم الكبير يوم بدر ونزول الملائكة لمشاركتهم في القتال ضد الكفار ، فنزل القرآن ليجيب على سؤالهم ويزيل تعجبهم ( قل هو من عند أنفسكم )
وتكرر هذا المضمون القرآني في معظم الآيات التي تتناول النوازل التي تصيب المسلم (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) (فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) ( ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) والآيات في هذا الباب كثيرة .
هذا المقصد القرآني يؤسس لفكرة مركزية في حياة المسلم ، ألا وهي فكرة مراجعة النفس ومحاسبة الإنسان لنفسه باستمرار، والتنقيب عن متغيرات قلبه ونفسه وإيمانه ، والوقوف على مواطن الخلل الداخلية قبل المسارعة بإلقاء اللوم عند كل نازلة بمؤامرات الأعداء ، مما يضمن استمرارية التقويم ، وتصحيح المسار ، والبقاء على الطريق الصحيح حتى النهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق