في مثل هذا اليوم القرامطة يستبيحون مكة ويسرقون الحجر الأسود
وقد ملك القرامطة الأحساء والبحرين وعمان وبلاد الشام وحاولوا ملك مصر ففشلوا، واستمرت دولتهم حتى سنة (466)هـ حيث قضى عليها عبيد الله بن علي محمد عبد القيسي بمساعدة ملك شاه السلجوقي .
وأخذت القرامطة تناوئ الدولة العباسية وتحاول الفتك بها، وخاضت ضدها حروبًا كثيرة، تارة سعت بالخيانة، وتارة أخرى أحاطوا بالخلفاء العباسيين الذين كانوا قد بلغوا من الضعف مبلغًا، حتى لم تكن لهم سلطة فعلية، وتجرأت القرامطة على أشرف البقاع؛ الحرم المكي، وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة، وأخذوه إلى بلادهم، وأضعفوا الخلفاء، حتى إنه في خلافة الراضي بالله محمد ابن المقتدر العباسي استولى الروم على عامة الثغور، وقدمت عساكر المعز لدين الله أبي تميم الفاطمي إلى مصر، وانقطعت الدعوة العباسية من مصر والشام .
ومن خيانات القرامطة:
ما فعلوه في سنة (294)هـ، من تعرضهم للحجاج أثناء رجوعهم من مكة بعد أداء المناسك فلقوا القافلة الأولى فقاتلوهم قتالاً شديدًا، فلما رأى القرامطة شدة القافلة في القتال، قال: هل فيكم نائب السلطان؟ فقالوا: ما معنا أحد، فقالوا: فلسنا نريدكم، فاطمأنوا وساروا فلما ساروا، أوقعوا بهم وقتلوهم عن آخرهم.
وتعقبوا قوافل الحجيج قافلة قافلة يعملون فيهم السيف، فقتلوهم عن آخرهم، وجمعوا القتلى كالتل، وأرسلوا خلف الفارين من الحجيج من يبذل لهم الأمان فعندما رجعوا قتلوهم عن آخرهم، وكان نساء القرامطة يطفن بين القتلى يعرضن عليهم الماء، فمن كلمهن قتلنه، فقيل إن عدد القتلى بلغ في هذه الحادثة عشرين ألفا، وهم في كل ذلك يغورون الآبار، ويفسدون ماءها بالجيف والتراب والحجارة، وبلغ من ما نهبوه من الحجيج ألفي ألفي دينار .
خيانة أخرى للقرامطة:
وفي سنة (312)هـ سار أبو طاهر الشيعي القرمطي في عسكر عظيم ليلقى الحجيج في رجوعهم من مكة، فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحجاج، وكان فيها خلق كثير من أهل بغداد، فنهبهم، واتصل الخبر إلى باقي الحجيج، ولكن دونما فائدة فقد باغتهم القرامطة أيضًا، فأوقعوا بهم وأخذوا دوابهم، وما أرادوا من الأمتعة والأموال والنساء والصبيان، وقتلوا من قتلوا وترك الباقون في أماكنهم منهكين فمات أكثرهم جوعًا وعطشا من حر الشمس، وانقلبت بغداد واجتمع حرم المنكوبين إلى حرم المأخوذين، وجعلنا يُنادين القرمطي الصغير أبو طاهر قتل المسلمين في طريق مكة، والقرمطي الكبير ابن الفرات قتل المسلمين ببغداد، وكانت صورة فظيعة شنيعة وكسر العامة منابر الجوامع وسودوا المحاريب يوم الجمعة، وجاء ابن الفرات الوزير الرافضي القرمطي إلى المقتدر الخليفة العباسي ليأخذ رأيه فيما يفعله، فانبسط لسان المقتدر على ابن الفرات، وقال له: الساعة تقول لي أي شيء نصنع، وما هو الرأي؟ بعد أن زعزعت أركان الدولة وعرضتها للزوال بالميل مع كل عدو يظهر, ومكاتبته ومهادنته وإبعادك رجالي إلى الرقة وهم سيوف الدولة، فمن يدفع الآن؟ ومن الذي سلم الناس إلى القرمطي غيرك، لما يجمع بينكما من التشيع والرفض، ولما توجه الخليفة المقتدر إلى الكوفة ليلقى القرامطة قام المحسن ابن الوزير ابن الفرات الشيعي بقتل كل من كان محبوسًا عنده من المصادرين لأنه كان قد أخذ منهم أموالاً، ولما يوصلها إلى المقتدر، فخاف أن يقروا عليه .
وهكذا ترى الخيانة الرافضية الخبيثة، مع ضيوف الله وحجاج بيته الحرام، قتل وسلب ونهب واغتصاب، تجويع وتعطيش، ومثل هذا خيانة الإيرانيين في إحداث بعض التفجيرات في الحرم المكي أثناء أداء المناسك في عام.
وما هذا إلا لأن القوم لا يرون لمكة حرمة، ولا لكعبتها، وإنما عندهم أن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة والمشهد الحسيني أفضل من الكعبة.
وإليك بعض أقوالهم من كتبهم في هذا:
سئل آياتهم العظمى محمد الحسيني الشيرازي في كتابه (الفقه والعقائد) (ص 370) توزيع مكتبة جنان القدير - الكويت:
" يقال إن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة، والسجدة على التربة الحسينية أفضل من السجدة على أرض الحرم فهل هذا صحيح؟
فأجاب الشيرازي: نعم.
وهذا أيضًا آياتهم وعلامتهم السيد العباسي الحسيني الكاشاني يعنون في كتابه (مصابيح الجنان) (ص 360)ط رقم 59- دار الفقه، إيران عنوانًا باسم: "أفضلية كربلاء على سائر البقاع"، فقال: وأما أفضلية كربلاء على سائر البقاع حتى الكعبة فلا شك في أن أرض كربلاء أقدس بقعة في الإسلام، وقد أعطيت حسب النصوص الواردة أكثر مما أعطيت أي أرض أو بقعة أخرى من المزية والشرف فكانت أرض الله المقدسة المباركة، وأرض الله الخاضعة المتواضعة وأرض الله التي في تربتها الشفاء، فإن هذه المزايا وأمثالها التي اجتمعت لكربلاء لم تجتمع لأي بقعة من بقاع الأرض حتى الكعبة .
كما أنهم يرون الذين يحجون البيت الحرام لا حرمة لهم لأنهم يفضلون زيارة قبر الحسين ويرونها تعدل حجة:
ففي كتاب (كامل الزيارات) لأبي القاسم جعفر بن محمد الشيعي ط دار السرور - بيروت 1997 عقد أبوابًا كاملة بخصوص هذه المسألة:
الباب (63): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل عمرة.
الباب (64): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة.
الباب (65): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة وعمرة.
الباب (60): إن زيارة الحسين والأئمة تعدل زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الباب (59): من زار الحسين عليه السلام كمن زار الله في عرشه .
جولة سريعة في التاريخ مع خيانات الشيعة القرامطة:
سنقلب سريعًا في سجلات التاريخ من كتابي (البداية والنهاية)، و(الكامل في التاريخ)، نشير إشارات إلى خيانات القرامطة وعياثهم بالفساد في الأرض وتعقب أهل السنة والخروج على دولتهم ممثلة في الخلافة العباسية.
*"وفيها (311)هـ قصد أبو طاهر القرمطي البصرة فوصلها ليلاً في ألف وسبعمائة رجل فوضع السيف في أهل البصرة وهرب الناس إلى الكلأ وحاربوا القرامطة عشرة أيام فظفر بهم القرامطة وقتلوا خلقًا كثيرًا، وطرح الناس أنفسهم في الماء فغرق أكثرهم وأقام أبو طاهر سبعة عشر يومًا يحمل من البصرة ما يقدر عليه من المال والأمتعة والنساء والصبيان ثم انصرف" .
*"وفي سنة (312)هـ دخل أبو طاهر القرمطي الكوفة.. فخرج إليه واليها جعفر بن ورقاء الشيباني فقاتله واجتمع له أمداد من هنا وهناك، ولكن ظفر بهم القرامطة، وتبعوهم إلى باب الكوفة فانهزم عسكر الخليفة، وأقام أبو طاهر ستة أيام يدخل البلد نهارًا ثم يخرج فيبيت في عسكره، وحمل منها ما قدر على حمله من الأموال والثياب وغير ذلك" .
*"وفي سنة (315)هـ خرج القرامطة نحو الكوفة أيضًا وكانوا ألفًا وخمسمائة، وقيل: كانوا ألفين وسبعمائة، وسيَّر لهم الخليفة العباسي جيشًا كثيفًا نحو ستة آلاف سوى الغلمان، ودارت بينهم وقائع في واسط والأنبار.. وكانت سجالاً وقتل فيها من عسكر الخليفة عدد كثير وانهزموا..
وأصاب الناس الذعر من القرامطة فخرج ناس بأموالهم من بغداد لما سمعوا بتوجه القرامطة إليها" .
*" وفي سنة (316)هـ عاث أبو طاهر القرمطي في الأرض فسادا، فدخل الرحبة وقتل من أهلها خلقًا، وطلب منه أهل قرقيسيا الأمان، فأمنهم وبعث سرياه إلى ما حولها من الأعراب فقتل منهم خلقًا حتى صار الناس إذا سمعوا بذكره يهربون من سماع اسمه، وفرض على الأعراب إتاوة يحملونها إلى هجر - مقر القرامطة - كل سنة؛ عن كل رأس دينارين وعاث في نواحي الموصل فسادًا وفي سنجار ونواحيها، وخرب تلك الديار وقتل وسلب ونهب.. ولما رأى الوزير علي بن عيسى ما يفعله القرامطة في بلاد الإسلام وليس له دافع استعفى من الوزارة لضعف الخليفة وجيشه وعزل نفسه.." .
*" وفي سنة (317)هـ خرج القرامطة إلى مكة في يوم التروية فقاتلوا الحجيج في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تصرع حوله والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام.. وكان الحجيج يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم متعلقون بها.. ولما قضى القرمطي اللعين أبو طاهر أمره وفعل ما فعل بالحجيج؛ أمر بردم بئر زمزم بإلقاء القتلى فيها وهدم قبتها، وأمر بخلع الكعبة ونزع كسوتها عنها وشقها بين أصحابه.. ثم أمر رجلاً من رجاله بأن يقلع الحجر الأسود، فجاء رجل فضربه بمثقل كان في يده وقال أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟
ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة، حتى ردوه في سنة (339)هـ فإنا لله وإنا إليه راجعون" .
بعد هذه الجولة السريعة في فترة زمنية لا تتجاوز الست سنوات بحثًا عن خيانات الشيعة القرامطة.
أرأيت كيف كانت خيانتهم وإفسادهم في الأرض في ديار المسلمين؟
أرأيت كيف كان ذكرهم يثير الذعر والهلع في قلوب الناس؟
أرأيت كيف كانت فعالهم في حجاج بيت الله الحرام.. فعالاً ما فعلها أهل الجاهلية الأولى، الذين كان الرجل منهم إذا رأى قاتل أبيه في الحرم ما اجترأ على أن يسل سيفه من غمده، فضلاً عن أن يقتل ما تعلق بأستار الكعبة ولاذ بالبيت.
إنها فعالاً ما تمكن من مثلها أبرهة النصراني، وما قبلت الحيوانات الأعجمية - الفيلة - أن ترتكبها، فكلما وجهت نحو البيت المشرف لتناله بسوء أعرضت ونأت، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن أجل أن تعرف خطر خيانة الشيعة أذكر لك حادثًا جللا عظيمًا يبين لك أن الشيعة لا يجاهدون الكفار بل نكايتهم في أهل السنة، يقاتلونهم ويمالؤون عليهم، ويترتب على هذا اجتراء أعداء الملة على أهل الإسلام ودياره ذلك الحدث هو:
*" أنه في نفس العام الذي أفسد فيه القرامطة وقاموا بالخروج على الخلافة العباسية سنة (315)هـ، والذي ذكرناه آنفًا حدث أن جاءت الروم إلى ديار المسلمين، ودخلوا بلدة يقال لها سميساط وقاتلوا أهلها وغنموا جميع ما فيها، وضربوا بالناقوس في الجوامع أوقات الصلاة" .
فهل هؤلاء القوم يتصلون من قريب أو بعيد بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إنهم والله كفار زنادقة، تستروا بالإسلام ورفعوا دعاية حب آل البيت، وفعلوا بالإسلام والمسلمين ما فعلوا.
- (1) ((الكامل في التاريخ)) لـ/ابن الأثير (6/ 363).
- (2) انظر ((وجاء دور المجوس)) (1/ 70، 71) لـ /عبد الله محمد الغريب. "علمًا بأن القضاء على القرامطة من الناحية العقائدية، فقد اختلطت بفرق باطنية كالنصيرية والدرزية ولا تزال بعض هذه الأفكار موجودة إلى الآن في بعض بلاد الشام وإيران والهند والقطيف ونجران".
- (3) ((السلوك)) (1/17- 19).
- (4) ((الكامل في التاريخ)) لـ/ابن الأثير (6/ 432، 433).
- (5) ((الكامل في التاريخ)) لـ/ابن الأثير (7/ 312) بتصرف.
- (6) ((حقيقة الشيعة)) ( ص143، 144).
- (7) ((حقيقة الشيعة)) (ص 140).
- (8) ((البداية والنهاية)) (11/147), ((الكامل في التاريخ)) (7/15).
- (9) ((الكامل في التاريخ)) (7/22، 23).
- (10) ((الكامل في التاريخ)) (7/31- 33) بإيجاز.
- (11) ((البداية والنهاية)) (11/157، 158).
- (12) ((البداية والنهاية)) (11/160، 161)، و((الكامل في التاريخ))(7/53، 54).
- (13) ((الكامل في التاريخ)) (7/31)، ((البداية والنهاية)) (11/154، 155).
- (14) خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية لمحمود محمد عبد الرحمن - ص 63
انظر أيضا:
المبحث الأول: عقائد وراء خيانات الشيعة.
المبحث الثاني: خيانات الشيعة لآل البيت.
المبحث الثالث: خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد.
المبحث الرابع: خليفة عباسي يتشيع وتثبت خيانته.
1- نهب مكة على يد القرامطة الشيعة بقيادة (أبو طاهر القرمطي)
أبو طاهر الجنابي القرمطي (توفي في سنة 332 هـ / 944 م) هوهو حاكم للدولة القرامطة في البحرين، وزعيم القرامطة.
اسمه: سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري، (أبو طاهر القرمطي)، نسبته إلى «جنابة» من بلاد فارس.
2- القرامطة فرقة شيعية إسماعيلية ضالة، أقامت دولة إثر ثورة اجتماعية وسياسية ضد الدولة العباسية، وانشقت من باقي الشيعة الإسماعيلية بعد رفضهم إمامة عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية، وأنشأ القرامطة دولتهم في بلاد البحرين (شرق شبه الجزيرة العربية).
3- استغل القرامطة ضعف الدولة العباسية وتفككها لدويلات، وانشغالها بحرب مع ثورة الزنوج، فعاثوا في الأرض فسادًا، وسيطروا على بعض مناطق الجزيرة العربية، وارتكبوا مجازر كبرى، خاصةً في طريق الحجاج، فألغى أهل الشام والعراق الحج لشدة الرعب منهم، وقاموا بمجزرة كبرى في البصرة استمرت 17 يوما، واستباحوا الأموال، واغتصبوا النساء، ثم هاجموا أطراف الشام، وكانوا كلما مروا بقرية سلبوا الأموال، وقتلوا الرجال، واغتصبوا النساء، ثم يحرقون القرية بما فيها ومن فيها أطفال وعجائز.
4- كانت الكارثة الكبرى للقرامطة، عام (317هـ – 930م) حينما أغاروا على المسجد الحرام، وقتلوا من فيه، وسرقوا الحجر الأسود لمدة 22 سنة،
5- قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، وقتلَ حوالي 30 ألفا من الحجاج وأهل مكة الذين حاولوا الدفاع عن الحجر الأسود – حسب تاريخ ابن كثير – واقتلع القرامطة الحجر الأسود، وهم يتضاحكون: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم أرسلوه إلى هَجَر (الهَجَر هو الاسم القديم لمدينة الإحساء السعودية)
6- دخل القرمطي الكعبة على ظهر حصانه ومعه عساكره، وهناك تشبّث الحجاج والعُبّاد والشيوخ والنساء بغطاء الكعبة المشرفة، وفي وسط هذا التدافع البشري في موسم الحج، كانت المذبحة الكبرى، والقرامطة يقتلون ويدوسون كل شيء ببربرية مفجعة، ويصيحون بضحاياهم في سخرية ووحشية: (يا حمير! أليس قلتُم في هذا البيت مَن دخله كان آمنا؟ أين حُرمته الآن)
7- يعلق ابن الجوزي وغيره من المفسّرين على قوله تعالى: “من دخَله كان آمنا” أي من دخل المسجد الحرام فعلى القائمين على هذا البيت تأمين الزوّار والحجّاج والمعتمرين والعمل على راحتهم وعدم التعرض لهم، وقيل آمنا من النار.
8- انتشر نهب القرامطة، وراحوا يقتلون الناس في كل مكان داخل الحرم، وفي طرقات وشوارع مكة، حتى امتلأ البلد الحرام بالجثث، فأمر القرمطي أتباعه بدفن القتلى في ساحة الكعبة، وإلقاء البقية في بئر زمزم، ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل إن أبا طاهر القرمطي اعتبر الكعبة المشرفة والبيت الحرام والطواف به مثل عبادة للأوثان والأصنام، وكان يوبّخ من يقتله من المسلمين بهذا الكلام قبل قتله،
9- وضع القرمطي الحجر الأسود في بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة الآلاف من أهل القطيف
10- ظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة 22 سنة، والناس حول الكعبة يطوفون ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى مصر القرامطة أن يرسل لهم جيشًا إلى الإحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة 339 هجرية
11- يقول الإمام ابن الجوزي: (إن مذهب القرامطة ظاهره الرفض “التشيع” وباطنه الكفر، ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول الإمام المعصوم، وعزل العقول أن تكون مدركة للحق لما يعترضها من الشبهات… هذا مبدأ دعوتهم، ثم إن غاية مقصدهم نقض الشرائع… وقد ثبت عنهم أنهم يقولون بإلهين قديمين.. وكلهم أنكر القيامة.. ثم إنهم يعتقدون استباحة المحظورات، ورفع الحجر… وغرضهم هدم قوانين الشرع)
—يسري الخطيب—–
المصادر:
1- القرامطة (ابن الجوزي)
2- تاريخ المذاهب الإسلامية (محمد أبو زهرة)
3- تاريخ الرسل والملوك (الطبري)
4- الكامل في التاريخ (ابن الأثير)
5- القرامطة (المستشرق الهولندي: ميكال يان دي خويه)
6- كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة (محمد بن مالك الحمادي اليماني)
7ـ تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة (محمد عبد الله عنان)
8- فضائح الباطنية (أبو حامد الغزالي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق