حقبة السامري (5)
فاتن فاروق عبد المنعم
ضد التيار:
الأمة | عاد الكاتب ليؤطر الصورة التي عرضها من قبل ليذكرنا بأن مجموعة النورانيين، مجلس إدارة السامري (المسيخ الدجال) هم الذين قسموا العالم إلى معسكرين متناحرين دائما وأبدا، في ظاهرهما متناقضين فكريا في حين أنهما يقودا مباشرة لمبتغاهم، كي يعبدوا الطريق لعبادة الشيطان أو السامري، لا فرق بينهما، عاد ليذكر من استكان وارتضى الصغار والهزيمة أمام تغولهم بأن الله اصطفى المؤمنين «ليخلصوا أنفسهم بأنفسهم» وأن الله لن ينوب عنا في محاربة الشياطين.
وهي صرخة الكاتب الذي خبر مخططاتهم بوجوب التصدي لهم لإنقاذ البشرية التعيسة من هلاك محقق سيشمل الكل في الدنيا والآخرة.
ورغم أن أمريكا رأسمالية منذ نشأتها ولكن الخلايا الشيوعية كانت تعمل تحت عين قادتها دون وجل،
ولأن الكاتب تعرض لهم بشكل مباشر في كتاباته فقد حاولوا اغتياله مرتين، ودأبهم كما هو إظهار الضحية موتها فجائي في حادث ما بينما الحادث بكامل تفاصيله مدبر.
مملكة السامري:
يقول لينين: «أفضل ثوري هو شاب بلا أخلاق» ولا غرو، كيف يكون في مملكة السامري أخلاق؟!
ها هو لينين يعترف، الأخلاق نقيض فكرهم، وهذا يعني خلو الشيوعية من الأخلاق بينما الأخلاق هي أساس قيام أي حضارة أو أمة،
بل والضامن الوحيد لاستمرارها، ومثله ستالين الذي قال:
«أكثر الأبقار التي تعطي لبنا هي المملوكة للفرد وليست المملوكة للحكومة»
فهل هذا يعد اعتراف بأن الشيوعية ليست إلا جنين سقط؟!
وقال لينين أيضا:
«يجب أن تبدأ كافة الثورات بين صفوف العمال»
العمال فقط دون قيادة رصينة تنظم العمل والصفوف، كي يسهل عليهم التوغل بينهم والتأثير عليهم لإحداث الشغب والفوضى التي تقود الدولة إلى السقوط في أيديهم.
وفي البروتوكولات:
«المدراء الذين سوف نختارهم من صفوف الشعب مع مراعاة صارمة لاستعدادهم الكامل للخدمة الطائعة، لن يكونوا أشخاصا مدربين على فنون الحكم،
وبالتالي سيصبحون بسهولة أحجار شطرنج في أيدي أشخاص ذوي علم وعبقرية ليكونوا مستشاريهم والمتخصصين الذين تم تنشئتهم منذ الصغر ليكونوا مؤهلين لتصريف شؤون العالم بأسره».
ثم يسرد الكاتب كيف أنهم يسخرون الآلاف لخدمة أغراضهم وخططهم دون أن يشعروا أنهم في الهلاك المبين،
لأنهم بأيديهم يخربون بلدانهم من خلال تمرير خطط هؤلاء على مهل،
حيث لا تتضح آثار ما تفعله أيديهم بأحفادهم الذين لن يرونهم، فقط سيقتفون أثر الخراب الذي يغرقهم، وقد بذر بذرته أجدادهم،
ومع الأسف هناك كوارث لا تتضح آثارها إلا بعد حين من موت المتسببين فيها،
وقد سبق هنا أن تعرضنا في مقال سابق كيف أن واحدا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي تقدم بمذكرة عقب الحرب الأهلية بأمريكا يحذر حكومة بلاده من تغول اليهود المرابين في أمريكا وخطورتهم على مستقبلها،
في ذلك الوقت كانت عائلة روتشيلد قد طوقت الدول الأوروبية واحدة بعد الأخرى بالديون
والتي بها تحكمت في اقتصادها وأجبرت حكوماتها على اتباع النظم الاقتصادية التي ابتدعوها والتي تجعلهم عبيدا مكرسين لخدمتهم رغما عنهم، حيث قال هذا النائب نصا:
«إن لم نتصدى لمجموعة المرابين من الآن فغدا سيصبح أبناؤنا خدما يعملون في مزارعهم»
تحقق نبوءته:
الآن أمريكا وكندا في قبضتهم، ويحكمون العالم بقوانينهم، ولا يستطيعوا الفكاك منهم، إنها مملكة السامري الذي كان يعمل على مهل مع مجلس إدارته حتى أخضع الأغيار له صاغرين.
أولئك التابعون لمجلس إدارة السامري، عن قصدية أو جهل أحدثوا الجرائم بأنواعها في المجتمع الأمريكي من سرقة وقتل واغتصاب وانتشار الأسواق السوداء والرذيلة بأنواعها،
والإتاوات التي تفرض على العوام كأنهم ملاك هذه البلاد وانتشار الرشوة والابتزازات بأنواعها والتهريب والتجارة غير المشروعة للقضاء على الاقتصاد،
كي يتمكنوا من السيطرة على الدولة وإخضاعها ويقبضوا هم على عصب الاقتصاد فيتحكمون في كل شيء وبالتبعية سياسة الدولة.
وهم حريصون على نشر الفساد بأنواعه وتدهور الحالة الاقتصادية للبلاد، مما يجعل الأب والأم منهكين، منشغلين،
تاركين الأطفال لمربية أو جليسة أطفال، فلا ينشأوا على تعاليم الدين
التي تصبح بالنسبة إليهم شيء من الماضي الذي لا يجب الالتفات إليه،
والهدف من كل ذلك هو هدم كل احترام تجاه السلطة الأبوية أو الشرعية ومن ثم كراهة سلطة الإله
وعدم الانصياع لتعاليمه فيسهل على النورانيين اقتيادهم ويصبح لديهم جاهزية لتلقي أي فكر مغاير لتعاليم الإله الذي سقطت قداسته في عيونهم منذ نعومة أظافرهم.
فما رأيكم فيما نعاني منه الآن؟ ألم تؤتي خططهم ثمارها؟
ولكن لا نلومن إلا أنفسنا، لأننا لم نلتفت إلى أي رجل رشيد حذر من ذلك بما فيهم وليم جاي كار.
(ما يذكره الكاتب كان في عشرينيات القرن الماضي، فقد عاش مابين 1895م إلى 1959م، وهو من تنقل في عمله بين أمريكا وكندا لذا الكتابة عنده تنطلق من تجربته الشخصية، وبعد اكتمال تجربتي وتمامها فإنني أقول بمليء في أنهم الآن أكثر شراسة وتغول ولكن باحترافية تجعل العوام لا يدركونها)
مما جعل الكاتب يثنى على القراصنة القدامى وأخلاقهم مقارنة بالحاليين (في زمانه) فقال:
«لقد كان القراصنة والمغامرون الذين نهبوا البحار قبالة الساحل الأمريكي قبل مائة عام رجالا محترمين مقارنة مع القراصنة التجاريين والطابور الخامس الذين يجب علينا التعامل معهم اليوم»
مع العلم أن هذا الكاتب الذي كان يعلم أنه مهدد ومطارد واستبعد من المناصب العليا رغم أنه أحق ممن شغلها،
وكثيرا ما حاولوا اغتياله لأنه يفضحهم، غير عابئ بتبعات ما يكتبه،
لا لشيء إلا أنه يتمتع بأخلاق الفرسان، شفيف النفس، تأبى عليه نفسه الرضوخ لشلة النورانيين، مجلس إدارة السامري واستمر في كشف خستهم وخططتهم التي لا تبغي خيرا لسكان هذا الكوكب.
إعلام الرايات الحمر:
ومن أجل وأقوى وسائلهم التي يستخدمونها للتأثير على الرأي العام كي يوجهوا البوصلة إلى حيث يريدون هو «الإعلام»،
هم من يديرون كل الفرقاء، يغذون كل أنواع الصراعات العنصرية والدعوات الانفصالية والأقليات الدينية والطائفية والحسد الطبقي،
حتى تظن كل فئة أن لا ملجأ لهم ولا نصير سوى أولئك المخربون (والذين يجهلون حقيقة آثامهم)،
فيلوذون بهم أخيرا خوفا من مصير مجهول،
ليفوزوا هم بالكعكة ويخسر الفرقاء، كل الفرقاء وهذا ما خططوا له بحرفية، وهم يعترفون صراحة أن:
فسطاط السامري:
«كل مواطن في كل ما يسمى أمة حرة، يرزح تحت نير عبودية اقتصادية بسبب الديون الاقتصادية الآخذة بالازدياد المستمر،
والتي يتم ضمان تسديدها بواسطة حق فرض الضرائب على الناس بشكل مباشر»
المدهش حقا فيما عرضه الكاتب أن هؤلاء هم من يسيطرون على تجارة المخدرات بدءا من زراعتها وحتى التوزيع سواء على الصيدليات أو الباعة،
وهذا لا جديد فيه ولكن الجديد أنهم هم أنفسهم من يحثون الدول على سن القوانين الصارمة للمخدرات،
لأنهم لن يجنوا منها الأموال الطائلة إلا مع السعر العالي الذي لا يتحصلون عليه إلا في ظل قوانين تجرم المخدرات،
وبنفس الطريقة يديرون تجارة الرقيق الأبيض بتسهيل العمل فيه،
والقدرة على جذب أكبر عدد من الفتيات الصغيرات للعمل كمومس وإنجاب أطفال غير شرعيين،
لأن الاتجار في هؤلاء الأطفال عمل آخر يدر عليهم الأموال الطائلة،
وكي لا أطيل عليكم ما من قذارة تشتمون رائحتها في أي بقعة على هذا سطح الكوكب إلا وهم الممول والموجه والمسيطر والمتحكم والداعم لديمومتها،
ومن ثم فقد أصبحوا أثرياء ثراء فاحشا وكونوا بالمال طبقة أرستقراطية جديدة حظيت باحترام المجتمع وقبوله وبذلك يسيطرون على دوائر صنع القرار،
وعن ذلك يقولون في البروتوكولات:
«على أطلال أرستقراطية الأغيار الطبيعية والموروثة، بنينا أرستقراطية طبقتنا المثقفة متوجة بأرستقراطية المال،
ووطدنا المؤهلات اللازمة لهذه الارستقراطية في المال،
وهذا أمره يقع على عاتقنا، وفي المعرفة التي تستقي من عقلائنا الذين وفروا لها القوة الدافعة»
وللحديث بقية إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق