السبت، 22 يناير 2022

حقبة السامري (6)

حقبة السامري (6)

 فاتن فاروق عبد المنعم 

معلوم بالضرورة:

دور مجلس إدارة السامري، تصعيد من يحقق مبتغاهم في الأغيار، وهؤلاء يتصفون بكل ما هو سيء الذكر، كل ما يجعلك تضع على كل منهم ألف علامة استفهام، حتى علامات الاستفهام غالبا لا محل لها من الإعراب، لأنهم سافري الظاهر والباطن، فالسمت والسلوك والمنطق الذي تفيض به قرائحهم مسفر عن سوء منبتهم، وعن العوام الذين خدعوا ببريق النخبة الزائفة المصطنعة على أعينهم يقولون في البروتوكولات:

“إنظروا إلى تلك الحيوانات المخمورة والمصابة بذهول بفعل المسكرات التي يأتي الحق في الإفراط في تناولها مع الحرية، ولا يليق بنا ولا بأبناء جنسنا أن نسلك هذه الدروب، فشعوب الأغيار قد رنحتهم المسكرات وانقلب شبابهم إلى مجانين بالكلاسيكيات (بمعنى التعاليم المهترئة والعتيقة) والمجون المبكر الذي أدخلهم به وكلاؤنا الخاصون….من معلمين وخدم ومربيات في بيوت الأثرياء ورجال الدين وغيرهم، ونساؤنا في أماكن اللهو والفجور التي يرتادها الأغيار، وفي عداد هذا الطراز الأخير أذكر كذلك ما يسمى عادة بسيدات المجتمع المقلدات لغيرهن طوعا في الفساد والترف”

انظروا إلى مدى احتقارهم لعوام البشر وكيف استعبدوهم وقادوهم إلى حتفهم مستغلين غفلتهم وإفراطهم في السذاجة والاستهانة بدور من ذكروهم صراحة بينما هم من يصنعون القيادات التي تعمل تحت إمرتهم في كل مكان

من أجل مميزات من يعملون تحت إمرة مجلس إدارة السامري يقول الكاتب:

“إن السمة الأكثر تميزا للمؤامرة الدولية هي حقيقة أن يتم سرقة المال العام لتوفير أموال لأولئك الذين يخططون لإخضاع الشعب، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من الناس تستلقي باسترخاء بدون أي اكتراث، ولا يفعلون شيئا على الإطلاق لإيقاف هذه اللصوصية القومية والدولية”

اللصوصية الدولية والقومية تقوم من خلال تضافر النظامين معا، الرأسمالي في القمة والشيوعية في القاع، هذا التماهي الفج والصريح لهو الدليل الدامغ على توغل النظامين اللذين تمخض عنهما عقل السامري ليقودا إلى مبتغاه ولا عزاء لاعتناق هذا أو ذاك، ولا يلومن التابعين لهم إلا أنفسهم، كان هذا في بدايات القرن العشرين لإجبار حكومتي أمريكا وكندا بقبول حكومة موحدة تحكم العالم وقد كان، أما الآن فالرأسمالية المتوحشة هي التي تستشري وتخضع الدول حتى التي كانت قطب الشيوعية في السابق (روسيا والصين) بل وأجبرتها على اتباع نفس المنهج، الشيطان يبدع فقط في عقول السذج والمغفلين، لأن مرور خططهم بهذه الحرفية لا يمكن أن يكون من فرط حنكتهم بقدر ماهو من تهاون واستهتار ما يسمونهم الأغيار، لأن كل خطوة تقود لما بعدها وعدم الانتباه المبكر يقود إلى كوارث تستمر لعقود طويلة والتخلص منها لا يكون إلا بدم كثير مراق، دم الأغيار الذين يتم تقديمهم كقربان للشيطان والسامري اللذين لا يشبعان من الدم.

عقيدة عالمية:

عبادة الشيطان، هو ما يطمحون إليه ويبتغونه ويشتغلون عليه، لذا يقولون في البروتوكولات:

“ما هو شكل الحكم الإداري الذي يمكن تقديمه لمجتمعات تجمع فيها الثروات بأساليب مفاجئة ذكية أشبه بالاحتيال، حيث يسود الانحطاط ولا يحتفظ فيها بالأخلاق إلا بتطبيق تدابير جزائية وقوانين قاسية، ولكن ليس من خلال مبادئ مقبولة طوعا، وحيث طمست المشاعر تجاه الدين والوطن من خلال عقائد عالمية؟ أي شكل من أشكال الحكومات يجب تطبيقه في تلك المجتمعات سوى ذلك الاستبداد الذي سوف أصفه لكم فيما بعد؟”

وعن تنامي النظام الشيوعي وتوغله في الدول التي أخذت به بتآمر مجموعة المرابين الدوليين وتحت أعينهم يصف الكاتب مدى الخسة التي دفعت هؤلاء بتدمير اقتصاد هذه الدول من خلال القضاء على الطبقة البرجوازية (أعمدة الرأسمالية الحقيقية التي يستند إليها الحاكم الشرعي في أي بلد) لصعود ذوي الأعمال غير المشروعة الذين يتكسبون من عمليات التهريب والسوق السوداء (التي قال عنها كان يجب أن نقول عليها حمراء، اللون المميز للشيوعية، وليست سوداء)وتجارة المخدرات والرقيق وغيرها من الأعمال المنافية للأخلاق والتي ورطوا فيها عددا من أصحاب المناصب العليا لتنشأ طبقة طفيلية جديدة لا تقيم بأي قيمة دينية أو أخلاقية تحفظ ديمومة الهرم الاجتماعي الطبيعي الذي يعمل على التنامي الحضاري المتصاعد لمجتمع ما، مما يهدد سلامته، بل وتقوده إلى التدمير الحتمي واليأس الذي يدفع هذه الدول دفعا نحو القبول بحكومة واحدة تحكم العالم كله، ما يعني أن مجلس إدارة السامري الذي أبدع النظام الرأسمالي والشيوعي ليقودوهم إلى حكومة العالم الواحدة الخفية التي يترأسها المسيخ الدجال (السامري) لتكون المرحلة الأخيرة أن يغضب غضبته الكبيرة فيخرج بنفسه إلينا ويعلن هو عن نفسه كإله فيفقأ الله عينه ويكتب على جبهته كافر ليقرأها كل مؤمن حتى ولو كان أميا.

(سأكتفي بهذا القدر كي نستمر مع وليم جاي ثم أسهب إن شاء الله عند تناوله من وجهة نظر إسلامية)

وللدلالة على ضلوعهم في المؤامرة التي تقودهم لحكومة واحدة لا تلقى إلا القبول ذكر الكاتب كيف أن عضو في البرلمان بكندا استدعى وزير العدل ليستجوبه بأن وجه له سؤالا مباشرا:

“لماذا سمح للشيوعيين بتشغيل مدارس في كل بلدة ومدينة، يتم فيها تعليم أطفال في عمر غض التخريب وأيدلوجية ماركس الإلحادية المادية؟ كما سأله لماذا تم السماح لهيئة الإذاعة الكندية بتوظيف فنانين ومتحدثين كان غرضهم في الحياة تعزيز خطط الحزب الشيوعي وزيادة قوته؟ فأجاب بأن سياسة بلاده فيما يتعلق بالأمن الداخلي كانت عدم التصادم مع الشيوعيين في الوقت الحالي”

ثم يعقب الكاتب على كلام الوزير أن ما سمح به من تدريس تعاليم ماركس الإلحادية التي درست للأطفال هي التي ستدفعهم للانضمام للحزب الشيوعي عندما يصبحوا شبابا، واعترافه الفج بأن سياسة بلاده لا تنوي الاصطدام مع الشيوعيين والذي من المفترض أن يحجموا أنشطتهم لهي الدليل الدامغ على تواطؤ الحكومة مع المتآمرين الدوليين الذين يتبعون خططا طويلة المدى تحقق لهم مبتغاهم الذي لا يغيب عنهم، أما الأطفال الذين سينضمون للحزب الشيوعي عندما يصبحوا شبابا هم أنفسهم الذين سيتقلدون المناصب ويوجهون الشئون السياسية والاقتصادية كما حدث في أعقاب الثورات بفرنسا وروسيا وأمريكا والمكسيك والصين، كأنهم سرطان يتمدد لا يوقفه أحد.

ظل الكاتب يسهب في كيف أنهم أفسحوا المجال للشيوعين لخدمة أغراضهم، وأوسع أكثر من خمسين صفحة يسرد كيف أفسدوا أمريكا وكندا بالترويج للخمور وليس ذلك فحسب بل الخمور المعالجة بالكحول الصناعي السام بجانبها المخدرات والدفع ببائعات الهوى المصابات بالأمراض التناسلية المعدية، والدرب الذي عبدوه ليبلغوا هذا المرقى هو الرشوة وابتزاز رجال الأعمال والسياسة وذوي المناصب ليوغلوا معهم في مرجل الخسة والدناءة ليضمنوا ديمومة فساد المجتمع لأنهم دون الفساد لا يمكنهم البتة تنفيذ مخططاتهم، والتي كان الكاتب يصف أفعالهم بأنها “ضد تعاليم الرب”، لأنها تسببت في تفكك الأسرة وخلق بشرا كل منهم دائرة مغلقة على نفسه ولا يتوق إلى جو العائلة الكبيرة أو حتى الأسرة الصغيرة، وانتهاك قوانين تكوين هذه الأسرة دينيا، واستبدالها بشكل آخر مغاير مشوه عن الأسرة التقليدية الطبيعية كي يسهل السيطرة على هذا الإنسان البائس الذي سلم لهم مقاليد حياته من المهد إلى اللحد بزعم الحرية، بينما هي الضربة القاضية التي تصيبه في بنيتهه الأخلاقية واحترامه لذاته وآدميته.

الآن لا يمكن تجريم مثل هذه الأفعال في هذه البلاد (بلاد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان) أو على الأقل يتم إعطائها شرعية من الباطن.

هل تعلموا أن هيئة الأمم المتحدة نشأت فكرتها في بيت دعارة بأمريكا، حيث كان هناك سيدة افتتحت فيلا تجلب فيها الفتيات لطالبي المتعة الحرام من علية القوم بأمريكا، رواد هذه الفيلا اتفقوا معا على إنشاء هيئة الأمم المتحدة والتي كانت في بدايتها تسمى بعصبة الأمم التي أنشأت عام 1928م

إنها مملكة السامري التي أقامها على تعاليم الشيطان وإملاءاته، فلا يمكن أن تكون غير ذلك.

وللحديث بقية إن شاء الله








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق