الأربعاء، 2 مارس 2022

أليس من العدل طرد روسيا من مجلس الأمن بعد ماحدث فى سوريا وأوكرانيا ؟

 أليس من العدل طرد روسيا من مجلس الأمن بعد ماحدث فى سوريا وأوكرانيا ؟


بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

1/2/2022

بالنسبة إلى وجود مجلس الأمن من حيث المبدأ فأمرٌ مطعونٌ بعدالته إذ يُنصّب خمس دول لتتحكم في مصائر دول العالم الأخرى، مما يزيد تبعية التابعين، ويحاصر الدول الاستقلالية التي تراعي مصالح شعوبها ولا تخضع لهيمنة الدول الكبرى. فقد تشكّل مجلس الأمن من أميركا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا الآن، وصين تشان كاي تشيك التي ورثتها الصين الشعبية بعد الإطاحة به، ثم الصين الحالية.

تشكلت العضوية الدائمة في مجلس الأمن على أساس معادلة دولية أنتجتها نهاية الحرب العالمية الثانية, وقد أعطت هذه الدول لكل دولة منها حق النقض (الفيتو), الأمر الذي يوجب لتمرير أي قرار يحظى بأغلبية الثلثين أن لا تستخدم إحدى الدول الخمس المحظية هذا الحق.

وبكلمة أخرى تشكلت العضوية الدائمة في مجلس الأمن على أساس معادلة دولية أنتجتها نهاية الحرب العالمية الثانية، أي قبل 55 سنة. وقد أعطت هذه الدول لكل دولة منها حق النقض (الفيتو) بإلغاء أي مشروع قرار من أن يتحوّل إلى قرار دولي حتى لو اجتمع عليه أغلب أعضاء مجلس الأمن الدائمين، والأعضاء غير الدائمين عدا الدولة المعنية التي ستستخدم “حقها” في نقض القرار. الأمر الذي يوجب لتمرير أي قرار يحظى بأغلبية الثلثين أن لا تستخدم إحدى الدول الخمس المحظية حق الفيتو.

بهذا يكون لدينا في هيئة الأمم نظام لا يعكس حتى حالة الوضع الدولي الراهن بسبب تشكّله في ظروف دولية استثنائية كانت فيها غالبية شعوب العالم تحت الاستعمار، أو بلا دولة عضوية في هيئة الأمم المتحدة. الأمر الذي يكشف الوجود الظالم من حيث المبدأ لمجلس الأمن. وهذه حقيقة راحت تتبناها غالبية كبيرة من شعوب العالم منذ نشوء حركة عدم الانحياز وحتى اليوم.

ولهذا يجب أن يُدان وجود مجلس الأمن من حيث أتى، وبصورة مبدئية، ويُنظر إلى قراراته باعتبارها سطواً على الإرادة الدولية، التي يُفترض بالجمعية العامة أن تعبّر عنها وحدها.

أما من الناحية العملية فيتضح أن من غير الممكن اتخاذ قرار في مجلس الأمن تعترض عليه واحدة من الدول الخمس. الأمر الذي يعطّل إرادة غالبية دول العالم. وأصبح الآن يُشكل خطراً على حياة الإنسانية كلها حين تعدّى هذا التعطيل القضايا السياسية ليمتدّ إلى تعطيل أي قرار يتعلق بالبيئة ووقف الكارثة البشرية الشاملة الآتية من التلوث ومن إفساد المناخ واستنفاد المواد الطبيعية الأساسية بسبب نظام استهلاكي لا عقلاني مدمّر.

هذه النقطة الأخيرة تفرض إدانة مجلس الأمن، ومن ثم رفض مبدأ إعطاء حق النقض لخمس دول فقط من دون أن تكون حتى مجتمعة وإنما لأيّة دولة منها.

مجلس الأمن

أدان معظم أعضاء المجلس روسيا لهجومها على أوكرانيا. واتخذ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطوة نادرة باتهام روسيا بخرق ميثاق الأمم المتحدة.

قال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء، إن الحكومة البريطانية منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي، وهي من الأعضاء الدائمين فيه، إثر هجومها على أوكرانيا. وصرح للصحافيين بأن “رئيس الوزراء لم يتخذ موقفاً من ذلك بعد، لكن يمكننا القول إننا نريد عزل روسيا دبلوماسياً، وسندرس كل الخيارات التي تفضي إلى ذلك”.

ومن جانبه، اتّهم شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي روسيا بـ«الإرهاب الجيوسياسي»، وقال، في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي، «ليست أوكرانيا وحدها التي تتعرض للهجوم، بل الهجوم يستهدف أيضاً القانون الدولي والنظام الدولي القائم على قواعد والديموقراطية والكرامة الإنسانية، إنه إرهاب جيوسياسي واضح وبسيط».

جاء ذلك فيما دعت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إلى التضامن الدولي ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الصراع الروسي الأوكراني.

وقالت بيربوك الثلاثاء بعد لقائها مع نظيريها من بولندا وفرنسا في مدينة لودز البولندية: «نريد أن يعلن أكبر عدد ممكن من الدول موقفه ضد حرب بوتين… لنقف معاً من أجل مبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، مؤكدة أن هذا هو مطلب الساعة، وقالت: «لأنه لا يمكن أن يكون من مصلحة أحد أن يهاجم الأقوى جيرانه».

وذكرت بيربوك أن كل دولة في العالم تقريباً لديها جارة أكبر وأقوى، وقالت: «لذلك ليست هناك مصلحة في أي منطقة في العالم أن نقبل الآن لعبة بوتين هذه».

وبعد بيانها، ودعت بيربوك بعناق يغلب عليه المشاعر نظيرها البولندي زبيجنيو راو ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان خلال المؤتمر الصحفي. وتوجهت بيربوك مباشرة إلى نيويورك لحضور الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث من المقرر أن تلقي خطاباً في وقت متأخر من مساء اليوم بتوقيت ألمانيا.

ووصفت بيربوك بصدمة ما يحدث على الحدود الأوكرانية، وقالت: «الأمهات يتركن أزواجهن وراءهن، والأبناء يتركون آباءهم، والصديقات يتركن أصدقاءهن، لأن الرجال يدافعون عن بلادهم»، موضحة أن الأمر لا يتعلق فقط بالمساعدات الإنسانية، بل أيضاً بالمساعدة النفسية، والتي يجب تقديمها الآن سوياً، مشيرة إلى أن لا أحد يصدق الدعاية الروسية، وقالت: «دبابات بوتين لا تجلب الماء، دبابات بوتين بالتأكيد لن تجلب السلام، لا تجلب دبابات بوتين أي طعام أو حتى غذاء لرضع، لكن دبابات بوتين وحدها تجلب المعاناة والدمار».

وذكرت بيربوك أن بوتين «تكهن بأننا سنبتعد عن بعضنا البعض»، مضيفة أن العكس هو الصحيح، وقالت: «لقد اقتربنا من بعضنا البعض بصورة أقوى في هذه الأيام الرهيبة»، مؤكدة أنه سيُجرى الدفاع عن المواطنين في أوكرانيا بصورة مشتركة، «لأننا نعرف ما هو على المحك هناك»، وقالت: «هذا الهجوم يوحدنا معاً».

وأبدت الوزيرة إعجابها العميق بكل أولئك الروس الذين نزلوا إلى الشوارع في بلدهم «لتوضيح: هذه ليست حربنا، إنها حرب رئيس روسيا، رغم علمهم أنه من المحتمل أن يتعرضوا للاعتقال».

كان ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد اتهم بوتين بأنه «دمّر السلام» في أوروبا، وأضاف «بوتين دمّر السلام في أوروبا، والحلف يدين العدوان الوحشي وغير المبرر لأوكرانيا»، متهما بيلاروسيا أيضاً بالسماح بذلك.

وتتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية، الثلاثاء، في مختلف عواصم العالم، لإنهاء صراع الروسي-الأوكراني، إذ يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس استقبال رئيس وزراء لوكسمبورج زافييه بيتل، ظهراً، في برلين، ثم رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، ومن المرجح أن يركز الاجتماعان على الوضع في أوكرانيا والأسواق المالية واحتمالات مزيد من العزلة الدولية للرئيس الروسي.

بوتن دمر السلام فى أوروبا

إتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي في بولندا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «دمّر السلام» في أوروبا.

وأوضح ستولتنبرغ الذي كان برفقة الرئيس البولندي أندريه دودا: «بوتين دمّر السلام في أوروبا، والحلف يدين العدوان الوحشي وغير المبرر لأوكرانيا»، متهما بيلاروسيا أيضا بالسماح بذلك.

وتابع «إن التزامنا بالمادة 5، بند دفاعنا الجماعي (الهجوم على دولة عضو يعتبر هجومًا على جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي) صلب. سنحمي كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي».

من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء القصف الروسي على مدينة خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، بأنه «جريمة حرب»، مشيرًا إلى أن الدفاع عن العاصمة هو الأولوية القصوى.

وقال في بيان في مقطع فيديو «إن القصف على خاركيف هو جريمة حرب. إنه إرهاب دولة من جانب روسيا»، مضيفًا أن «حماية العاصمة اليوم هو الأولوية القصوى للدولة».

هل هناك إمكانية لعزل روسيا من مجلس الأمن؟

حاليا هناك جهد لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دبلوماسياً من خلال تحدي حق روسيا في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أساس أن روسيا حصلت على المقعد من الاتحاد السوفيتي البائد في عام 1991 دون تفويض مناسب.

ويتطلع الدبلوماسيون أيضًا إلى معرفة ما إذا كان هناك أساس لعزل روسيا من رئاسة المجلس. ويتم تداول الرئاسة شهريًا بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، ما يسمح لصاحب المنصب بصياغة جدول أعمال المجلس الشهري ورئاسة اجتماعاته.

وأدان معظم أعضاء المجلس روسيا لهجومها على أوكرانيا. واتخذ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطوة نادرة باتهام روسيا بخرق ميثاق الأمم المتحدة.

وقال السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسيا، في اجتماع ليلة الأربعاء، إن المادة 4 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على أن الأمم المتحدة مفتوحة فقط للدول المحبة للسلام التي تقبل شروط الميثاق. وذكر أن تصرفات روسيا تظهر أنها لا تستطيع الامتثال لتلك الشروط.

لكنه طلب أيضًا من غوتيرش أن يوزع على مجلس الأمن المذكرات القانونية التي كتبها المستشار القانوني للأمم المتحدة بتاريخ 19 ديسمبر 1991 والتي تسمح للاتحاد الروسي بالانضمام إلى مجلس الأمن خلفًا للاتحاد السوفيتي.

وتدعي أوكرانيا أن الجمهوريات المكونة لاتحاد الجمهوريات السوفياتية أعلنت في عام 1991 أن الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودًا، وكان ينبغي أن يكون معها الحق القانوني لأي من هذه الكيانات، بما في ذلك روسيا في الحصول على المقعد وليس فقط روسيا. ولم يُعرض على الجمعية العامة أي قرار بالسماح لروسيا بعضوية مجلس الأمن. ولم يتم تعديل ميثاق الأمم المتحدة أبدًا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. ولا تزال المذكرة تشير إلى الاتحاد السوفيتي، وليس روسيا، كأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وعلى النقيض من ذلك في عام 1991، كان انضمام الصين إلى الأمم المتحدة خاضعًا لقرار. ووضع شرطا للانضمام بالقول إنه يجوز للأمم المتحدة (الجمعية العامة) أن تطرد من عضويتها من ينتهك باستمرار المبادئ الواردة في هذا الميثاق بناءً على توصية من مجلس الأمن.

ويزعم الروس أن أفعالهم في أوكرانيا تتماشى مع البند 51 من الميثاق بدعوى الدفاع عن النفس.

الأمين العام يصعد لهجته ضد روسيا

وقال غوتيرش في بيان مقتضب متلفز يوم الخميس، إن “العملية العسكرية الروسية خاطئة ومخالفة للميثاق وغير مقبولة”، وناشد بوتين مرة أخرى وقف العملية وإعادة القوات إلى روسيا.

ويعمل الوفد الدبلوماسي الروسي بجد للحفاظ على موقف الصين، التي كانت مترددة في التخلي عن روسيا، ولن تدعم أبدًا أي اقتراح بالطرد.

لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن “الإجراءات العدوانية الروسية في أوكرانيا تنطوي على مخاطر على الصين، وليس من مصلحة بكين تأييد صراع مدمر في أوروبا وتحدي مبادئ السيادة وسلامة الأراضي التي تدعي أنها مقدسة”.

وصعد المسؤولون في أوروبا تصريحاتهم ضد روسيا، واعتبرت بريطانيا أن طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي بين «الخيارات» المطروحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق