الأربعاء، 29 يونيو 2022

ثورات الربيع العربي.. بين التناحر الأيديولوجي وسقوط لغة الأرقام

ثورات الربيع العربي.. بين التناحر الأيديولوجي وسقوط لغة الأرقام


هزيمة ثورات الربيع العربي لا يعني موتها وسوء أهدافها، فصوت الباطل دائما أعلى منذ بداية الخليقة، وذلك لحكمة إلهية لا نعلمها، فالحرية قضية حياة، والحياة تفقد كل مقوماتها من دون الأمل الدائم وانتظار الفجر.. وأسباب فشل تلك الثورات كثيرة جدا، أولها عدم الأخذ الكامل بالأسباب، والخيانة، والتناحر الفكري والأيديولوجي، و(الدولة العميقة) التي تتفوق على إبليس نفسه..

– المعروف أن لغة الأرقام هي الأدق والأصح في عالمنا، لكنها تصبح عند البعض (لعبة) حسب أهوائهم، فإذا كان الشيء له، ويأتي على هواه؛ فالرقم يتضاعف ويتضاعف، وتتلقفه وسائل الإعلام، ومع مرو الزمن يصبح تاريخا وتوثيقا، والعكس أيضا بالنسبة لمن يكرهون هذا الشيء الذي يكون ضد رغباتهم ومصالحهم

– وتاريخ الثورات العربية والمصرية، والمبالغة في الأرقام البشرية، مرض تأريخي، بسبب العاطفة أحيانا، ولغة الصحافة ولعبة السياسة في أحايين كثيرة، وهو وباء عالمي، وليس حِكرا على المنطقة العربية كما يتوهم البعض

فالمؤرخ ابن عصره، وليس بالضرورة أن يكون محايدا، والصحف تسير بنبض النظام الحاكم للدولة، وما يريده ويراه

– وفي ثورات مصر خلال العقد الأخير، كانت مبالغات الأرقام دُمية تتقاذفها الأطراف المتناحرة، وقد يرى البعض أنها لعبة مشروعة، وحرب نفسية حاسمة في تلك الصراعات، لكن مع مرور الوقت، وانقشاع الغبار، يظهر المشهد واضحا، وتكون الرؤية هادئة متكاملة، من دون ضجيج، وضغوط شعبية، وعراك أيديولوجي، وتخوين غوغائي

– ساحة عرفات مساحتها 196 ألف متر مربع (والمساحة الكلية للمشعر حوالي 10 كيلو متر مربع)..وتتسع بالكاد لحوالي 3 مليون حاج.

– ميدان التحرير بالمباني الكثيرة التي عليه، مساحته 45 ألف متر مربع فقط (ميدان التحرير + عبد المنعم رياض وساحة عمر مكرم وكوبري قصر النيل والشوارع الجانبية المتفرعة من الميدان: طلعت حرب ومقدمة شارع قصر العيني، والشوارع الصغيرة الأخرى= 80,000 ألف متر مربع) حسب هيئة المساحة المصرية.

– من المعروف أن الفرد يحتاج لمساحة ٧٠ سنتميترًا فى الطول، و40 سنتيمترًا فى العرض، حتى يستطيع أن يقف ويتنفس.. (70 سم × 40 سم)

– مليون فرد (متلاصقين) بجوار بعضهم يحتاجون لمساحة قدرها 280 ألف متر مربع!!

– إذا تجاوزنا المباني الموجودة في ميدان التحرير، وقلنا إن مساحته 45000 متر مربع صافية، فهذه المساحة تستوعب بالكثير 161 ألف فرد!! لذلك فبعد استقطاع المساحات المقامة عليها (مباني سكنية ومصالح حكومية)، نجد أن الميدان لا يتسع بأي حال من الأحوال، لأكثر من 120 ألف فرد، أى 12٪ من المليون!! …

والمصريون يقولون إنه يتسع لـ 30 مليون ثائر.

– (نفس الكلام ينطبق على كل ميادين الثورة في القاهرة والإسكندرية وبقية محافظات مصر، من ثورة 1919م، حتى اليوم…

وللعلم: ميدان التحرير هو أكبر ميدان في مصر)



يسري الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق