تونس ولعبة الكراسي!
سيف الهاجري
في تونس اختفت خلف الواجهات السياسية الوظيفية المؤسسة العسكرية –التي أنشأتها فرنسا قبل ٧٠ عاما- الحاكم الفعلي التي يتحاشى الجميع ذكر دورها الأساسي في المشهد السياسي التونسي!
فالمؤسسة العسكرية هي من استبدلت حركة النهضة وسائر القوى السياسية
التي قبلت باتفاق باريس بين الغنوشي والسبسي ٢٠١٣ بقيس سعيد بعد انتهاء دورها السياسي الوظيفية في احتواء الثورة،
وفتحت المؤسسة العسكرية والدولة الفرانكفونية العميقة المرتبطة بفرنسا الطريق للتغيير السياسي بما يتوافق مع مرحلة ما بعد الثورة المضادة
فجاء قيس سعيد وفق رعاية فرنسية مصرية.
ولذا فما مرحلة قيس سعيد إلا استكمالا لمرحلة حركة النهضة في المحافظة على الهيمنة الفرنسية على تونس واحتواء الثورة باسم الديمقراطية!
وما تباكي الجماعات ونخبها الوظيفية على الديمقراطية في تونس إلا تباك على السلطة التي منحتها إياهم فرنسا وسحبتها منهم،
ولم تكن هذه القوى الوظيفية يوما مع الثورة والحرية والتي باعوها للسبسي في شقة في باريس!
وستحافظ فرنسا على بقاء ولو جزئي لهذه القوى الوظيفية في المشهد السياسي التونسي
لقطع الطريق على أي حراك شعبي ثوري خارج المنظومة الوظيفية الحاكمة كما حدث في عام ٢٠١١!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق