الجمعة، 17 يونيو 2022

القطار الذي ينتظر صاحبه !!

 القطار الذي ينتظر صاحبه !!


الدكتور عبد الهادي البندر

القطار الذي ينتظر صاحبه!!

إنه القطار الذي أنشأه السلطان  عبد الحميد_الثاني حتى يربط العالم الإسلامي كله في سكة واحدة حتى مكة المكرمة.

ثم دمَّرَه "لورانس العرب" ومن معه من الخونة!!

وما زال هذا القطار في وسط الصحراء، ينتظر صاحبه!

حينما كنا أمة واحدة، حين لم يكن هناك حدود بين بلاد المسلمين، ولا تأشيرة دخول..

حينما كنا أمة لا فرق فيها بين عربي أو رومي، أو بربري أو حبشي، او كردي او تركماني 

حين لم يكن يربطنا سوى الإسلام، عليه نوالي ونُعادي.. وعليه نحيا وفي سبيله نموت..

طُرحِت فكرة تربط بلاد هذه الأمة وبعضها البعض، وهي ما عرفت تاريخيًا بـ سكة حديد الحجاز، وهي سكة حديد يمشي بها قطار يربط بين ربوع الأمة الإسلامية، يستطيع راكبه أن يسافر من  مصر إلى الشام إلى مكة والمدينة المنورة، إلى اسطنبول، وإلى الجزائر والمغرب، ... 

ولك أن تتخيل أنها الآن بالفعل مُنفذة  بين بلاد أوروبا..

وذلك في عهد الخليفة العثماني  عبد الحميد_الثاني

وتحديدًا عام 1900م، حيث أصدر قرارًا بالبدء في إنشاء خط حديد الحجاز، فلاقى هذا القرار استحسان الأمة جميعًا..

ونادى الخليفة العثماني يحث كل مسلم على التبرع لهذا المشروع الضخم الذي كان سيتكلف ثمانية ملايين ليرة، وسيقوم عليه خمسة آلاف عامل.

فهب المسلمون من كل حدب وصوب يُلبون النداء، ووصلت التبرعات من مسلمي الصين والملايو والهند ومصر والشام وجميع أرجاء الخلافة حتى وصلت إلى ملايين لا تُحصى من العملات المُختلفة والقطع الذهبية.

وبالفعل تم الانتهاء من البناء عام 1908م.

وتم انطلاق القطار في سعادة غامرة لكل مُسلم مُحب لدينه وأمته، حيث سهّل هذا القطار تواصل الأمة المسلمة، وسهّل وصول الحُجاج إلى بيت الله الحرام وذلك في خمسة أيام فقط!

مع وجود استراحات للركاب في شتى البلاد.

إلى أن تم تدمير هذا القطار والسكة الحديد في الحرب العالمية الأولى عام 1915م، ثم تم بعدها القضاء على الخلافة وتقسيم بلاد المسلمين ووضع الحدود فيما بينهم.

ولا زال القطار ينتظر صاحبه حتى الآن، فمتى يعود؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق