خواطر صعلوك
أسوأ بداية تبدأ بها يومك!
عن تجربة وبدون فلسفة، عزيزي القارئ، أقول لك إن من حسنات الدهر ودعاء أمك لك، أنه بمجرد أن تستيقظ من نومك وتفتح عينك وأنت مازلت على سريرك، أن تفعل كل شيء وأيّ شيء عدا أن تمسك هاتفك وتتصفح السوشال ميديا.
إنها أسوأ بداية من الممكن أن تبدأ بها يومك.
افعل أيّ شيء... اقفز من فراشك، امشِ على رأسك، احذف ثلاث برتقالات في الهواء، امشِ على ثلاثة أصابع واكتم نفسك لمدة خمس ثوانٍ، أو تساءل عن كيفية اختفاء الفراعنة وهل مثلث برمودا موجود أم أنه مجرد وهم، توضأ، صلِ، فكر واستعرض في ذهنك ماذا عليك أن تفعل اليوم، افعل ما يحلو لك عدا أن تبدأ يومك بمطالعة صفحات الشوسال ميديا.
تخبرنا التقارير والدراسات أن مدمن السوشال ميديا يتابع حياة الآخرين وكيف يقضون وقتهم، في الوقت الذي يعيش منعزلاً، وهو ما يتسبّب في شعوره بالغيرة من الآخرين والاكتئاب والقلق المستمر.
يُعاني مدمن مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الأعراض، وتُعد أولى هذه العلامات أن يبدأ يومه عقب الاستيقاظ بتصفح حساباته المختلفة على سائر هذه المواقع.
إن هذا الإدمان، والانعزالية المفرطة، ليست فقط مع الكبار ولكنها أيضاً - وللأسف - مع الأطفال، وقديماً - ليس قديماً جداً- ربما من عشرين أو ثلاثين سنة كانت الأمهات تخرج من النافذة لتصرخ في الأبناء: هيَّا عودوا إلى البيت، أما الآن فالأمهات تترجى أبناءهن أن يلعبوا مع ابن الجيران في الشارع ويتركوا الشاشات عنهم قليلاً.
وكما وعدتك عزيزي القارئ فلن اتفلسف وعن تجربة شخصية فقد أصبحت استيقظ، وأول شيء أفعله ليس التحديق في الهاتف بل هو أن أحدق في السقف مفتوح العينين، راسماً بخيالي كل يوم ولمدة ربع ساعة مستقبلاً مشرقاً للكويت وسمعة طيبة بين الدول والشعوب، وأن يرزقها الله رجال دولة وتشريعاً وتطبيقاً للقانون، لا يتمتعون بضمير مطاطي ومرن بما يكفي لاستيعاب هذا الكم الهائل من التأخير في كل شيء... وأن يتذكروا أن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
فهل تعتقد أن التحديق في السوشال ميديا أفضل؟
قصة قصيرة:
اكتشف لص بعد سرقته سيارة من أمام منزل، أن هناك طفلاً رضيعاً بداخلها، فعاد بالسيارة مسرعاً إلى المكان الذي سرقها منه ليجد الوالدين مذعورين فوبخهما على ترك طفلهما دون رقابة ورعاية واهتمام، ثم أخذ السيارة مرة أخرى وهرب.
Moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق