الأحد، 26 يونيو 2022

الحرم الآمن والتحالف الخائن(٥)

 الحرم الآمن والتحالف الخائن(٥)


عودة نتنياهو المرجحة لقيادة الدولة اليهودية بعد حل الحكومة الإسرائيلية؛ دليل آخر جديد على عزم اليهود على تكوين "حكومة حرب" بالاشتراك مع العرب لمواجهة كبرى ضد إيران على ضفاف الخليج، والهدف ليس فقط منع طهران من امتلاك السلاح النووي بدماء وأرواح وأموال العرب في حرب خليج رابعة؛ بل إن هناك أهدافا أخرى قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى؛ لن يفوت الطامعون المتآمرون فرصها ، وسيعملون على جعل الحرب المتوقعة معبرا لها..
نسأل أن يبطل مايمكرون، و يحيل بينهم وبين مايشتهون..
★.. هذه الاهداف القديمة المتجددة للمشروعات المعادية المتعددة ؛ تضاف إلى أهداف تلك الحرب، وهي تتعلق بجزيرة العرب عامة، وبأرض الحرمين خاصة، وسيفتح المتربصون ملفاتها تباعا بصور متنوعة تحت ضجيج الأحداث المتوقعة.
ومن الأهمية بمكان أن ننبه أو نكرر التنبيه على أن التنافس المحموم بين المشاريع المعادية؛ تتقاطع خطوطه وخططه في عدد من تلك الأهداف المبيتة منذ زمان، والتي تنتظر لحظات المناسبة والإمكان ..
★.. ومن تلك الأهداف التي ينبغي مراقبتها ومتابعتها لمعرفة مسارات الأعداء في تحقيقها ما يأتي :
** أولا : هدف إعادة تقسيم الجزيرة، ضمن بقية مشاريع التقسيم الصهيونية والصليبية المنشورة و المتطورة المعدلة، والتي بدأ الإعلان عنها منذ الستينات الميلادية وما بعدها، وحتى بدايات الألفية الثالثة .
وانظر في ذلك - إن شئت - مقالا لي قديم بعنوان(مشاريع التقسيم بين قادم وقديم) ومقال آخر بعنوان : ( الظل اليهودي وراء مشروعات التقسيم) ..و تجدهما على الشبكة بعنوانهما..
وهما يثبتان أن مسلسل التقسيم بغرض الإضعاف والتقزيم يسير بانتظام من قديم ، بتخطيط اليهود والصليبيين الذين يجري التحالف معهما اليوم.. بحيث لايكاد يستثني قطر عربي من تلك الخطط التي تم تنفيذ بعضها بالفعل على الأرض في ( العراق - السودان ) وبعضها قيد التنفيذ في ( اليمن وسوريا وليبيا ) وبعضها الآخر تدبر لأجله أحداث كبرى لقطع خطوات في الطريق إليه، كما هو الحال في (السعودية ومصر وربما تركيا )..
** ثانيا : هدف تدويل الحرمين، وإخراجهما من الوصاية السنية، مهما كانت شكلية، بدعوى محاربة التشدد والوهابية، وقد يستدعي ذلك مستقبلا إشراك الشيعة والأسرة العلوية الهاشمية، مع بعض الدول ذات النزعة الصوفية والتوجهات العلمانية في إدارة دورية أو مشتركة؛ للحرمين الشريفين..حماهما الله وحفظهما من كيد المشركين ومكر المنافقين.
** ثالثا : هدف استنزاف عائدات الثروة البترولية لدى الدول الخليجية، لقطع الطريق على أي مشروع نهضة مستقبلية، في حال جرت تغييرات إصلاحية جذرية في بعض تلك الدول.. واستدراج بلدان إسلامية أخرى للتطاحن مع إيران وأذنابها، وفي مقدمتها تركيا ،التي توعد بايدن في وعوده الانتخابية بإسقاط رئاستها وتغيير وجهتها ..
** رابعا : تغيير البنية الفكرية لعوام الطائفة السنية في الجزيرة وما حولها، من خلال استثمار نتائج تجفيف منابع المنهجية السنية، علما وعملا، وهو ما يسير حثيثا منذ عدة أعوام، من خلال الاستيلاء على منابر التوجيه في بلاد الحرمين وغيرها، وتشويه المناهج الاسلامية في الجامعات والمدارس وتغييرها .
** خامسا : تكرار استفراغ طاقات الشباب المتحمس في الأمة عن طريق استفزازهم واستنفارهم للإيقاع بهم في محارق جديدة، بلا خطة ولا مشروع، خاصة في حال استشعار الخطر على الحرمين الشريفين، حيث ستتعالى الدعوات الحكومية الرسمية للنفير العام للدفاع عن شرف الإسلام ، كما حدث إبان غزو أفغانستان..
** سادسا : بعد تأمين الدولة اليهودية من المخاطر الوجودية النووية، يستهدف اليهود حرق المراحل نحو تحقيق مشروع ( الولايات المتحدة الإبراهيمية) التي بدأ تطبيقها مع دول الخليج اقتصاديا، وها هي تتطور اليوم عسكريا.. ريثما تصل إلى التنسيق السياسي في شكل اتحاد فيدرالي، على النحو الذي كان يحلم بيريز، والذي بشر به ترامب وصهره اليهودي كوشنار..
أقول : إن حماية جزيرة العرب وأرض الحرمين والقدس والأقصى وكل ديار المسلمين .. حتم لازم وفرض واجب..ولكن هذا لن يتحقق إلا تحت رايات حرة إسلامية ، ذات منهجية مستقيمة ووسطية .. لا تحت رايات غلو ديني أو انحراف علماني،خاصع للعلو اليهودي الصليبي .. أو غير ذلك من الرايات الأخرى العمية الجاهلية..
وبغير هذا لا نصر ولا أمان ولاحماية، لأن الحال سيكون على ماقال الكبير المتعال :
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) } من سورة الحج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق