الخميس، 16 يونيو 2022

حالك حال الناس...!

 حالك حال الناس...!

خواطر صعلوك

9 يونيو 2022 

صباح الخير على «الحجية» التي لخصت وضعنا عندما وقفت في سوق المباركية بملامح كل أم وكل جدة وقالت «اللي ما عنده واسطة بهديرة اشلون يعيش؟»... 

صباح الخير على الشعب الذي انصدم وذُهل فقط لأنه سمع في ساحة الإرادة أحدهم يقول إن راتبه 4 آلاف دينار و«ومو مكفيني»! فاخترق الصمت صوت كويتي من الخلف يقول «يا معود خلنا احنا بس ندفع الإيجار... انا راتبي التقاعدي 600»... 

صباح الخير على الدكاترة والمعلمين والشباب الموظفين المبدعين الذين يعملون في «سستم» خانق وقاتل للإمكانية.

صباح الخير على البيوت الكويتية التي تناقش أسعار الدجاج، والتجار الذين يفضلون أن يضعوا بضاعتهم في السوق وليس في التموين، اسعار القهوة ارتفعت، اسعار الملابس، ارتفاع اسعار مواد البناء...اسعار... اسعار... تجار... تجار... تجار.

صباح الخير على البيوت والدواوين التي تحولت إلى «كورال» يغني خلف المغني ويقف على خشبة مسرح بطول 18 ألف كيلو متر مربع، ولكن لا أحد يصفق لهم بعد انتهاء الحفل، ويأخذ المغني المجد والشاليه والمزرعة، ولا تبقى سوى النغمة في الصدى «اسعار... تجار» !

صباح الخير على آبائنا وأمهاتنا المتقاعدين الذين ينتظرون أرباحهم منذ مدة، وصبروا رغم المتاجرة بإنجاز الوعد، والسخرية منهم.

صباح الخير على «المُهاجر الكويتي» الذي كتب لي «استاذ محمد، هل من الممكن انت تكتب شي عن الكويتيين العايشين بره الكويت، ولا اقصد الذين خارج الكويت بسبب سياسي أو سبب قانوني، أقصد الذين قرروا العيش خارج الكويت بسبب الوضع الاقتصادي أو بسبب عدم قدرتهم على التأقلم داخل الكويت بسبب التدهور المعيشي والتعليمي، عمري حالياً 51 سنة متزوج متقاعد من 12 سنة بسبب خصخصة إحدى الشركات الحكومية، ‏بحثت عن عمل بكذا مكان، مايبون متقاعدين جاني عرض واحد بمعاش 300 دينار من شركة (...)، القطاع الخاص لفيت عليه، حتى بائع سيارات أو بائع بمحل، محد يبي!».

صباح الخير على المواطنة الكويتية المريضة بالسرطان، وتعيش بربع «كلية» ورغم ذلك يسألها المجلس الطبي «تقدرين تروحين الحمام» فتجيب «نعم» فُيكتب في التقرير «مرفوض الإحالة للتقاعد الطبي».

صباح الخير على الأم الموظفة التي تدرس عيالها وتجهز احتياجاتهم وتودعهم في الصباح «الله يحفظكم...لا تغشون في الاختبارات ولا تغششون...الله فوقكم».

وصباح الخير على العم يوسف الغريب، الذي قال لابنه يوماً «حالك حال الناس... شد حيلك».

صباح مليء بالأمل على الأرض التي تود أن تكون أرضاً أخرى يعتليها من يحسنون إليها لا من يطعنون خواصرها حتى بدت وكأنها ستصاب بالشيخوخة.

صباح الخير على الجميع، صباح يشبهكم أيها الرائعون... وقولوا لبعضكم البعض صباح الخير.

وكل يوم وأنتم بخير بلا مناسبة... فأنتم وأنتم فقط من تبقى لهذا الوطن. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق