الجمعة، 17 يونيو 2022

للعلمانية في مصر فرعان

 للعلمانية في مصر فرعان

م.محمد إلهامي 

باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية

لدينا في مصر فرعان للعلمانية: الليبرالية واليسار..

أما الليبرالية فقد حكمونا ما قبل انقلاب يوليو العسكري وتحت الاحتلال الإنجليزي، وكان أفضلهم (حزب الوفد) من سرق ثورة 1919

لتتحول من ثورة حقيقية لطرد الاحتلال إلى مباحثات ومفاوضات استمرت ثلاثين سنة فاشلة،

فيما كانت الأجنحة الليبرالية الأخرى عملاء للاحتلال الإنجليزي يعملون في خدمة المندوب السامي.

وفي عهد الليبرالية نفذ الاحتلال الإنجليزي أخطر مشروع لعلمنة الدول الإسلامية

وتغيير ثقافتها وهويتها حتى قال محمد محمود باشا ببساطة: لا تسألني عن فلسطين، فأنا رئيس وزراء مصر!

اليسار

وأما اليسار فقد جاءنا بعد الانقلاب المشئوم لعبد الناصر، فذهب حتى بهامش الحريات الذي سمح به الاحتلال،

واستطاع دفن مصر في أسوأ فترة في تاريخها كله، لم ينتصر في معركة قط، وتلقى أربعة هزائم كاسحة،

وضاع في عهده السودان وغزة وسيناء، وتأسس حكم العسكر لستين سنة سوداء ما زال أمامنا سنين أخرى لتصحيح مصائبها.

وفي حكم العسكر تجمعت كل شياطين العلمانية: شوه اليسار الفكر والثقافة والهوية والتاريخ بسيطرتهم على منافذ الفكر والصحافة والثقافة، وامتص الرأسماليون دماء الشعب وأكلوا لحمه ثم طحنوا عظامه، ثم شكلوا من تشوه المصالح أجهزة أمنية للحماية والمواجهة وغطاء قضائيا للقمع والقهر بالقانون!

ولهذا يمثل التيار الإسلامي مشكلة لكل هؤلاء:

1- الاحتلال الغربي الذي صنعهم.

2- اليسار الذي احتكر الثقافة.. إعلامها وإصداراتها وصحافتها وأموالها.

3- الرأسمال الذي احتكر الأموال وتضخمت ثورته على جثث الشعب.

4- أجهزة القمع التي اعتادت على الحياة كآلهة مقدسة.

5- القضاء الذي استمد حياته من شريان فاسد يوشك أن ينقطع.

6- والأغبياء الذين يستخفهم كل هؤلاء ولا يدرون ماذا يُفعل بهم وفي حساب من تصب مجهوداتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق