السبت، 18 يونيو 2022

الحرم الآمن .. والتحالف الخائن..(١)

 الحرم الآمن .. والتحالف الخائن..(١)

د.عبدالعزيز كامل


ما يجري هذه الأيام من ترتيبات وتحالفات مريبة وسباقات محمومة، باتجاه إشعال نار حرب إقليمية طائفية (سنية / شيعية) في منطقة الجزيرة العربية، بشراكة أو إدارة إسرائيلية ورعاية أمريكية.. ينبغي أن يوحد الهموم ويستنفر الهمم نحو النظر العلمي والعملي لمواجهة نازلة عظمى وكائنة كبرى يخطط لها منذ عقود ..
★.. كان قد صدر لي كتاب منذ نحو خمسة أعوام بعنوان (حتى لا يستباح الحرم)..حذرت فيه من أن المشروع الشيعي الإيراني الذي يمضي في طريقه منذ أكثر من أربعة عقود دون اعتراض جاد من خلال مشروع سني مواجه.. هذا المشروع الفارسي المدعوم منذ بدايته من المشروع الصهيوني بوجهيه ( اليهودي والصليبي) يستهدف في النهاية تطويق جزيرة العرب من جميع أطرافها، ليصل في النهاية إلى مركزها الأقدس عند سائر المسلمين ،حيث القبلة في مكة المكرمة، وحيث مسجد الرسول ومثواه في المدينة المنورة، إضافة إلى مايسمى عند الرافضة بمراقد الأئمة بجنة البقيع..
★.. مثلما استهدف المشروع اليهودي الصهيوني بأحقاده القدس والاقصى منذ بدأ ؛ فإن استهداف مكة والمدينة بمقدساتهما؛ هو غاية المشروع الفارسي الإيراني الشيعي منذ نشأ.. ويفهم ذلك من خلال استقراء أبعاد ذلك المشروع الاعتقادية والسياسية والاستراتيجيةوالعسكرية والاقتصادية والإعلامية .
★.. من تأمل مسار تلك الأبعاد خلال ما مضى من عقود؛ سيرى أنها تتضافر وتتكامل نحو الوصول إلى هدف واحد مأمول، وهو إعادة الامبراطورية الفارسية، ولكن بنكهة نفاق رافضية، بدعوى التمهيد ل( منتظر آخر الزمان) الخرافي الأسطوري، الذي لا يعادي أنصاره إلا طائفة السنة وأهلها، ولا يطمحون في أي مطمع غير إذلالها وإخضاعها..بدعوى أنها تناصب أهل البيت العداء..!
★.. لذلك تم تمرير هذا المشروع المنسوب زورا للإسلام، دون غيره مما ينسب له من مشروعات أو حركات أو ثورات ، لأنه يستهدف السيطرة على العالم الإسلامي السني في غالبيته من خلال السيطرة على أرض الحرمين الشريفين ، بعد إخضاع حماها الذي يحميها من بلاد أرض النبوات والنبوءات الممتدة من النيل إلى الفرات..
★.. وهذا ماحدث معظمه، بالسيطرة الايرانية على أربع عواصم عربية.. قد يراد للشيعة استكمالها، بإسقاط عواصم أخرى عديدة من خلال تلك الحرب القادمة الإقليمية الجديدة ..التي بدأ بالفعل تشكيل تحالفاتها و تحديد أطرافها وأهدافها..
فاللهم سلم سلم..
يتبع بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق