الشذوذ الجنسي فَرْض بأمر بايدن
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
نشر موقع "media-press-info" الفرنسي يوم، 17/6/2022، أن الرئيس الأمريكي جون بايدن قرر "في منتصف الشهر الحالي المخصص للاحتفال بتكريم الشواذ ومنحهم المزيد من الحقوق، موجها خطابه لكافة القطاعات الفيدرالية، وينص على العمل على حصول الشواذ على مزيد من العناية، بتأكيد التدرجات المثلية"، ونصه:
"اليوم، لكي نؤكد على أهمية شهر الاحتفال بالشواذ، فإن الرئيس بايدن سيوقع على قرار بتنفيذ يؤدي إلى مزيد من المساواة للأشخاص الشواذ، وقد وصلت تنويعاتهم إلى سبعة أنواع حاليا، ويُرمز لهم بعبارة: "LGBTQI+". كما أنه سوف يستقبل العائلات المثلية والمدافعون عنها، والمختارون منهم، وقادة هذه التنويعات السبعة في البيت الأبيض، في حفل استقبال رسمي".
ويأمر القرار الإدارة الأمريكية للتعليم والإدارة الأمريكية للصحة والخدمات العامة، صياغة ونشر نماذج سياسات للقيام بحصار الدول التي تقاوم نظرية الچندر. وتعني هذه العبارة الأخيرة: حق الإنسان في أن يختار "النوع الذي يود أن يكون عليه"، وترفض أن تتقاسم الطالبات المراحيض وخزانات الملابس مع الرجال الذين يطلقون على أنفسهم أنهم نساء"!
وهو نفس الموضوع الذي حاولوا فرضه على مصر سنة 1995، في مؤتمر عام تحت العنوان التمويهي: "مؤتمر المرأة والسكان". وقد رفض فضيلة الإمام الأكبر أنداك، الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، قبول أو التوقيع على مطالب الوثيقة. وقد تناولت هذه الواقعة في عدة مقالات آنذاك..
كما يكلف القرار أيضا الحكومة الإتحادية "بتقديم الحماية اللازمة لمنع التفرقة العنصرية ضد الشواذ بأنواعهم في قانون الحماية الأسرية". وهو ما يعني مستقبلا اعتراضات جديدة ضد المنظمات الدينية وإصرارها على رفض وضع الأطفال في سكن مع أب وأم غير من أنجبوهم. وكذلك العمل على جمع معطيات فيدرالية موسعة حول التوجهات الجنسية وهوّية الچندر".
وقد صدر القرار بناء عل الموافقة المسبقة وبلا أي تحفظ من جانب إدارة بايدن بالنسبة للأطفال "الذين يمرون بمرحلة انتقالية"، أي من نوع الي نوع، التي تم التعبير عنها في الوثائق التي نشرها مكتب الشئون الخاصة بالشعب في الإدارة الأمريكية للصحة الشبكة الوطنية للضغط النفسي للأطفال وإدارة خدمات المدمنين والصحة العقلية.
وفي شهر إبريل الماضي أكدت چين بساكي، الملحقة الصحفية للبيت الأبيض: "أن كل جمعية طبية كبري عليها أن تقر بأن العناية بالصحة التي تؤكد نوع الطفل، بالنسبة للأطفال الشواذ، هي خير ممارسة، ويمكنهم عمليا إنقاذ حياة الكثيرين". ويوضح كاتب المقال قائلا: "أي إن السيد بايجن قد أقر ممارسات مجحفة ضارة بالنسبة للأطفال".
ثم يضيف كاتبا: أنه توجد الكثير من الكتابات العلمية التي تؤكد على أنه إذا زاد الخلط بين الأنواع أن يعطي شيء من الرضا للمريض. فعلي المدي البعيد عادة هو ما يفشل في الإفلات من رد فعل قد يدفعه إلى الانتحار، لأن الإصرار على تأكيد كلمة "النوع" قد يؤدي إلى استبعاد الانتباه عن فحص مشاكل أخري يمكنها أن تؤدي إلى ردود فعل ذهنية أو عاطفية لمن يعانون في المرحلة الانتقالية من نوع لنوع والتي عادة ما تصاحبها أعراض نفسية ثانوية.
واضافة إلى كل هذه المشكلات فإن بعض خبراء خارجيين عن الكيان الطبي يحذرون من ان خلط الأجناس بمعاونة العمليات الجراحية أو الكيماوية تفرض خسائر لا يمكن الرجوع فيها بالنسبة للأطفال، مثل عدم الخصوبة، أو تغيير جنسي للوظائف الجنسية للبالغين، والحد من نفس حياة الفرد، اضافة إلى أن كمّ الأشخاص المحتجزين في مصحات، بناء على التغيير الجسدي الذي تعرضوا له، بغض الطرف عن كونهم يتراجعون عن موقفهم عندما يبلغون. فهناك دراسات تؤكد ان أكثر من 80 % من الأطفال يعانون من الاضطراب الناجم عن تغيير النوع، يُحتجزون في نهاية سن البلوغ إلا لو تم الاعتداء عليهم أحد البالغين..
وتقول إحدى المتحولات السابقات، ميشيل آلليڤا، بمساندة الدراسات التي تواكب التحول للذين يعانون من نقص المتابعة لفترة طويلة، فإن الندم لذي يعانون منه أثناء فترة التحول ناجم عن نقص متابعة الأطباء لحالاتهم. وكأن الموضوع الأساس وتغيير خلق الله ليس هو السبب!
وبغض الطرف عن التفاصيل المقززة لهذا الجُرم الفاضح، الذي يخالف شرع الله سبحانه وتعاله في خلقه بكل المقاييس، فلو نظرنا بوضوح الي المقصود أو إلى الهدف الواضح لتدمير للإنسان، لذلك الإنسان الذي خلقه ربي خليفة له لعمارة الأرض، لوجدنا أن المقصود من هذا الدمار الشيطاني هو المساس بجوهر الإسلام نفسه والعمل على اقتلاعه بأي ثمن.
وأكثر ما هالني من قراءة هذا الخبر، ذلك الصمت الذي لاحظته على وسائل الإعلام العربية المسلمة. فقد تخيلت أثناء قراءته أنه ما أن انتهي من محتواه والبحث عن ردود الأفعال وفحواها حتى صُدمت بجدار الصمت الذي تعجز الكلمات عن وصفه. فالخبر من جزآن: الاحتفال بالشواذ ومنحهم مزيدا من الحرية والاعتراف الدولي، ومتابعة البلدان التي ترفض هذا الشذوذ.
ومن الناحية الدينية ومتابعة الأحداث في السنين والشهور بل والقرون الماضية لوجدنا أن راية الشواذ قد ارتفعت لتعلوا وترفرف أعلي قمة الصليب فوق الكنيسة، بل وتفترش ساحة الفاتيكان والشوارع بطولها وعرضها اثناء المسيرات المؤيدة لهذا البلاء. ولم يعد أحد يجهل أن أصل هذا البلاء في الغرب، هو القرار الذي أصدره البابا سنة 306، بفرض العزوبية على القساوسة حفاظا على أموال الكنيسة وعدم انتقالها الي المجتمع المدني عند وفاة القس. وأن القس ما ان يدخل الكهنوت الكنسي فذلك يعني أنه قد تزوج الكنسية، وأنه ليس من حقه خيانتها، مثله مثل السيد المسيح الذي زوجوه الكنيسة لتنفيذ هذه الجريمة!
وكل ما تم نشره حول هذا الموضوع، حتى القضايا التي تم رفعها على الكنيسة أو على الفاتيكان لم تخفت أصداؤها بعد، وليس التقرير الرسمي للسيد سوڤيه ببعيد والذي أوضح فيه مئات الآلاف من الضحايا في الكنائس على مر السنوات القريبة فحسب. ويرتفع الرقم الي الملايين من الضحايا لو أضفنا ضحايا كنائس كل البلدان في العالم.
فهل يفيق المسلون، كلا في مجاله، ويتصدون لذلك الطوفان القادم رسميا وبقرار من رئيس الولايات المتحدة، التي سادت العالم في الحقبة الأخيرة بفضل تواطؤ البلدان المسلمة معها، أم سينساقون في مجاري ذلك الخزي الفاضح؟
زينب عبد العزيز
19 يونيو 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق