السبت، 18 يونيو 2022

الحرم الآمن .. والتحالف الخائن..(٢)

 الحرم الآمن .. والتحالف الخائن..(٢)

د.عبدالعزيز كامل


.. قد يبدو التساؤل غريبا.. عن أطماع إيران في إخضاع موطن الحرمين الشريفين لسلطانها واستباحتها لمقدساتها عن طريق أذرعها في العراق واليمن والشام وبلدان الخليج .. لكن قياس ما يكون على ما قد كان من مكر ومؤامرات الأمريكان ؛ يوجب أن يكون هذا التساؤل وارادا على الألسنة ومترددا على الأسماع ..
★ خلفيات التخوف من ذلك مأخوذة من أن أحداث السنوات الأخيرة تشير إلى أن أمريكا انتهت إلى أن الصين تمثل خطرا وجوديا عليها وعلى أمنها القومي، وأن بكين وحلفاءها تتجه بقوة إلى منافسة واشنطن وعملاءها على زعامة العالم، وأن تنين الصين يستعين في صعوده بضخامة اقتصاده و التوسع الاستراتيجي لحلفائه، وبخاصة روسيا وإيران، وهو ما جعل الأمريكان يتجهون بكل جبروتهم نحو مواجهة ذلك التنين الزاحف، لتكسير المستطاع من أنيابه الروسية، ومخالبه الإيرانية، وقطع الطريق على مسارات أطماعه المستقبلية في المياه الدافئة ، من خلال حروب الوكالة التي استمرأها رعاة البقر..
★..بدأت المواجهة غير المباشرة بالفعل من خلال الخطة الأمريكية لإقصاء قيصر الروس (بوتين) بتوريطه في أوكرانيا، وهاهي أمريكا بصدد كسر الفرس بإقحامهم في حرب خليجية رابعة، يوقد نارها اليهود ،ويقودون استمرارها حتى يحرقوا بها مراحل من خططهم ومشروعاتهم ، وبخاصة تلك المتعلقة بصفقة القرن، التي يجري تحويلها إلى مشروع (الولايات المتحدة الإبراهيمية) المعروف سابقا بمشروع ( إسرائيل الكبرى) ..
★.. شيعة الفرس بدورهم لن يجدوا - في حال اندلاع الحرب - أهدافا أرغب ولا أقرب إلى خدمة أهدافهم البعيدة من استهداف دول الجوار القريبة، المطلة على ضفاف الخليج ، حيث الأغلبيات الشيعية والثروات النفطية، التي يسيل لها لعاب الآيات الشيطانية في طهران ، بذات الدرجة التي يهيم بالغوص في لججها طغاة الأمريكان..
ولذلك فإن معركة تكسير عظام بين الفرس والروم تدق طبولها، وقد تمتد فصولها، ولا مكان لها غير أرض العرب، كما جرت بذلك عادتهما عبر التاريخ..
★.. اخشى ما نخشاه..أن الذين أضاعوا القدس وسلموا بغداد وفرطوا في صنعاء من أجلاف الأعراب، والذين تهاونوا في إنقاذ دمشق وبيروت من أحلاف العلمانيين ؛ قوميين وليبراليين.. سيكونون أول من يفر إذا اشتد الكر وحمي الوطيس؛ في حال تعرض أرض الحرمين للعدوان الإيراني باسم رد العدوان الإسرائيلي ..
★.. الأمة وحدها مدعوة بدعاتها وعلمائها ومفكريها وكل رجالها وشبابها إلى التخلي عن السلبية القاتلة التي أوصلتها إلى تلك الأوضاع المزرية التي سمحت ل " ولاة أمرها " بتسليم دهاة اليهود وعتاة النصارى مفاتيح إدارة صراعاتها والدفاع عن مقدساتها ومقدراتها ؛ في جيش (عربي/ إسرائيلي) موحد ، يجعل علم السعودية الأخضر يرفرف بجوار علم إسرائيل الأزرق ..!
وهو ما جعل بايدن - قصم الله ظهره - يرتب بعد طول امتناع؛ لزيارة " تاريخية" للمملكة السعودية ؛ لبدء فعاليات الحلف غير المقدس الجديد..بين علمانيي العرب و متديني اليهود..!
{وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق