برنامج مشروع إحياء الأمة.. الملامح العامة للبرنامج
هذا المسطور في متن هذا المقال برنامج مشروع إحياء الأمة.. الملامح العامة للبرنامج، أرجو أن أكون قد وفقت في رصده بشكل يُبنى عليه:
1– زرعُ عقيدة التوحيد الخالص، التي أتى بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، دون زيادةٍ ولا نقصانٍ، ولا شططٍ ولا تزمتٍ، ولا تساهلٍ ولا تفلتٍ، ولا تفريطٍ ولا إفراطٍ، وترسيخُها في قلوب الناس.
2- إدراكُ معنى شهادة (لا إله إلا الله ) بشكلٍ صحيحٍ، دون تحريفٍ ولا تصحيفٍ، وأنه الركنُ الأولُ من أركان الإسلام، والتي تعني أنه لا معبودَ بحقٍ، إلا اللهُ تعالى، في كل نواحي شؤون الحياة السياسية، والاجتماعية، والأسرية، والتعليم، والقضاء، وسواها من شؤون الحياة كلها.
3- فاللهُ تعالى لم يخلقْ العبادَ، ويرميهم في الأرض، وينعمُ عليهم النعمَ الكثيرةَ، ويتكفلُ برزقهم، ثم تأتي آلهةٌ أخرى، فتضعُ لهم تشريعاً، وقانوناً، ودستوراً غير الذي وضعه، وتطلبُ منهم أن يعبدوها من دون الله.. وكأن اللهَ الذي يخلقُ، وغيرُه يحكمُ، ويُشرعُ، ويُنظِّمُ حياةَ الخلق!! تلك قسمةٌ ضيزى.. لا تصحُ في مفهوم العقل ولا المنطق.
4- إذ إن أيَ حاكمٍ بشري في الأرض، لا يرتضي أن يقوم نوابُه، أو أيُ حاكم آخر، بوضع قانون مخالف للذي وضعه، ويطلبون من الناس اتباعه!! فكيف بالخالق المنعم الرازق، أن يرتضي، أن يضع أحدٌ من عبيده، قانوناً، ويطلب من الناس اتباعه، ونبذ قانون الله؟!
لا إله إلا الله
5- ولتحقيقِ شهادةُ (لا إله إلا الله)؛ يتطلبُ
أولاً: ألا يُعبدَ إلا اللهُ وحدَه.
وثانياً: أن يُعبدَ بالطريقة التي أمر بها، وليس حسب الهوى والمزاج البشري.
6- التأكيدُ على أن هذا الركنَ، هو الركنُ الأولُ، والأهمُ في الإسلام. فإذا صلُحَ هذا الركنُ، واستقر في القلب، وتعششَ فيه، وتم تطبيقُه بشكل كامل، صلُحت بقيةُ الأركان.
7- أما إذا حصلَ خللٌ في هذا الركن، ولم يطبقْ حسب مرادِ الله، فسدت بقيةُ الأركان. ولا قيمةَ لها البتة،
لأن فسادَ الركن الأول، قد يقودُ إلى الشركِ بالله، وحينما يحصلُ هذا الشركُ، فلا فائدةَ تُرجى من تطبيق بقية الأركان.
8- إفهامُ الناس مدلولَ شهادة التوحيد، وهو إعلانُ الدينونة الكاملة، والمطلقة لله في العقيدة، وفي التشريع، وليس في العقيدة، والطقوس التعبدية.
9- فلا تشريعَ يحكمُ حياة البشر، إلا تشريعُ الله. ومن لا يرتضي حكمَ الله، في جميع شؤون حياته.. فليس من المسلمين، ولو أدى الطقوس التعبدية كاملةً.
10- تبيانُ أن العودةَ للدخول في الإسلام من جديدٍ، والتمسكَ به، والحرصَ عليه، والتشبثَ بأحكامه، ونظامه،
الذي ما جاء إلا ليكون هدى للناس، ونوراً يُضيء لهم طريق الحياة..
هو الخطوة التالية بعد الإقرار بشهادة (لا إله إلا الله ) للانطلاق نحو إحياء الأمة، وبعثها من جديد.
هذه هي مقدمةُ هذا المشروع الجبار، العظيم، والخطوطُ العريضةُ له..
كيفية تحقيق هذا البرنامج
1- قراءة كتاب الله تعالى، بطريقة مختلفة كل الاختلاف عن الطرق التقليدية، والكلاسيكية الباردة، والجامدة، والميتة التي يتبعها معلمو حفظ القرآن.
2- لا نريد حفظ كتاب الله، في الصدور، ولا في العقول، ولا في الذاكرة الخلفية للعقل الباطن، وإنما نريد حفظه في ذاكرة العقل الواعي، المُدرك، المُتفهم، الناشط، الحي، وفي التطبيق العملي في الحياة.
3- نريد من الذين يقرؤون القرآن؛ أن يَفهموا، ويَعوا، ويُدركوا مغزى الآيات التي قرأوها، وماذا تريد منهم، وماذا تطلب منهم، من أعمال، ليطبقوها فوراً وفي الحال.
4- وإذا لم يتم فهم الآيات بشكل صحيح، وكما يريده اللهُ، وليس كما يريده الشيطانُ، ويريده الهوى، والمزاجُ الشخصي..
يُستعان بالاطلاع على التفاسير الكثيرة المتنوعة، والمتوفرة بسهولة على الشبكة.
وخير كتاب حركي، وعملي، وحديث، وجديد، ويتماشى مع الفطرة البشرية،
ومدرك لقضايا الأمة في حياتها العامة، ويلبي طموحاتها، ويبث فيها روح العزة، والكرامة، وروح القوة، والاستعلاء على الطواغيت،
وعلى أتباعهم، وعبيدهم.. وقد كتبه صاحبه بدمه، واستُشهِدَ في سبيله، هو ( في ظلال القرآن ) لسيد قطب رحمه الله تعالى.
السيرة النبوية
5- قراءةُ الأحاديث الشريفة، والاطلاعُ على السيرة النبوية العطرة، بشكل معمق، وبشكل يؤدي إلى استنباط العبر، والمواعظ، والحكم -سواء كان في العهد المكي، أم في العهد المدني-.
6- الاطلاعُ على أسرار الغزوات، وعلى كيفية حدوثها، ونتائجها الرائعة، المدهشة، العظيمة، الناجحة،
والتي عملت على ترسيخ أركان الدولة المسلمة، وتثبيت جذورها في الأرض.
دراسةُ أسرار الصراع العنيف
7- دراسةُ أسرار الصراع العنيف، الذي نشب بين المسلمين – عقب هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة – وبين المنافقين، وبني يهود.
8- دراسةُ الطريقة المنهجية، العملية للعلاج الرباني، لهذه الصراعات بين المسلمين من جهة، وبين المنافقين، وبني يهود من جهة أخرى؛
للاقتداء بها، والاستنارة بهديها، في كيفية علاج هذا الصراع، الذي لا يزال مستمراً إلى يومنا هذا.
9- دراسةُ أسباب حروب الردة، التي نشأت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،
والتي كانت بسبب إنكار فرض واحد فقط -وهو الزكاة-
مما جعلهم مرتدين، كفرة.. يجب قتالهم، وبالتالي، وجوب عدم التساهل في هذا الأمر،
أو التنازل عنه، في نشوء مرتدين جدد في وقتنا الحاضر، ينكرون أي فرض من فروض الإسلام.
دراسةٌ سريعةٌ للفتوحات الإسلامية
10- دراسةٌ سريعةٌ للفتوحات الإسلامية، وكيف تم مهاجمة دولتي الفرس والروم في وقت واحد، وتحطيمهما..
مما يقطع الطريق على المثبطين والمُخذِّلين، والمستكينين، والقائلين كيف نفتح جبهة واحدة مع كل قوى العالم؟!
فالمسلمون فتحوا جبهة واحدة مع كل العالم، وانتصروا عليهم أيما انتصار، حينما اعتصموا بحبل الله،
والتزموا بأمر الله (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) الأنفال 60.
(وقاتلوهم حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدينُ كلُه للهِ ) الأنفال 39.
11- القيام بالتعبئة العامة، والشحن المستمر، والتحريض المتواصل على القتال في سبيل الله، وبث روح القوة، والعزة في النفوس؛
لكي تستيقظ النفوس من السبات العميق الذي هي عليه الآن، وتذكيرهم بأنهم الأعلون إن كانوا مؤمنين،
كما قال تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كنْتُمْ مؤْمِنِينَ (١٣٩)﴾ آل عمران.
بالجهاد تستعيد الأمة عزها
12- إقرار أنه بالجهاد، تستعيدُ الأمةُ عزها، وأمجادها، كما جاء في الحديث الحسن عن أبي بكر الصديق (ما ترك قومٌ الجهادَ إلَّا عمَّهم اللهُ بالعذابِ)
ووزرع، وغرس مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بسواه، أذلنا الله) في القلوب، وفي العقول، وحمل الناس على الجهاد في سبيل الله حملاً.
13- إقرار، وزرع عقيدة – أنه لا تزهر شجرةُ الحرية، ولا تثمر شجرةُ الحق، إلا إذا ارتوت من الدماء – في نفوس الأمة،
كما قال أحمد شوقي:
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا …إِذا الأَحرارُ لَم يسقواوَيَسقوا
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ … وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلـحُـرِّيَّةِ الحَـمــــراءِ بابٌ … بِـكُـلِّ يَـــدٍ مــضَــرَّجَةٍ يــدَقُّ
وكما جاء في الحوار بين خالد بن الوليد رضي الله، وبين باهان قائد الروم، قبل معركة اليرموك،
فقد عرض باهان، أن يقدم شيئاً من متاع الدنيا لكل مسلم، على أن يرجعوا إلى بلادهم،
فقال خالد: (إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير أنا قوم نشرب الدماء، وأنه بلغنا أنه لا دمَ أطيبُ من دم الروم، فجئنا لذلك).
ابذلوا الدماءَ، بسخاءٍ، وكرمٍ، وجُودٍ، وعطاءٍ لا حدودَ له.. حتى تحققوا النصرَ.
فلا نصرَ، بدون بذل الدماء بسماحة، وعن طيب خاطرٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق