الجمعة، 16 سبتمبر 2022

حماس إذ تنكفيء على نفسها

حماس إذ تنكفيء على نفسها


د. إبراهيم حمّامي   

16/09/2022 

تحت عنوان "حماس وخطيئة العلاقة مع بشار" كتبت بتاريخ 24/06/2022 مقالاً مطولاً، وهذا بعض مما جاء في مقدمته: 

المباديء والقيم منظومة متكاملة لا تتجزأ 

د. أسامة الأشقر: عندما تتخذ قراراً كبيراً في ظرف حسّاس معقّد، وتَقْبل إظهار القرار على أنه موقف أخلاقيّ وتتجاوب مع ذلك؛ ثم تتخذ قراراً آخر مناقضاً له مع استمرار سببه، وتُبْرِز الأمر على أنه قرار يراعي المصلحة الراجحة المعتبرة، أو أنه من الضرورات، فهذا خلل منهجي في آليات صناعة القرار الاستراتيجي وصياغة مدارجه من المفتَتَح إلى المختتَم. 
حماس تحديداً أكثر من دفع ثمناً لموقف أخلاقي مبدأي بعدم الوقوف مع نظام بشار والمشاركة في جرائمه، وهذا الموقف لا يمكن أن يكون عكسه إلا خارجاً عن منظومة الأخلاق والمباديء 
عدنان حميدان: إن رفض التعامل شعبيا ورسميا مع نظام بشار الأسد بالنسبة لحركات المقاومة الفلسطينية أمر أخلاقي وسياسي في آن واحد، وليس مجرد مثاليات يعيشها فصيل أو تنظيم باتخاذ موقف حدي من نظام فقد حضوره وتاريخه من قبل مع الفصائل لا يشفع له بعد أن فتك بشعبه 
إن فرضت بعض القيادات رؤيتها ومواقفها ودفعت باتجاه الأمر وحدث فعلاً، فسيمثل ذلك سقوطاً مدوياً لا نهوض بعده، وخسارة أخلاقية وقيمية لا تعويض بعدها 
إن مثل هذا القرار سيسبب شرخاً داخلياً داخل حماس قبل غيرها، ومن يتابع مواقف وتعليقات الفلسطينيين خاصة من فلسطينيي سوريا يدرك تماماً حجم الاستياء والغضب والحنق حتى ممن هم مع المقاومة ومن داعميها، بل جاءت بعض التعليقات الرافضة من مسؤولين سابقين داخل حماس نفسها 
أجزم أنه لو تم استفتاء داخل حركة حماس لكانت نتيجته وبالأغلبية المطلقة ضد إعادة العلاقات مع نظام بشار في دمشق، فالمظلوم لا يقف مع ظالم 

مواقف أخرى صدرت من العلماء على اختلاف مشاربهم نعرض هنا جزءً منها: 

بيان العلماء الثمانية، بعد اجتماعهم بقيادة حركة حماس والذي جاء فيه: "إننا نحيط الجميع علما أن الوفد العلمائي قد التقى قيادات الحركة من المكتب السياسي، واستمع لحيثيات الموضوع ومسوغاته من وجهة نظرهم". وتابع: "بيّن مجمل الحضور من العلماء أن في هذا القرار (استعادة العلاقات مع النظام السوري) مفاسد عظيمة، ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية، وهذا في نظر الحاضرين يقتضي أن تقوم الحركة بمراجعته وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء". وأشار البيان إلى أن "العلماء في تواصل دائم انتظارا لرد قيادة حركة حماس ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعا". وقد تم نشر البيان في موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفي عشرات المواقع الإخبارية وغيرها. وحمل البيان توقيع كل من الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن، والشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري، والشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ عصام أحمد البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. والشيخ عبد الحي يوسف عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ محمد عبد الكريم الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، والشيخ سامي الساعدي أمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية، والشيخ وصفي عاشور أبو زيد عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.     
المجلس الإسلامي السوري: ومما جاء: إنّ لقاء العلماء وفي مقدمتهم سماحة الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري مع قيادة حركة حماس تمّ لأجل غرض واحد وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام السوري المجرم. تم خلال هذا اللقاء إيصال رسالة واضحة من علماء العالم الإسلامي عموماً والمجلس الإسلامي السوري خاصةً مفادها إن لم تستجب الحركة لطلب العلماء فسيصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً مفصلياً حول هذا القرار الخطير وكذلك شأن سائر العلماء الذين ما زالوا ينتظرون الجواب. هذا اللقاء تم لساعات مطولة كان الحديث فيها منصباً بكليته على خطورة قرار حماس إعادة العلاقة مع النظام المجرم. 
بيان جميعة الاتحاد الإسلامي في لبنان والذي جاء فيه: فإننا تتوجسُ خِيفةً من الأخبار المتتالية التي تفيدُ بأن "حماس" تنوي فتحَ صفحة جديدةٍ مع النظام المجرم في دمشق، وتستعِدُّ لإعادة العلاقات معه. وهذا ما لا نتمناه- بل نتألّم لسماع خبره ويزعجنا- من الإخوة الأفاضل في "حماس" الذين تجمعُنا بهم روابطُ الأخوّة والمحبة. وإننا إذ نثمّنُ البيان الذي أعلنه المجلس الإسلامي السوري والفتوى التي أصدرها رئيسُ مركز تكوين العلماء "العلّامة محمد ولد الددو" بتحريم استعادة العلاقات مع نظام الأسد. فإننا نطالب في جمعية الاتحاد الإسلامي رؤساءَ وأمناءَ الهيئات والمؤسسات الإسلامية بإصدار بيان مشترك: يدعو الحركة دعوةَ ناصح كريم ألّا تخطو هذه الخطوة التي قد تغنَم بها غنيمةً سيّاسيّةً مؤقتةً، لكنها على المدى المنظور تعدُّ خسارة كبيرة لمكانتِها التاريخية في ضمائر المسلمين. ويذكّرها بأن الباطل مهما طالَ وتعاظمَ، فلابد من يوم يتغلّبُ عليه الحقُّ ويَدْمَغُه، مصداقاً لقوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18]، ويحذّرها من خطورة فتحِ العلاقات مع سفّاكي الدماء وقاتِلي النساء والأطفال، وانعكاسِه سلباً عليها، مما يهددُ رصيدَها الجماهيري ويفقدها ظَهيرها العُلمائي)
ما صدر عن الشيخ العلامة محمد الددو من فتوى التحريم بهذا الخصوص.

قد يقول قائل أن هذا شأن داخلي لا علاقة لأحد به، وهذا من الناحية الفعلية صحيح، لكن آثاره وتوابعه السلبية – الكارثية- ستتأثر بها المقاومة الفلسطينية بكليتها، وأشير هنا لما كتبه قيادي من حركة حماس نفسها معدداً بعض الآثار السلبية المترتبة على هكذا خطوة: 

الآثار السلبية المترتبة على هذه الخطوة: 

البعد العقدي، والتناقض مع المبادئ، ولا وجودَ لمصالح حقيقة وإنما موهومة.
تقطيع أواصر الصلة مع حراكات الشعوب المسلمة، والوقوف في صف الظالم، يؤدي بحماس إلى خسارة الشعوب بالعموم أو فتنتها وانقسامها حول أمر كانت مجمعة عليه وهي القضية.
عودة العلاقات مع النظام السوري سيفقد حركة حماس حاضنتها الشعبية العربية والإسلامية، هذه الحاضنة التي كانت تخرج بالملايين لنصرة المقاومة ودعم قطاع غزة في إي عدوان إسرائيلي، بالتالي ستعود هذه الحاضنة إلى الوراء في أي معركة ستقودها حماس في قطاع غزة للرد على عدوان على الحركة في سوريا مثلا.
الذوبان في جسم غريب، حيث أنَّ هذا الحلف طائفي، وحماس هي الشاذ الوحيد بينهم، وهذا سيكون كارثي على حركة حماس، وقد كان قادة حماس يصرحون: نحن نتلقى الدعم من الجميع دون أن نكون في حلف أو محور أحد، أنتم تلقائياً عندما تكونوا في حلف مع طرف صرتم ضد الأطراف الأخرى وليس هذا في مصلحتكم.
توقع حدوث الفتنة الداخلية حركياً وفلسطينياً وإسلامياً، وحدوث خلاف لا طائل منه والحركة الإسلامية داخل 48م نموذج لذلك، وهذا الخارج وغيرهم، أنتم تبذرون بقراركم بذرة انقسام الصف، وقد ينعكس هذا على الأمة كلها لا قدر الله، وانقسام الحركة المجاهدة في فلسطين ليس كانقسام أي حركة أخرى.
إضعاف دور العلماء في القدرة على الدفاع عنكم بل أن خيارنا هو إعلان الحقيقة كما هي.
إنَّ عودة العلاقات مع النظام السوري ستفقد حركة حماس حاضنتها من غالبية علماء الأمة الإسلامية، باختلاف جنسياتهم

اليوم صدرت مواقف جديدة من شخصيات إعلامية وسياسية ودينية وازنة نرصد بعضها هنا: 

د. نواف هايل تكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج وفي بيان حمل عنوان "الموقف من سعي حماس لإعادة العلاقة مع النّظام السوريّ المتهالك" ومما جاء فيه: إنني أرى أن هذا القرار خاطئ وليس فيه إلا مصالح جزئية أو متوهمة، وما فيه من المفاسد والأضرار أضعاف ما فيه من مصالح، فهو يكسر قلوب الملايين، ويضعف مكانة المقاومة التي طالما تغنت بها شعوب الأمة قاطبة وبذلت من أجلها وقتاً ومالاً وإعلاماً، وجهداً كبيراً في رفع شأنها وتعظيم إنجازها، وغض الطرف عن إساءتها وأخطائها، ولا بد أنها ككل عمل من الأعمال البشرية فيها إيجابيات وإخفاقات. وبهذا الصدد فإنني أدعو الأخوة الكرام في قيادة هذه الحركة المجاهدة إلى مراجعة القرار مراراً وتكراراً، وإني لأعلم أنه سُلق سلقاً وأُخذ بطرائق لا تصلح لاتخاذ مثل هكذا قرار مفصلي، وعهدنا بهذه الحركة المجاهدة توسيع دائرة الشورى في مسائل أقل وأبسط من هذه القضية فكيف بهذه؟، وإني لأسأل الله تعالى في سري وفي علني أن يهدي هؤلاء الأخوة إلى الصواب وأن يصرف عنهم الأشرار."
الشيخ محمد خير موسى: مؤسف وموجع البيان الذي صدر عن حركة المقاومة الإسلاميّة حماس حول إعادة العلاقة مع النّظام السّوري إن حركة مقاومة تتبنى الاسلام منهجًا وتحمل على كاهلها الدفاع عن قضيّة من أعدل قضايا الأرض وتواجه أخطر مشروع عدوانيّ إحلاليّ لا يسعها الحديث عن المصالح مجرّدة بعيدة عن القيم والمبادئ الأخلاقيّة. ومع ذلك فإن هذا القرار في ميزان المصالح المجرّدة هو قرار مضرّ بحركة حماس وعلاقتها بعمقها الحقيقي وهو الأمّة الإسلاميّة التي لم تقصّر معها. وما يتم تقديمه في سياق التبرير لإعادة العلاقة لا يعدو أن يكون مصالح موهومة غير حقيقيّة.
لو طبّعت كل الأنظمة السياسية مع هذا النظام فإن هذا لا يسوغ لحركة تتبنى الإسلام منهجا ومقارعة الظلم سلوكًا أن تركن إلى هذا النّظام الذي لمّا يتوقف يوما واحدًا من أحد عشر عامًا عن قتل شعبه وقتل الفلسطينيين والسوريين سواء بسواء وصار مضرب المثل في الكون كله بالجور والظلم والإجرام.
محمد المختار الشنقيطي: من سوء التقدير الاستراتيجي الذي بنت عليه قيادة حماس مصالحتها مع السفاح الأسد اعتقادها بأنه انتصر على شعبه وسيعاد تأهيله دوليا. والواقع أنه إما أن يسقط أو يظل دكتاتورا مدحورا لا يفيد نفسه ولا غيره أو يعاد تأهيله دوليا على حساب حماس والقضية الفلسطينية. وفي الحالات الثلاث تخسر حماس
ياسر الزعاترة: بشار هو سرّ دمار سوريا، ومجاملته خطيئة؛ تماما مثل ترك الفاشل يواصل مسيرته (...) إن البيان المشار إليه أعلاه؛ قد أكّد ما أُعلن سابقا بشأن عودة العلاقة مع نظام الأقلية الطائفي بسوريا. قضية تحدّثنا عنها من قبل، وهي تعكس خللا في البوصلة وفي التقدير في آن، فضلا عن تجاهل مشاعر الغالبية من الشعب الفلسطيني؛ ومنهم أبناء الحركة. بؤس يستحق وقفة من العقلاء.
د. صالح النعامي: قرار حماس إعادة العلاقة مع نظام الطاغية الصغير بشار أسد خطيئة أخلاقية يعكس خلل الأولويات الإستراتيجية وتخبط سياسي لدى الحركة. هذا القرار لا يتعارض فقط مع سقف توقعات الأمة من الحركة بل لا يعبر عن موقف قواعد الحركة والأغلبية الساحقة من نخبها. كان يمكن تفهم هذه الخطوة، وفق حسابات الواقعية السياسية والمتطلبات الإستراتيجية، لو كانت تمنح الحركة قواعد جديدة لانطلاق عملها المقاومة بشكل يخفف العبء عن ساحات عملها الحالية. لكن في وقت يستهدف الصهاينة باستمرار النظام والوجود الإيراني في سورية، فلا يمكن أن يكون هذا الرهان واقعيا. المشكلة، أن نظام أسد الذي التزم الصمت إزاء بيان حماس، أطق أبواقه لتهاجم الحركة وتطالبها بمزيد من "شواهد التوبة" على مواقف الحركة السابقة من النظام، كما عبر عبد الباري عطوان أمس عن ذلك على شاشة الميادين. الاهتمام بهبة المقاومة في الضفة وإعمال الفكر حول كيفية تعزيزها أولى من القفزات في الهواء.
الأسير الأردني المحرر سلطان العجلوني: لأن الله واحد، والمبدأ واحد، والدم واحد، والعمر واحد، فإني أبرأ إلى الله من كل تقارب أو مصالحة مع مجرم سوريا كلب دمشق حتى لو كان ذلك من أحب الناس إلي حماس، وإني أشهد الله وألقاه على ذلك
الإعلامي أسعد طه ملمحاً: تتنازل مخافة أن تهلك فيهلك المبدأ.. لكن أليس في بقائك متنازلا هلاك للمبدأ؟!
رسامة الكاريكاتير أمية جحا: قلبي وحبي لثوار سوريا الابطال. وشهدائها الابرار. وثورتها الخالدة. كما حبي لفلسطين موطني، وكل قطر عربي واسلامي
المعارض السوري زهير سالم كان أكثر تطرفاً في موقفه: أجمل ما في سورة "الكافرون" أنها بعد أن أكدت المفاصلة، أنهت بإدارة الظهر "لكم دينكم ولي دين" وبعد أن تردت قيادة حركة حماس في قرارها. لا هي منا ولا نحن منها. وترداد الكلام من اللدد واللجاجة. نعرف لفلسطين حقها. وندير الظهر لقوم أسندوا للباطل ظهورهم، كأنهم وقد هانوا ما كانوا..
موقفي الشخصي المطول كان في القال المشار إليه أعلاه والذي اختتمته بالتالي: إن خطوة إعادة العلاقات والعودة لدمشق خطوة كارثية مأساوية تصل حد الخطيئة، لا فائدة منها حتى بحسابات الدنيا، ولا مصلحة ترجي منها، بل هي خسارة من كل الزوايا والنواحي، والأهم أنها خسارة مبدأية أخلاقية قيمية، وإن تمت ولم يتم وقفها - وقد تمت - فأني ابرأ الى الله مما يصنعون وأفوض أمري إلى الله.

 

ما يثير الغثيان هو موقف نظام الإجرام في الشام الذي لم يعلق مجرد تعليق على بيان حماس، ولسان حاله يقول لقد حصلنا على ما نريد من شرعنة للجرائم واعتراف ضمني بخطأ موقف حماس عام 2022 وعودة ليست كسابقتها، ولك يكتف بذلك بل أوعز لأبواقه بإذلال حماس إعلامياً مع مطالبتها بالمزيد من "شواهد التوبة" كما أوضح د. صالح النعامي (أعلاه) – نعم هكذا "التوبة"!! 

التعليقات والمواقف والبيانات أعلاه ليست من كارهي حماس ولا المقاومة، وليسوا من أطراف فلسطينية أو عربية حاقدة تتصيد في الماء العكر. 

التطبيع من نظام همجي وحشي مجرم قاتل ولغ في دماء السوريين والفلسطينيين لا يقل جرماً عن التطبيع من الاحتلال 

خلاصة القول أن موقف حماس - أو جزء منها – يعني أنها قررت الانحياز الكامل للمحور الإيراني، وبأنها قررت أن تدير ظهرها للغالبية الساحقة من الأمة وأبنائها وشخوصها وعلمائها، وأن تنكفيء على نفسها. 

لكن...

لم يفت الوقت للتراجع عن هذه الخطيئة التي تصل حد الجريمة أو الشراكة فيها بمهادنة مرتكبيها و"التطبيع" معهم 

لكن بالتأكيد فإن الإصرار على موقف العداء للأمة ومشاعرها سيكون بداية النهاية! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق