الأربعاء، 25 يناير 2023

زلزال ٢٥ يناير..!

 زلزال ٢٥ يناير..!


زلزلة أرض مصر اليوم (٢٥ يناير)؛ أمر قدري صرف، لا دخل لأحد في تحديد موعده ، ولا توقيت حصوله بهذه الدرجة العالية ( نحو ٦ درجات على مقياس ريختر )..
لكن زلزال اليوم يصرف الأنظار مباشرة إلى حدث الثورة المصرية الذي تسبب في تغيير كبير في الأوضاع والمفاهيم، وهز الكثير من القناعات والمناهج والفرضيات، وكشف وأسقط العديد من الكيانات والشخصيات ، كما هو الشأن في بقية الثورات ..
★.. نقول اليوم ..ماذا لو لم تحدث ثورة يناير وغيرها من الثورات، بما كان بعدها من غربلة وتمحيص، ميز الله به الطيب من الخبيث، وأخرج به أضغان أقوام ، وهتك أستارهم، كما اختار بسببها أيضا من شاء من المبتلين والصابرين والشهداء ورفع أقدارهم ..؟
والأمر كما قال الله عز وجل عن يوم أحد { مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران/١٧٩].
★.. قال ابن كثير عند هذه الآية :
« لا بد أن يعقد الله سببا من المحنة ، يظهر فيه وليه ، ويفتضح فيه عدوه ، يعرف به المؤمن الصابر ، والمنافق الفاجر . يعني بذلك يوم أحد الذي امتحن به المؤمنين ، فظهر به إيمانهم وصبرهم وجلدهم وثباتهم ، وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وهتك به ستر المنافقين ، فظهر مخالفتهم ونكولهم وخيانتهم لله ولرسوله [ صلى الله عليه وسلم ].
انتهى كلامه .
★.. إنها سنة الله القدرية في المداولة
{ .. وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠)وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (١٤١)أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (١٤٢). من سورة آل عمران.
وقناعتي الشخصية؛ أن الثورات العربية، كانت تحولا قدريا لابد منه، لكشف عوار مرحلة الحكم الجبري الممتدة منذ مئة عام، لننتقل إلى المرحلة الانتقالية التي نعيشها، والتي سيعقبها بإذن الله_ كما صحت بذلك الأحاديث_ زمان التمكين التام للمسلمين ، والدمار الأخير لحلف الفجار والكفار والمنافقين ..
★.. أما عندما تزلزل الأرض زلزالها الكبير والأخير؛ بمعدل لا يستطيع مقياس (ريختر) ولاغيره قياسه لشدة هوله وعموم طوله ، فعندها؛ وعندها فقط؛ سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق